الأخبار: يوم دراماتيكي في حياة الشاشة الرسمية: هزّة قبل الإقفال الكبير
كتبت الأخبار:
أقفل… لم يقفل! بين هذين القرارين اللذين صدرا تباعاً، ضاعت «الطاسة» أمس حول مصير «تلفزيون لبنان» الذي تأسّس عام 1959. فجأة، تصدّر خبر إغلاق التلفزيون عناوين الأخبار العاجلة، واجتاحت المراثي الصفحات الافتراضية، قبل أن يعود الكلام لاحقاً عن عودة بث الشاشة، كأنّ شيئاً لم يكن! وكان اللبنانيون قد أفاقوا على خبر إقفال «تلفزيون لبنان»، بناءً على قرار شفهي أبلغه وزير الإعلام زياد مكاري للمسؤولين في القناة. ترافق الخبر مع توقف بث الشاشة بشكل كلّي. أتت خطوة مكاري بعد مرور أكثر من أسبوع على إعلان موظفي التلفزيون إضرابهم المفتوح لحين حصولهم على مستحقاتهم المكسورة منذ عام 2021، أي عندما أعلن مجلس الوزراء قبل عامين، منح زيادة على الراتب للعاملين في القطاعين الخاص والعام. لكنّ موظفي الشاشة الرسمية لم يحصلوا على أيّ مستحقات. وسبق الإضراب ارتفاع أصوات الموظفين الذين طالبوا بحقوقهم، ولكن من دون جدوى.
في هذا السياق، من يتابع أخبار «تلفزيون لبنان» في الأشهر الأخيرة، يعرف أنّ الشاشة غارقة في مطبّات مالية وإدارية يصعب الخروج منها. فالأزمة المالية التي تعصف بالبلاد منذ عام 2019، كشفت عن حجم الهدر والفساد الذي تعانيه الشاشة المحلية منذ أكثر من 15 عاماً. أضف إلى ذلك، غياب مجلس الإدارة منذ أكثر من 11 عاماً بسبب المحاصصات والصراعات الطائفية والحزبية.
من جانبها، تشير ميرنا الشدياق، رئيسة «نقابة مستخدمي التلفزيون في لبنان»، في اتّصال معنا إلى أنّهم أُعلموا شفهياً بتوقيف البث، لكنّ الموظفين لا يعرفون خلفيات ذلك القرار الذي أصدره وزير الإعلام. وعبّرت الشدياق عن حزن الموظفين وصدمتهم بالقرار، متسائلة: «لماذا جاءت هذه الخطوة، هل لأنّنا طالبنا بحقوقنا المهدورة!؟».