الدبيبة ناقش القضية مع واشنطن ثمّ رتّب لقاء المنقوش وكوهين.. ماذا في التفاصيل؟
نقلت وكالتا “أسوشيتد برس” و “رويترز” عن مسؤولين ليبيين لم تُنشر أسماؤهم، تفاصيل الترتيبات التي أفضت إلى عقد أول لقاء من نوعه بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما، مع الإشارة لدور رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة.
ووفقاً لما نقلته “أسوشيتد برس” عمن قالت إنّهما مسؤولان رفيعا المستوى، فإنّ “الدبيبة كان على علم بالمباحثات بين وزيرة خارجيته ونظيرها الإسرائيلي”.
وذكر أحد المسؤوليْن أنّ الدبيبة أعطى الضوء الأخضر للاجتماع الشهر الماضي، حين كان في زيارة إلى روما، مشيراً إلى أنّ “رئيس الوزراء قام بترتيب لقاء المنقوش وكوهين بالتنسيق مع وزيرة الخارجية”.
وقال المسؤول الثاني إنّ اللقاء استمر قرابة ساعتين، وإنّ المنقوش قدمت إحاطة لرئيس الوزراء، فور عودتها إلى العاصمة طرابلس.
كما أضاف أنّ اللقاء جاء تتويجاً لجهود ترعاها الولايات المتحدة، لضم ليبيا إلى معسكر الدول المطبعة مع “إسرائيل”.
وأشار المسؤول نفسه إلى أن التطبيع بين ليبيا و”إسرائيل”، نوقش لأول مرة في اجتماع بين الدبيبة ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، الذي زار العاصمة الليبية في كانون الثاني/يناير الماضي.
في السياق نفسه، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول ليبي قوله إنّ الدبيبة، طلب من إيطاليا ترتيب لقاء بين المنقوش وكوهين على أمل الحصول على دعم أقوى أميركي ودولي لحكومته المؤقتة، مشيراً إلى أنّ “الحكومة تخشى أن يضعف الدعم الدولي أو يتلاشى”.
من جهة أخرى، قال مصدر دبلوماسي في إيطاليا للوكالة، إنّ وزيري خارجية ليبيا و”إسرائيل” كانا على تواصل منذ مدة من دون أن يكون لروما دور في ذلك، موضحاً أنّ “الطرفين طلبا فقط من إيطاليا المساعدة في تهيئة مكان لعقد اللقاء”.
وتشهد ليبيا حالياً موجة غضب واسعة بعدما كشفت “تل أبيب” الأحد أنّ وزير خارجيتها التقى نظيرته الليبية في روما الأسبوع الماضي في لقاء سرّي.
وبحسب بيان لمكتب وزيرة الخارجية الليبية، فإن اللقاء بين المنقوش وكوهين كان بإذن من الدبيبة، نافياً ما أعلنته مسبقاً الخارجية الليبية بأن اللقاء كان “مصادفة وغير رسمي”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ اللقاء بين المنقوش وكوهين كان “منسّقاً على المستويات الأرفع”، وتم التخطيط لنشر أمره.
وفي إثره، أقال الدبيبة وزيرة خارجية بلاده، في حين أعلن مكتب الوزيرة أنّ الدبيبة أصدر قراراً بإيقافها عن العمل بعد فضحه، مشدداً على أنّها تملك أوراقاً كثيرة، “ولن تسمح بأن تكون كبش فداء في موضوع نفّذته بطلبٍ من الدبيبة”.
وذكرت صحيفة “ماكور ريشون” الإسرائيلية، التي كشفت عما يجري في الكواليس بين ليبيا و”إسرائيل”، أنّ “إسرائيل حصلت على إخفاق ذريع بدلاً من التطبيع”، تابعت: “في طرابلس بدأوا العد العكسي لنهاية الحكومة”.