عربي و دولي

كيف تتفوق الصين وروسيا على الولايات المتحدة في معركة كسب القلوب والعقول؟

أفادت مجلة “ذا ديبلومات” الأميركية أنّه في المعركة العالمية من أجل كسب القلوب والعقول، تتفوق الصين وروسيا على الولايات المتحدة، مشيرةً إلى تحليل بيانات الأمم المتحدة، على مدى ثلاثين عاماً.

وتكشف البيانات أنّ الصين وروسيا كانتا أكثر نجاحاً في الفوز بدعم مواقفهما من المجتمع العالمي.

وذكرت المجلة: “ليس سراً أن الصين وروسيا كانتا من بين أشد المنتقدين للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، وعملتا بنشاط على تحدي قبول الدول الأخرى له، متسائلةً “لكن كيف سيكون أداء هذه القوى في مواجهة القوة المدافعة عن الوضع الراهن، أي الولايات المتحدة، في محكمة الرأي العام العالمي؟”.

وفقاً لبيانات الأمم المتحدة على مدى 30 عاماً، أكدت المجلة أنّ تحليل أنماط التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة توصّل إلى أنّ الدول على مستوى العالم، أكثر توافقاً إلى حد كبير مع المواقف السياسية الصينية الروسية مقارنة بتلك التي تدعو إليها الولايات المتحدة عندما يكون الجانبان على خلاف.

وأوضحت أنه من عام 1991 حتى عام 2020، في أكثر من 1500 حالة، عندما اختلفت الولايات المتحدة مع الصين وروسيا، ساد المنظور الأميركي في 14% فقط من الحالات،  في حين انحازت غالبية الدول إلى المواقف الصينية – الروسية في 86% من الحالات.

ولفتت إلى أنّ التناقض يصبح أكثر حدة عندما يقتصر التحليل على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، التي تنتمي إلى “مجموعات التوازن الناعم” مثل تحالف “بريكس”، ومنظمة “شنغهاي للتعاون”، وكتلة مجموعة الـ 77.

وبيّنت المجلة أنه من بين 1513 قراراً فريداً للجمعية العامة في مجموعة البيانات، تم تصنيف 211 قراراً فقط من قبل وزارة الخارجية الأميركية على أنها مهمة للمصالح الوطنية الأميركية. وعندما اقتصر تحليلنا على تلك القرارات فقط، كان التوافق مع الولايات المتحدة أكبر، حيث بلغ 36% بين جميع الدول.

وأضافت أنّ الصين رعت، أو شاركت في رعاية، أكبر عدد من القرارات بين عامي 2000 و2020، حوالي 27% من إجمالي القرارات، مقابل 15% لروسيا و14% للولايات المتحدة، مؤكدةً أنّ بكين “أبلت بلاءً حسناً في تمريرها، دون منازع في كثير من الأحيان، كما نجحت موسكو في حشد الدول الأخرى حول مصالحها”.

تشير هذه النتائج الكمية، وفق المجلة، إلى أن التحديات التي تواجهها واشنطن من بكين وموسكو لا تنطوي على مواقف جيو سياسية فحسب، بل تشمل أيضاً مناورات دبلوماسية ضمنية تهدف إلى كسب قلوب وعقول المجتمع الدولي.

وأوضحت المجلة أنه بينما تعمل الصين وروسيا للتأثير على المواقف السياسية للدول الأخرى، فقد اعتمدتا على مؤسسات التوازن الناعم، ومن بين الدول الأعضاء في هذه المجموعات، يتراوح الاتفاق مع الولايات المتحدة، في مقابل الاتفاق مع الصين وروسيا، بين 7% و14%، مشيرةً إلى  تزايد التوافق مع المواقف الصينية – الروسية بمرور الوقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى