عربي و دولي

“واشنطن بوست”: خطة نتنياهو لمستقبل قطاع غزة بعد الحرب غير قابلة للتطبيق

تحدّثت صحيفة “واشنطن بوست”، في مقال، عن رؤية رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لـ “اليوم التالي” للحرب على قطاع غزة، قائلةً إنّ هذه الرؤية “غير قابلة للتطبيق”، وتتعارض مع ما تريده واشنطن وبعض الدول العربية.

وذكرت الصحيفة أنّ “رؤية نتنياهو المتشددة لمستقبل القطاع، التي اقترحها على مجلس الوزراء الحربي، تتضمن احتفاظ إسرائيل بسيطرة عسكرية غير محددة على المنطقة”.

ولذلك، حظيت هذه الرؤية بانتقاد المحللين باعتبارها “محاولة لتأجيل المشكلة، واستعادة الوضع الراهن الذي لا يمكن الدفاع عنه”، وفق “واشنطن بوست”.

وأضافت أنّ الخطة هي “إلى حد كبير، مجموعة نقاط ظل نتنياهو يتحدث عنها منذ بداية الحرب”، لكن هذه “كانت المرة الأولى التي يتم تقديمها رسمياً إلى مجلس الوزراء للموافقة”.

وفي ما يلي بعض نقاطها الأساسية:

1- ستُسيطر “إسرائيل” أمنياً على قطاع غزّة من دون قيد زمني، إضافةً إلى تجريد القطاع من السلاح بنحو كامل، باستثناء قوات الشرطة.

2- سوف تتولى “إسرائيل” سيطرة أكبر على الحدود الجنوبية لغزة، بالتعاون مع مصر “قدر الإمكان”، وسوف تقيم مناطق عازلة على الحدود.

4 – سيتم حل وكالة المساعدات الأساسية التابعة للأمم المتحدة في غزة والضفة الغربية واستبدالها.

بالإضافة إلى هذه النقاط، يرفض الاقتراح أي اتفاق دائم مع الفلسطينيين، لا يتحقق من خلال المفاوضات المباشرة مع “إسرائيل”، وكذلك أي دولة فلسطينية “أحادية الجانب”.

وعقّبت “واشنطن بوست” على ذلك قائلةً إنّ “الكثير منها يتعارض مع التوقعات المعلنة للولايات المتحدة والحكومات الأوروبية والعربية”.

وذكّرت بأنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، شدّدت مراراً وتكراراً، على أنّه “لا ينبغي لإسرائيل أن تُبقي على احتلالها إلى أجل غير مسمى لغزة، وتريد أن ترى السلطة الفلسطينية تتولى مسؤولياتها هناك”، فيما  رفضت مصر، أيضاً، أي دور إسرائيلي على حدودها مع غزة.

أمّا “الأونروا”، فإنّ استبدالها سيكون صعباً، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أنّها مؤسسة حيوية لتوصيل الخدمات إلى الملايين من الفلسطينيين، وخاصة في غزة.

في هذا الإطار، لفتت  “واشنطن بوست”،  إلى أنّ “نتنياهو يمكنه أن يجادل بأنّه يتماشى مع الرأي العام الإسرائيلي”، لكنّ “مواقفه تتعارض مع مواقف الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين والدول العربية”.

كذلك، لفتت الصحيفة أنّ الدول العربية الغنية، مثل الإمارات والسعودية، “ربطت الاستثمار المحتمل في إعادة إعمار غزة بإحياء المسار السياسي الذي من شأنه أن يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، كإدارة بايدن التي تريد كذلك تعزيز احتمال حل الدولتين، الذي أمضى نتنياهو عقوداً في تقويضه”.

وفي السياق، قال ألون بنكاس، وهو دبلوماسي إسرائيلي كبير سابق، إنّ اقتراح نتنياهو “يتسق مع سجله في التلاعب”، مضيفاً أنّ خطته “لليوم التالي” هي “في الواقع نفي لخطة بايدن، وهي قائمة من التصريحات التي تشكل سيطرة إسرائيلية مفتوحة على غزة من دون أي جانب إيجابي سياسي”.

وبهذا المعنى، فإنّ الاقتراح هو أيضاً محاولة لإعادة “إسرائيل” إلى 6 أكتوبر، أي إلى “الوضع التي احتفظت إسرائيل فيه بالسيطرة على حياة ملايين الفلسطينيين، إمّا تحت الاحتلال أو الحصار الاقتصادي”، بحسب بنكاس.

بدورها، كتبت، نوعا لانداو، في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنّ “خطة نتنياهو لليوم التالي، هي أنه لا توجد خطة لليوم التالي”، مضيفةً أنّه “يريد ما أراده دائماً، أي إدارة الصراع دون حله على الإطلاق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى