تسجيل هذه المدفوعات المرتقبة في الأشهر المقبلة يعني أن حساب الالتزامات سيزداد وأن الموجودات الصافية بالعملة الأجنبية ستنخفض إلى ما دون 7 مليارات دولار. بهذا المعنى يبدو البيان ناقصاً أو مضلّلاً إلى حدّ ما.
يأتي هذا التراجع رغم أن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري ما زال مصرّاً على موقفه وموقف المجلس المركزي الذي يمتنع عن تسديد أي دولار من هذه الموجودات السائلة بالعملة الأجنبية «إلا لزوم تسديد ما يترتب عليه في إطار التعميم 158». ويبدو أن هذا البيان لا يتضمّن العمليات النقدية التي يواصل مصرف لبنان إجراءها في السوق شارياً للدولار. وفي هذا الإطار تقول مصادر مطّلعة، إن مصرف لبنان يملك 130 مليون دولار، أي إنه قادر على تسديد رواتب القطاع العام بالعملة الأجنبية لهذا الشهر وقادر على تسديد بعض احتياجات الدولة بالعملة الأجنبية أيضاً. لكنّ بطء وتيرة شراء الدولارات من السوق تنفيذاً لقواعد الامتثال الأميركية التي يحاول منصوري التقيّد بها، يفيد بأنه في الشهر المقبل ستكون مسألة تسديد الرواتب وتأمين حاجات الدولة بالعملة الأجنبية تحدياً يزداد صعوبة في الأشهر التي تلي.