رئيسي من الأمم المتحدة: نواجه حرباً على الإسلام والأسرة.. ونحن نمثّل المستقبل
أكّد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، أنّ احترام الأديان يجب أن يتصدر قائمة الأولويات في الأمم المتحدة.
ورفع رئيسي، خلال كلمته أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، نسخة عن القرآن الكريم، استنكاراً للاعتداءات على المصحف الشريف.
واستنكر رئيسي عدم المبالاة بالكراهية تجاه الإسلام، وبالفصل والتمييز الثقافيين في المجتمعات الغربية، مثل منع الحجاب وتدنيس القرآن، مضيفاً: “نواجه الآن حرباً على الإسلام وعلى الأسرة، التي تشكل دعامة للتقدم البشري”.
وشدّد الرئيس الإيراني على أنّ “الهجوم على المفاهيم الطبيعية، ومنها مفهوم الأسرة، هو تهجم على الإنسانية”، مؤكّداً ضرورة “حماية نواة المجتمع، التي تقوم على الزواج بين المرأة والرجل”. كما طالب جميع المراجع الدينية بالوفاء بشأن التزاماتها المتعلقة بحماية الأسرة.
وفي سياقٍ التطورات التي يشهدها العالم، أوضح رئيسي أنّ “هيمنة الغرب لا تتماشى اليوم مع واقع العالم المعاصر. والنظام الليبرالي، الذي سعى لعولمة القيم الأميركية، أصبح بائداً”.
وأضاف أنّ “هناك أملاً بإقامة نظام عالمي جديد ومنصف، مع ظهور قوى جديدة”، مشيراً إلى أنّ جمهورية إيران الإسلامية تدعو إلى تحولات اقتصادية وسياسية في العالم.
ولفت الرئيس الإيراني، في هذا الخصوص، إلى أنّ “بعض الدول يسعى لنشر الفتن في مناطق متعددة من العالم”.
وبحسب رئيسي، فإنّ المجتمع الدولي، ودولاً في غربي آسيا، “اكتشفت اليوم حقيقة الديمقراطيات الغربية التي تسعى لإطالة أمد الحروب”.
أمّا سياسة إيران، وفقاً لرئيسي، فتقوم على “سياسة حسن الجوار، التي تسعى لزيادة التعاون الإقليمي، وحظر التدخل الخارجي من القوقاز إلى الخليج”.
وشدّد على أنّ “استقرار المنطقة يصبّ في مصلحة جميع دولها”، مشيراً إلى أنّ ما تشهده الدول، مثل سوريا وفلسطين واليمن وأفغانستان، يُبين أنّ “مستقبل المنطقة سيتحسن عبر الثقة المتبادلة والتعاون”.
وصرّح رئيسي بأنّ “أمن الجوار جزء من أمن إيران”، مؤكّداً أنّ أي “وجود أجنبي في المنطقة هو أصل المشكلة”.
وفيما يخصّ ما شهدته إيران في الفترة الأخيرة، أوضح رئيسي أنّ بلاده “تخلّصت من أسس الإرهاب، واستحدثت فرصاً جديدة لمنطقة غربي آسيا”.
وأضاف أنّ “أعداء إيران سعوا لفرض إراداتهم علينا، لكنّ شعبنا هزم سياساتهم وانتصر”، مشيراً إلى أنّ “بعض الاجهزة الاستخبارية ينقل المجموعات الإرهابية من منطقة إلى أخرى”.
وتوجّه إلى مسؤولي الدول الغربية بالسؤال: “لماذا وفرتم ملاذاً آمناً لمجموعات إرهابية قتلت 17 ألفاً من الإيرانيين”.
وتابع متسائلاً: “هل سمعتم مرة عن الذين أصيبوا بالسلاح الكيميائي الذي استخدمه صدام (حسين) ضد شعبنا؟”، مردفاً بأنّ “كثيراً من إنجازات إيران في المنطقة جاء نتيجة تضحيات الشهيد قاسم سليماني، البطل في محاربة الارهاب”.
وبيّن الرئيس الإيراني أنّ “دولاً كثيرة في المنطقة كانت ستدمّر بسبب إرهاب داعش التي حاربها سليماني”، مضيفاً أنّ استشهاده “كان هدية إلى تنظيم داعش، لأنّه بدلاً من الاعتراف ببطولاته تم اغتياله”.
وأردف قائلاً: “لن ننسى دم الشهيد سليماني، ولن نتوقف عن مساءلة المسؤولين عن اغتياله”.
وتابع متسائلاً: “ألم يحن الوقت لإنهاء الاحتلال لفلسطين والاعتراف بها دولةً مستقلة؟ وألم يحن الوقت لإنهاء احتلال الأراضي اللبنانية والسورية من جانب الكيان الإسرائيلي؟”.
وبشأن الحرب في أوكرانيا، أكّد الرئيس الإيراني أنّ “أي استخدام للعنف والحرب في أوكرانيا كان بسبب الخطط الأميركية لإضعاف الدول الـأوروبية”.
وبالحديث عن خطة العمل الشاملة المشتركة، أشار رئيس إيران إلى أنّ “أميركا غادرت خطة العمل الشاملة المشتركة، وارتكبت جريمة بحق المشهد العالمي”.
وتابع أنّ “على الولايات المتحدة أن تعترف بما إذا كانت تريد خطة العمل المشتركة، أم لا”، مشدداً على أنّ “الأسلحة النووية ليس لها وجود في العقيدة الإيرانية”.
وشدّد على أنّ “إيران لن تتنازل عن حقها في الحصول على طاقة نووية تستخدم في الأغراض السلمية”، مفيداً بأنّ العقوبات الأميركية على إيران لم تأتِ بأي نتائج، وعلى واشنطن التوقف عن هذه العقوبات”.
وختم رئيسي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقول إن “هذه الدول القديمة تمثل الماضي، ونحن نمثل المستقبل”.