عربي و دولي

بلومبرغ: روسيا قد تحصل على صديق جديد داخل الاتحاد الأوروبي

قد تكون روسيا على وشك الفوز بصديق جديد في أوروبا، في ظل احتمالية تحقيق رئيس الوزراء السلوفاكي السابق روبرت فيكو، عودة غير متوقعة في الانتخابات القادمة، وهو المعروف برغبته إنهاء المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

ومن المقرر أن يدلي السلوفاكيون بأصواتهم في 30 أيلول/سبتمبر، في بلد يبلغ عدد سكانه 5.4 مليون نسمة، ويصنّف الأكثر تأييداً لروسيا في المنطقة.

وبحسب وكالة بلومبرغ، تعهد فيكو بإنهاء المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ووصف رئيس سلوفاكيا بأنه “عميل أميركي”، كما عارض عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.

وعندما أُجبر فيكو، على ترك منصبه في عام 2018 في أعقاب أكبر احتجاجات جماهيرية منذ الحقبة الشيوعية، ابتسم وتعهد بأنه سيعود، فيما أخذت قلّة فقط كلامه على محمل الجد يومها.

وظلّت الحكومة الحالية في سلوفاكيا ثابتة على دعمها لأوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في شباط/فبراير 2022، حتى مع إظهار الاستطلاعات المتعاقبة أن أكثر من نصف السلوفاكيين يلومون الغرب أو أوكرانيا على الحرب.

ولا تزال براتيسلافا ترسل الأسلحة لأوكرانيا، وتستضيف أكثر من 100 ألف لاجئ أوكراني، وتؤيد جميع العقوبات المفروضة على روسيا، على الرغم من أن هذه الخطوة كان لها تأثير مباشر على إمداداتها من الطاقة.

ويمكن لعودة فيكو أن تغير ذلك سريعاً، مما يثير الشكوك بخصوص تعاون سلوفاكيا مع حلف شمال الأطلسي، في ظلّ انتقادات فيكو الشديدة للحلف والولايات المتحدة، على الرغم من اعتباره المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل حليفة له.

وقد انضمّت سلوفاكيا تحت قيادته، إلى منطقة اليورو عام 2009، باقتصاد مدعوم بصناعة السيارات، التي جعلتها واحدة من أكبر منتجي السيارات بالنسبة لعدد أفراد الشعب في العالم.

والسؤال المطروح هو ما إذا كان استلامه لرئاسة الوزراء سيشهد ارتداداً إلى ما كانت عليه سلوفاكيا، خاصة أنه قد يضطر إلى الاستعانة باليمين المتطرف لتشكيل حكومة أغلبية.

يؤكد غريغوري ميسزنيكوف، رئيس معهد الشؤون العامة، أنّ “أهداف فيكو ستثير معارضة وانشقاقاً في الخارج، وسيُخرج سلوفاكيا خارج التيار الأوروبي الرئيسي”.

إلا أنّ انتصار فيكو ليس أمراً مؤكداً، إذ يحظى “سمير” (الحزب الديموقراطي الاجتماعي السلوفاكي) بدعم يبلغ نحو 20% في استطلاعات الرأي، مما يمنحه أفضلية بثلاث نقاط مئوية على منافسه الرئيسي، حزب سلوفاكيا التقدمي بقيادة ميشال سيميكا.

ويعرف حزب “سمير” بدعوته لإيقاف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وإلغاء العقوبات المفروضة على روسيا، وتعزيز علاقة سلوفاكيا مع الصين، كما عرف الحزب بتقديم مقترحات سياسية مناهضة لمجتمع المثليين، وللتدخل الحكومي في المسائل الاقتصادية.

وقد تقلّص هذا الفارق تدريجياً من خمس نقاط في شهر آذار/مارس، في مشهد سياسي مجزأ، حيث ستلعب الأحزاب الصغيرة في نهاية المطاف دور صانع الملوك.

وبعد تفكك تشيكوسلوفاكيا في عام 1993، عارضت حكومات البلاد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في عام 1999 إلى جانب بولندا والمجر وجمهورية التشيك. وقد أشارت وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك، مادلين أولبرايت، إلى سلوفاكيا باعتبارها “الثقب الأسود” لأوروبا.

وفي ذلك الوقت، كان فيكو في أوائل الثلاثينيات من عمره، وقام بتوحيد يسار الوسط في البلاد، وفاز حزبه “سمير” بأول انتخابات عامة له في عام 2006، وبلغت شعبيته ذروتها بنسبة 44% في عام 2012 حيث تعهد بتقديم المزيد من الأموال للمحرومين، ليخرج من الحكم عام 2018 بعد احتجاجات على خلفية مقتل صحافي وخطيبته.

وقال فيكو في مقابلة أجريت معه في نيسان/أبريل: “لا أريد تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة فقط من أجل الحصول على صورة جيدة بين الدول الغربية”، مضيفاً بأنه “من غير المنطقي الاعتقاد بأن روسيا ستنسحب من شبه جزيرة القرم، وهذا النهج الذي يتبعه الغرب سوف يدمر أوكرانيا في مرحلة ما”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى