الأخبار: استشهاد صحافيّ… وحزب الله يتوعّد بالردّ
كتبت الأخبار:
بقي التوتر مسيطراً على القرى الحدودية أمس، مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية التي وصلت ذروتها مساءً باستهداف العدو صحافيين في بلدة علما الشعب، بقذيفة من دبابة ميركافا في موقع الحمرا، ما أدّى إلى استشهاد مصوّر وكالة «رويترز» الصحافيّ عصام عبدالله، وجرح ستة من مراسلي ومصوّري عدد من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأجنبية العاملة في لبنان، نُقلوا إلى مستشفيات المنطقة وسط استنفار للجيش اللبناني وقوات اليونيفل.
وسبق الاستهداف الإسرائيلي الصحافيين قصف مدفعي إسرائيلي عصراً طاول مناطق حدودية عدة، إثر انطلاق صفّارات الإنذار في الجليل الغربي خشية عملية تسلّل، أعقبها العدو بدعوة سكان مستوطنة حانيتا القريبة إلى الاختباء في منازلهم. وتحدّث المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أضرار لحقت بالسياج الحدودي عند المستوطنة المذكورة بعد وقوع انفجار بجانبه ألحق به «أضراراً طفيفة»، وقال إن وحداته ردّت بقصف مدفعي باتجاه الأراضي اللبنانية، متّهماً «مجموعة فلسطينية» بأنها حاولت التسلّل من دون أن تحقّق هدفها.
وللمرة الأولى منذ بدء التطورات الميدانية في جنوب لبنان ربطاً بعملية «طوفان الأقصى»، قصف العدو الإسرائيلي برج مراقبة غير مشغول للجيش اللبناني في خراج بلدة علما الشعب.
وفي إطار معادلة الرد المتناسب على اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن حزب الله مهاجمة المواقع الإسرائيلية التالية: موقع العباد، موقع مسكفعام، موقع راميا، موقع جل العلام، بالأسلحة المباشرة والمناسبة، مؤكّداً تحقيق إصابات دقيقة فيها.
وتعليقاً على استهداف الصحافيين، أكّد حزب الله في بيان أن «هذه الجريمة النكراء بقتل المواطنين اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية، وأيّ اعتداء على أمن شعبنا وسلامة بلدنا لن يمرا دون الرد والعقاب المناسبيْن».
واستدعت عملية الاستهداف للأطقم الصحافية مواقف سياسية ونقابية مُندّدة بالجريمة الإسرائيلية. فسأل رئيس مجلس النواب نبيه بري: «هل يحتاج المجتمع الدولي إلى دليل بأن إسرائيل ومستوياتها السياسية والعسكرية تريد ممارسة إجرامها وعدوانيتها من دون شهود على الحق والحقيقة؟». واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الاستهداف «وصمة عار جديدة تضاف إلى سجلّ العدو الإسرائيلي الأسود في القتل والعدوان». ووضعت «نقابة الصحافة اللبنانية» هذه المجزرة «التي تضاف إلى المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال والآلة العسكرية الإسرائيلية بدم بارد في لبنان وصولاً إلى قطاع غزة برسم المجتمع الدولي والاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال». ووصفت «نقابة محرّري الصحافة» الاعتداء بـ«الجريمة الموصوفة التي ترقى إلى مصاف جرائم الحرب»، مؤكدةً أن «المنطقة التي كانوا يتواجدون فيها بعيدة من أي موقع عسكري وكانوا اتخذوا كل الإجراءات والتدابير التي تشير إلى هويتهم الصحافية». ودعا «مجلس نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع» الجميع إلى «الضغط لمنع الكيان الإسرائيلي من الاستمرار في استهداف الصحافيين الذين يجب أن يكونوا مُحيَّدين عن أي استهداف». كما صدرت مواقف سياسية مندّدة من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب والقوات اللبنانية وقوى سياسية أخرى.
وشهدت مناطق عدة في بيروت والجنوب والبقاع، أمس، مسيرات وتظاهرات متضامنة مع أهالي غزة، ومستنكرة للمجازر المرتكبة بحقهم. وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال وقفة تضامنية في الضاحية الجنوبية، إن «حزب الله يعرف واجباته جيداً ويتابع خطوات العدو ومتى يحين وقت أي عمل سيقوم به. نحن حاضرون بجهوزية كاملة ونتابع لحظةً بلحظة، ولن تؤثّر الاتصالات التي جرت في الكواليس من أطراف دولية لضمان عدم تدخّلنا في المعركة»، مشدّداً على أنه «لا تهمّنا بوارجكم ولا تُخيفنا تصريحاتكم وسنكون لكم بالمرصاد لتبقى المقاومة… نحن في زمن الانتصارات ولسنا في زمن الهزائم وتوقّعوا كل شيء». ووصف عملية «طوفان الأقصى» بأنها «نتيجة طبيعية لردح كبير من الزمن عاث فيه الصهاينة الفساد في الأرض. وهي عملية تأسيسية ومحطة تاريخية استثنائية ومضيئة ستكون خالدة للمستقبل وستكون معلماً أساسياً لكل المقاومين والأحرار».