الأخبار: عين الحلوة: وقف اطلاق النار رهن الاختبار

كتبت الأخبار:
«وقف هش لاطلاق النار»، هو خلاصة عمل اليومين الماضيين لوقف الإقتتال في مخيم عين الحلوة. والى الاتصالات الميدانية التي هدفت الى تثبيت وقف النار، بقيت المتابعات تركز على خلفية ما جرى وأبعاده. إذ إن الجميع يخشى أن تعاود الجهات التي تقف خلف التحريض والإقتتال الكرّة مجدداً، خصوصاً من جانب ادارة المخابرات العامة الفلسطينية ورئيسها ماجد فرج الذي كان يتابع أمس تفاصيل ما يجري في عين الحلوة، ويعمل على إعادة لملمة صفوف حركة فتح، ويشجع بعض اصحاب الرؤوس الحامية على الإستعداد للرد على الجولة الخاسرة للحركة.
من جهتها، عملت فصائل المقاومة على تهدئة القوى الإسلامية مع دعم لموقف عصبة الأنصار التي جرت محاولات أمس لجرّها إلى المعركة عبر استهداف نقاط مدنية وعسكرية تابعة لها، بحجة أنها تؤوي عناصر من «الشباب المسلم» و«جند الشام». علماً أن قيادة العصبة أظهرت في الأيام القليلة الماضية أنها معنية بإعادة الهدوء، ولم تنجر الى أي اشتباك جانبي، رغم تعرضها لاستفزازات كثيرة. إلى درجة دفعت قيادتها إلى إبلاغ الوسطاء بأن «للصبر حدوداً». وقد حذّر الوسطاء قيادة فتح من أن المعركة مع العصبة ستكون محتلفة، وأن التوتر سيشمل كل المخيم وليس بعض أحيائه.
وقف إطلاق النار النهائي سبقته محاولات عدة قامت بها لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني وحركة أمل والنائب أسامة سعد. إلا أن فتح التي أعلنت أول من أمس التزامها بوقف القتال، رفضت في حلقتها الضيقة إنهاء المعركة قبل تسديد ضربة أمنية تعيد هيبتها أمام قواعدها وأهالي قتلاها، وتثأر لاغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد أبو أشرف العرموشي ومرافقيه ظهر الأحد الماضي. وبناء على أوامر اتضح أنها من خارج لبنان، تحركت قوة خاصة قبل ظهر أمس من مقر «الأمن الوطني» في البراكسات باتجاه حي الطوارئ لاستهداف المجموعة المشتبه باغتيالها العرموشي وعلى رأسها القياديان في «الشباب المسلم» هيثم الشعبي وبلال بدر وثالث ملقب بـ«الفولز». هجوم فتح استأنف المعركة ظهراً في أشد فصولها منذ اندلاعها ليل السبت ولم تهدأ إلا بعد الإعلان عن اتفاق جديد من مقر السفارة الفلسطينية في بيروت.
مع تقدم ساعات النهار، ضاق الخناق على فتح بعد مرور ثلاثة أيام من المعارك من دون أن تحقيق مكاسب عسكرية. مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي اتصل بقيادات الصف الأول في الحركة وأبلغهم بضرورة حسم المعركة خلال ساعات فقط وفي حال فشلوا، فإن الجيش لن يسمح بإطلاق رصاصة واحدة بعد ذلك. بالتزامن، استمر توافد آليات المغاوير في الجيش إلى محيط المخيم في ظل تحليق طائرات الإستطلاع التابعة له.
وفي ساعات الليل، كانت الاتصالات جارية مع القيادة الفلسطينية خارج لبنان، لاقناعها بضرورة منع عناصر فتح من معاودة اطلاق النار، بينما تتولى القوى الإسلامية في المخيم «تنظيم» عملية سحب المسلحين من الشوارع، ووقف اي تحركات تقود الى تصعيد جديد. علما ان السفارة الفلسطينية ابلغت جهات اهلية في المخيم بأنها ستتولى دفع تعويضات مالية سريعة لعائلات الضحايا والجرحى وللمتضررين من الإشتباكات، على ان يصار الى اطلاق ورشة لرفع اثار الاشتباكات اليوم من كافة مناطق المخيم، وان يترافق ذلك مع تثبيت الية وقف اطلاق النار.
اما الجيش اللبناني، فقد ابلغ جميع من في المخيم، بأن اجراءاته الامنية ستكون اكثر تشدداً، بهدف منع دخول اي مقاتل تحت ستار مدني، ومنع دخول اي ذخائر او اسلحة الى المخيم. ونفذت وحدات الجيش مساء أمس انتشاراً في الملعب البلدي عند مدخل صيدا الشمالي وفي محيط عين الحلوة وفي ثكنة محمد زغيب وبلدة مغدوشة المشرفة على المخيم.