لبنان

الأخبار: «أوجيرو» تعدّ خطة طوارئ للحرب

كتبت الأخبار: 

أعدّت شركة «أوجيرو» خطّة طوارئ للاتصالات هدفها الرئيسي إبقاء لبنان موصولاً بالعالم الخارجي، وإبقاء الخدمات الأساسية قادرة على العمل، «إذ لا يمكن أن يكون لبنان معزولاً، ولا يمكن أن تكون المؤسّسات التي تقدّم الخدمات الأساسية معزولة عن بعضها وعن الناس» يقول رئيس هيئة «أوجيرو» عماد كريدية. وفي إطار هذا الهدف، يجب تأمين مستلزمات استمرارية العمل، وأهمها التمويل لشراء التجهيزات الضرورية لضمان عمل السنترالات الأساسية وضمان تزويدها بالإنترنت من الخارج «وبالتالي سيتم استعمال المبالغ المتوافرة للهيئة حالياً والتي سيكون لها استخدام مزدوج، أي تأمين التجهيزات الضرورية لمواجهة الطوارئ والتي تحتاج إليها السنترالات في الأيام العادية أيضاً» وفق كريدية..

على المستوى المحلّي، هناك خمسة سنترالات أساسية في لبنان، يجب أن يكون بعضُها مربوطاً ببعض، وأن تبقى مؤمّنة بالطاقة، وأن تكون قادرة على استجرار الإنترنت وتوزيعها في الداخل. المولّدات في هذه السنترالات متهالكة نظراً إلى تقادم قدرتها التشغيلية ومرور الزمن، أي إن كلفة استبدالها أصبحت أقلّ من كلفة صيانتها وتأهيلها. وبالتالي يجب تأمين مولّدات جديدة بدلاً منها، فضلاً عن البطاريات التي تُستخدم لمنح المولّدات فترة راحة أو فترة صيانة، إذ أن هذه التجهيزات في السنترالات ذات قدرات محدودة وقصيرة المدى الزمني بسبب تهالكها أيضاً. كما أن تشغيل المولّدات يعني الحاجة إلى المازوت، وهذا الأمر لا يتعلق بالمخزون فقط، إذ إن المخاوف مرتبطة من توقّف أحد السنترالات بسبب عدم إمكانية تزويده بالمازوت نظراً إلى احتمال ضرب الطرقات الأساسية والفرعية. وبالتالي فإن تأمين كميات من المازوت في نقاط محدّدة أمر يفترض البحث فيه. «تشغيل وتأمين التجهيزات للسنترالات ليسا مرتبطيْن فقط بالحرب واحتمالات اندلاعها، بل هما أمر ضروري لاستمرار تقديم الخدمات في الأيام العادية» يقول كريدية.

ضمان تشغيل السنترالات من خلال تأمين الطاقة التشغيلية لا يؤمّن تقديم الخدمة بالضرورة، بل يجب أن يترافق مع ضمان اتصال هذه السنترالات بعضها ببعض «وهذا أمر مؤمّن عبر شبكة الألياف الضوئية». ويشير كريدية إلى أنه عبر هذه السنترالات سيتم ضمان تقديم الخدمات للعديد من المؤسّسات العامة والأهلية الضرورية في أوقات الحرب (وزارة الصحة، وزارة الدفاع، رئاسة الحكومة، وزارة الخارجية، الصليب الأحمر، الدفاع المدني، المستشفيات العامة والخاصة، الأجهزة الأمنية والجيش…). ويلفت كريدية إلى أن مصدر القلق الأساسي هو أن تتعطّل هذه السنترالات الأساسية الخمسة في وقت واحد، لكن رغم أنه احتمال ضعيف جداً، إلا أنه يجب التعامل معه بطريقة جذرية، ففي حال طرأ عطل ما يجب أن تكون أوجيرو قادرة على إصلاحه أو أن تكون لديها خطوط وشبكات بديلة تُستعمل في حالات الضرورة.
كلّ هذه المسائل هي أصلاً ضرورية في الأوقات العادية، وليس بالضرورة أن يكون كل هذا العمل رهناً بالظروف الطارئة، إنما احتمالات التصعيد رجّحت التركيز أكثر على فعالية السنترالات والشبكات، وهذا يتطلب توافر ثلاثة عناصر أساسية: التمويل، الطاقة والخدمة. وبالتالي فإن التشغيل وشراء التجهيزات مرتبطان بتقديم الخدمة التي تأتي من الخارج عبر الكابلات البحرية، ولدى لبنان «خطوط بديلة أيضاً» لكن يجب اتخاذ المزيد من التدابير، إذ إن انقطاع الخدمة المستجرّة من الكابل البحري عبر تعرّضها للقصف أو حتى إذا طرأ عليها عطل، فإنه يعطّل عمل كل السنترالات دفعة واحدة، وبالتالي تنقطع الخدمة عن كل المشتركين في الحالات العادية، وعن المؤسسات الأساسية في حالة الحرب. لذا، «عمدنا إلى تأمين وصلات ماكروية مع عدد من الدول الصديقة لاستجرار حزم إنترنت يمكن استخدامها حصراً لهذه المؤسسات التي نرى أنها أساسية. كما أنه ستكون هناك خدمة ستارلينك عبر الأقمار الاصطناعية في حالات الطوارئ، وهذا يتطلب تجهيز نقاط تواصل ومعدات استقبال وبثّ».
إلى جانب ذلك، تتضمن الخطّة مجموعة من الإجراءات الضرورية المتعلّقة بتأمين فرق الإنقاذ والصيانة وتحويل الـ«كول سنتر» إلى مركز للاتصال بخدمات الطوارئ في الدفاع المدني والصليب الأحمر وسواهما.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى