الأخبار: خطّة الطوارئ للمحروقات: نحن رهائن القطاع الخاص
كتبت زينب حمود في الأخبار:
حتى لا يكرّر لبنان التخبّط ذاته الذي تعانيه مستشفيات غزة وأفرانها لتأمين القليل من الفيول من أجل الاستمرار، ولا تتحقّق «نبوءة» وزير الاقتصاد أمين سلام بأن «لا خوف على كميات الطحين والسلع الغذائية بل على وصولها ونقلها»، لا بدّ من التفكير جدياً في إدارة توزيع المخزون الإستراتيجي للمحروقات في حالة الحرب مع إسرائيل، لضمان استمراريّة الشريان الحيوي لكل القطاعات الأساسية.
في خطّة الطوارئ التي وضعتها لتعزيز الجهوزية في خال وقوع عدوان إسرائيلي، لحظت حكومة تصريف الأعمال تأمين المحروقات للقطاعات الحسّاسة، ووزّعت المهام على الشكل الآتي: «تدير منشآت النفط في طرابلس والزهراني احتياطات المحروقات لديها لتأمين حاجات القطاعات الأمنية وقطاع الاتصالات، ويتولى القطاع الخاص تأمين المحروقات للقطاعات الأساسية كالمستشفيات ومؤسسات المياه والأفران والاتصالات، ووسائل النقل العائدة للإسعاف والدفاع المدني والصيانات المختلفة».
باختصار، يعني ذلك أنّ خطة الطوارئ رهينة القطاع الخاص، وأنّ الجهات المعنية وضعت مخطّطات تسيير وزاراتها وهي ليست متمكّنة بالحدّ الأدنى من قراراتها، ما يثير الشكوك بوجود إرادة لتطبيقها بشفافية ومن دون تأخّر. التجارب السيئة في إدارة الأزمات سابقاً ولا سيّما توزيع السلع والمواد المدعومة، وسوء إدارة الأزمة جنوباً اليوم عند الحدود مع فلسطين المحتلة، كل ذلك يشكّك في ترجمة سطور الخطّة على الأرض، خصوصاً في ظل الشلل السياسي وفراغ المناصب الأولى في الدولة والانقسام السياسي، ما يجعل الاستجابة الفورية، قبل تراجع المخزون الإستراتيجي للمحروقات، «سوريالياً».