هآرتس: نتنياهو يعرّض “إسرائيل” للخطر
جاءت افتتاحية صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان “نتنياهو يعرّض إسرائيل للخطر”، موجهةً اتهاماتٍ شديدة اللهجة لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بتمزيقه “شعب إسرائيل”، وانتقاداتٍ لتصريحاته في وقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة منذ شهر، مُطالبةً بشكلٍ واضح القيادة السياسية في الكيان بوضع حدٍ لوجوده على رأس الحكومة.
لقد عاد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى سابق عهده، التحريض وزرع الدمار، إذا كان هذا السلوك في الأوقات العادية يسمم المجتمع ومؤسسات “إسرائيل”، فإنّ هذا السلوك في أوقات الحرب يضع “إسرائيل” في خطر وجودي.
أول أمس أُفيد بأنه يعتقد أنه من الضروري فحص ما إذا كانت دعوات رفض الخدمة العسكرية قد أثّرت على قرار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، بإرسال عناصره لتنفيذ الهجوم على مستوطنات غلاف غزة، في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
ليس هناك أي تفسير مُرضٍ لحقيقة أنه في أسوأ لحظات الحضيض في تاريخ “إسرائيل”، رئيس الحكومة يتصرف بهذه الطريقة. نتنياهو ببساطة يشبه العقرب من مَثَل الضفدع والعقرب: هذه هي طبيعته (اللدغ).
“إسرائيل” بأكملها خاب أملها في كل ما تؤمن به، وفقط نتنياهو – أبو المفهوم الذي تفجّر إلى أشلاء في 7 تشرين أول/أكتوبر، والذي كان مسؤولاً عن أمن “إسرائيل”، والذي ترأس الحكومات الإسرائيلية لمدة 12 من بين السنوات الـ 14 الماضية، والذي رفض الطلبات المتكررة من المؤسّستين الأمنية والعسكرية بوقف الانقلاب على النظام وتجاهلها بازدراء وغطرسة مستمدة من التراجيديات اليونانية – بقي كما كان: ملاك التخريب.
1400 قتيل لم يكفوه، 240 مخطوفاً لا يحرّكون شيئاً لديه، آلاف الإسرائيليين الذين أصبحوا لاجئين، ومستوطنات بأكملها دُمرت، وهو فيما هو عليه، يحرض اليوم كما بالأمس، يفكر بنفسه، ويدافع عن كرسيه ولا يهتم إلا بمستقبله.
“نتنياهو يغرز سكيناً في قلوب المقاتلين، خلال الحرب، كل الشعب جيش باستثناء أبنائك، وفقط أنت تستمر في تمزيق الشعب”، ردّ – وبحق – أعضاء حركة “إخوة السلاح”، لا توجد طريقة أكثر دقة لوصف ما يفعله نتنياهو.
وكما هو الحال في الطقوس المعتادة، مرة أخرى كان رئيس معسكر الدولة، بيني غانتس، هو الذي دعا نتنياهو إلى التراجع، وغرّد على حسابه الشخصي: “التهرب من المسؤولية وإلقاء الوحل في وقت الحرب هو مس بإسرائيل. يجب على رئيس الحكومة أن يتراجع عن كلامه بوضوح وبشكلٍ لا لبس فيه”.
ومرةً أخرى، “تراجع” نتنياهو وغرّد قائلاً: “حماس شنّت حربا ضدنا لأنها تريد قتلنا جميعا وليس بسبب أي جدال فيما بيننا”. وما همّه من التراجع؟ إذ أنّ السم أصبح في الهواء وسلسلة العدوى في ذروتها.
نتنياهو يعيق إسرائيل عن الدفاع عن نفسها ضد الكارثة التي ألحقها بها بفشله الذي لا يوصف. سلوكه في هذا الوقت العصيب يضيف خطيئة على الجريمة. ممنوع أن نعتاد على هذا النمط المريض في زمن الحرب. ممنوع قبول استمرار قيادته كمصيرٍ حتمي لا يمكن تغييره. يجب على المؤسسة السياسية أن تجد طريقة لوضع حد لحكم نتنياهو الخبيث. الثمن الذي ستدفعه “إسرائيل” مقابل استمرار حكمه باهظ للغاية.