نيويورك تايمز: بدون أدلة من مستشفى الشفاء.. تصريحات القادة الإسرائيليين مشكوك بها
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا حول استراتيجية إسرائيل ضد حركة حماس وإن كانت ناجحة.
وفي التقرير الذي أعده كل من إريك شميدت ورونين بيرغمان وآدم غولدمان، قالوا إن سيطرة القوات الإسرائيلية على مستشفى الشفاء، أكبر مجمع طبي في غزة، هو مركزي في استراتيجية العملية البرية الإسرائيلية والتي تقوم على تدمير حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين لديها.
وظهرت الاستراتيجية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث حاصر أكثر من 40000 جندي مدينة غزة التي يتركز فيها قادة حماس، حسبما تقول إسرائيل. وقام الجنود باستهداف الخنادق وشبكة الأنفاق التي يقول المسؤولون الإسرائيليون إنها ساعدت حماس على الاختباء والقيام بعملياتها.
ويقول القادة الإسرائيليون إن الضرب عميقا في قلب مدينة غزة كاف لإجبار حماس على عقد صفقة بشأن الأسرى. وطالما اتهمت إسرائيل حماس باستخدام المؤسسات المدنية، المستشفيات والمدارس والمساجد في غزة لأهداف عسكرية. وأصبح مجمع الشفاء مركز الرواية الإسرائيلية، وأن حماس استخدمت شبكة واسعة تحت المستشفى كقاعدة عسكرية، ولكن “حتى الآن، لا يبدو أن هذه الاستراتيجية ناجحة”.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن نظراءهم الإسرائيليين أخبروهم أنهم بحاجة لعدة أسابيع قبل إنهاء العملية في شمال قطاع غزة، والتحضير لهجوم جديد في الجنوب ورغم تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الإثنين، أن إسرائيل “زادت من نشاطاتها ضد أنفاق حماس” وأن مقاتلي الحركة فقدوا السيطرة على شمال القطاع وهربوا نحو الجنوب، لكن المحللين العسكريين شككوا في روايته. فكيف سيتم التخلص من حماس لو امتزج مقاتلوها في الجنوب؟ كيف تستطيع إسرائيل تحمل الضغط الدولي لوقف إطلاق النار مع زيادة الضحايا المدنيين في غزة؟ والأهم من هذا، هل كان مستشفى الشفاء هدفا عسكريا ليتعرض للمداهمة؟
وتلقي إسرائيل باللوم على حماس في زيادة القتلى بين المدنيين الفلسطينيين لأنها استخدمت مراكز مدنية مثل الشفاء للقيادة والتحكم. لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن قرار قادة الجيش الإسرائيلي القيام بهجوم بري لم يترك لهم الوقت الكافي لتخفيف المخاطر على المدنيين.
وأصبح المستشفى نقطة مواجهة، ولم يقدم الجيش أدلة على وجود شبكة أنفاق واسعة أو مراكز قيادة وتحكم تحته، ويتعرض الإسرائيليون لضغوط دولية لإظهار أن العملية العسكرية ضد المستشفى كانت ضرورية.
وفي يوم الجمعة، قال العسكريون الإسرائيليون إن العملية ستأخذ وقتا، وأنهم قد يواجهون مقاتلي حماس أو مفخخات، ولهذا فهم بحاجة لاستخدام الكلاب البوليسية ووحدات المهندسين. ولا يسيطر الجيش الإسرائيلي إلا عن جزء من المستشفى وتجنبوا دخول فتحة نفق زعموا العثور عليها.
ويزعم الجيش أن لديه دليلا على وجود نفق، لكن غيورا أيلاند، العميد المتقاعد في الجيش والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يرى أن القضية لا علاقة لها “باستراتيجية” بل “مناورة” من إسرائيل لاستعراض قوتها وأنها تسيطر على السردية.
ويزعم أن قادة حماس كانوا في الأنفاق تحت المستشفى خلال الأسابيع الماضية، لكنهم انسحبوا ورحلوا جنوبا، ولهذا على الجيش الإسرائيلي الانسحاب وملاحقتهم هناك.
ولكن العملية في الجنوب ستكون معقدة نظرا لفقدان المجتمع الدولي الصبر على إسرائيل. ويقول يغال ليفي، الخبير بالجيش الإسرائيلي، إن الهجوم على الشفاء “هو استعراض للقوة والتفوق وليس صورة عن استراتيجية واضحة”. ويعتقد ليفي أن إسرائيل ربما عرّضت حياة الأسرى للخطر، وقال: “الجيش لم يأخذ بالاعتبار مستقبل وسلامة الرهائن عندما دخل الشفاء”.
وكان العثور على جثتين قرب المجمع دليلا على “أننا نخسر الرهائن من خلال تأخير عملية التبادل”. ويقول الجنرال كينث ماكينزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، إن الجيش الإسرائيلي حقق بعض أهدافه في غزة من ناحية تقليل الهجمات الصاروخية وتقليل الخسائر بين الجنود، حيث قُتل حتى الآن 55 جنديا، مما يعني أن القوات الإسرائيلية تتحرك بحذر.
وليس من الواضح كما يقول ماكينزي عدد القيادات من حماس الذي قتلتهم إسرائيل، وأين تخفي الحركة الأسرى، في وقت قُتل فيه أكثر من 12000 مدني فلسطيني.