المكاري: فخورون بإعلامنا اللبناني المتماسك والمتضامن
افتتحت بلدية الغبيري و”جمعية ابداع” معرض صور وكاريكاتور وخط عربي بعنوان “غزة الصبر والنصر”، في المركز الصحي الاجتماعي للبلدية – روضة الشهيدين، برعاية وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري وحضوره، وحضور ميثم قهرماني ممثلا السفير الايراني مجتبى اماني، علي بركه ممثلا قيادة “حماس” في الخارج، رئيس البلدية معن خليل ، رئيس الجمعية علي عباس وممثلي الاحزاب والفصائل الفلسطينية .
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، تحدث عباس مرحبا، تلاه خليل قائلا:”نفتتح معرض غزة الصبر والنصر، ليس فقط كاحتفال بالصمود والانتصار، بل كتأكيد أن الذاكرة أقوى من الزمن والظروف. الصورة تساوي ألف كلمة، والصور والرسومات التي نعرضها اليوم تحمل في طياتها قصصا لن تنسى. هذه الصور، التي التقطها المقاومون والمواطنون، تؤرخ ليوم السابع من أكتوبر 2023، يوم النصر والعزة، يوم لن يتمكن العدو الاسرائيلي أبدا من محوه من ذاكرته او من ذاكرتنا، يوم العزة والكبرياء، يوم تحطمت فيه أوهام العدو وتلاشت قوته”.
تابع:”هذه الصور، ستنتقل من جيل إلى جيل، لتشهد على اللحظات التي تحطمت فيها آمال العدو وأُهينت قوته. فعلى الرغم من كل مجازره ومحاولاته لطمس الحقيقة، لن يستطيع العدو أن ينسينا هذا اليوم العظيم. هذه الصور ستظل راسخة في ذاكرة العدو طالما بقي، بل ستبقى أطول من بقائه ككيان موقت والى ما بعد زواله. بالإضافة إلى الصور، يشرفنا أن نعرض أعمال الفنان الكويتي عبد الرحمن بولند، الذي استطاع بريشته الثورية المقاومة أن يجسد مشاهد النصر والتحدي والتي تجسد هزيمة العدو وتنبئ بمستقبله. كاريكاتور بولند ليس مجرد رسومات، بل هي رؤية فنية تنبض بالحياة، تعبر عن الأمل والمستقبل، وتسلط الضوء على اللحظات الفارقة التي عاشتها غزة، ويحكي قصة المقاومة والعزيمة التي لا تلين”.
وختم:”كذلك نعرض بعض الآيات القرآنية للخطاط اللبناني محمد مؤذن وبعض من فنون الخط للخطاط الباكستاني محمد جمال محسن”.
بركه
من جهته قال بركه:”نلتقي اليوم في ضاحية المجد والمقاومة لنبارك بالتحية الى غزة الصمود والصبر والنصر، جاء طوفان الاقصى في ٧ تشرين الاول ليؤكد الحقائق الاتية: اولا ان هذا الجيش الصهيوني الذي قيل عنه انه لا يقهر قد قهر في طوفان الاقصى واصبح نمرا من ورق، فقد جاء طوفان الاقصى ليؤكد ان الشعب الفلسطيني في كل مكان هو شعب واحد، فطوفان الاقصى جاء ردا على جرائم الاحتلال الصهيوني في القدس والضفة الغربية المحتلة ودفاعا عن المسجد الاقصى المبارك الذي يتعرض لمخطط التقسيم الزماني والمكاني ولا احد يسأل. فقبل ٧ اكتوبر، لم نكن نسمع من الدول العربية والدولية والعالم من يستنكر مخطط التقسيم الزماني والمكاني والاقتحامات اليومية برعاية حكومة الاحتلال وبشخص وزير الامن بن غفير فكانوا يقتحمون الاقصى وينفخون البوق ويدخلون ما يسمى بالقرابيط النباتية ويلبسون لباس الكهنة ويشتمون النبي محمد في ساحات الاقصى، ولم تتدخل اميركا ولا اوروبا ولا جامعة الدول العربية ولا احد كان يسأل”.
تابع:”جاء طوفان الاقصى ليؤكد ان طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لتحرير الارض والدفاع عن الشعب والمقدسات وعودة اللاجئين، وليكسر المنظومة الامنية الصهيونية حيث فشل العدو الصهيوني واستخباراته العظيمة واستخبارات الولايات المتحدة الاميركية والاقليمية. فقد فشلوا في تكهن ان هناك هجوما صباح يوم السبت في ٧ اكتوبر، واعترفوا بذلك من الرئيس الاميركي الى اليوم رئيس اركان الكيان الصهيوني الذي قال نحن فشلنا في الاستخبارات العسكرية. لذلك ايها الاخوة طوفان الاقصى شكل زلزالا قويا هز الكيان الصهيوني وضرب الدور الوظيفي لهذا الكيان في المنطقة”، ولفت الى ان “هذا الكيان الصهيوني هو المسؤول عن حماية المصالح الاميركية في المنطقة، وهو شرطي المنطقة بعد اسقاط شاه ايران قبل اكثر من ٤٠ عاما”.
اضاف:”فالكيان الصهيوني معني بحماية المصالح الاميركية وتخويف الانظمة العربية، فاذا بهذا الكيان يفشل في حماية نفسه والقيام بدوره، لذلك جاءت اميركا مسرعة بحاملات طائراتها وبرئيسها ووزير خارجيتها وحربها واركان الادارة الاميركية ومستشار الامن القومي ورئيس ال cia ، وكل اميركا جاءت الى تل ابيب لان هذا الولد المدلل اسرائيل فشل في حماية نفسه. فدخول اميركا يا اخوة، هو دليل عجز هذا الكيان ودليل فشل فيعني اننا انتصرنا على هذا الكيان، لذلك لا تخشوا اميركا فهي جاءت لان الكيان عجز امام رجال المقاومة الفلسطينية. فطوفان الاقصى فتح الباب لمعركة تحرير الاقصى المقبلة التي ستكون من اكثر من جبهة”.
وقال:”لم تكن غزة وحدها في الهجوم الاول، فمعركة الاقصى هي معركة الامة وهي آتية وسمعنا من المقرئ شحيمي قبل قليل فاذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا. فنحن على موعد مع نصر وتحرير للاقصى، وان الفاتحين في الاقصى سيدمروا ما بناه هذا الكيان الغاصب ، فدمار الاحتلال لا يكون الا بطريق واحد وهو طريق المقاومة والصواريخ والمدفعية وهكذا، الآن نعود الى غزة الصبر والنصر فالصبر هو المقدمة للنصر كيف تحقق الانتصار واجبر العدو الصهيوني على الرضوخ لشروط المقاومة ووقف اطلاق النار ووقف العدوان صبيحة يوم الجمعة الماضي”، واعلن ان “العامل الاول هو صبر غزة وصمودها على الرغم من كل المجازر التي استهدفت كل شيء في غزة، فهناك ١٥ الف شهيد منهم ٦ الاف طفل و٤ الاف من النساء، ٢٦ مستشفى خرجت عن الخدمة، ٦٠ سيارة اسعاف دمرت في غزة، المستشفيات والمدارس والافران والمخابز وخزانات المياه وقطعوا الكهرباء والماء والانترنت والهواتف حتى يحققوا انتصارا على غزة، وفشلوا في ذلك لان غزة قوية وصابرة ومنتصرة “.
اضاف:”والعامل الثاني بعد صبر غزة هو تصدي المقاومة بكل شجاعة واقتدار، حيث ان المقاومة وضعت خطة الدفاع قبل خطة الهجوم، لذلك تفاجأ العدو مرة اخرى في الهجوم البري حيث ظن ان الدخول الى غزة سيكون نزهة، وانه في ايام قليلة ستستسلم غزة ويهرب اهلها الى سيناء ويتم سحق المقاومة في غزة ، فاذا بالمقاومة الباسلة تصنع المعجزات، وبصمود هؤلاء وبسالتهم اجبرنا العدو على وقف العدوان. اضف الى ذلك اننا ربحنا معركة الرأي العام، ففي الاسبوع الاول قالوا حماس داعش تقتل الاطفال والنساء، وبعد اسبوع وصلت الصورة الحقيقية حيث ان العدو اشترى وسائل الاعلام في الغرب لكن لم يقدر على شراء التواصل الاجتماعي ، فظهر للجميع ان نتنياهو يكذب وان جو بايدن يكذب ، وقالوا ان مستشفى الشفاء هي القاعدة العسكرية لحماس وفيها الاسرى الاسرائيليين فحاصروها لايام واقتحموها بالطائرات والدبابات فاذا فيها اطفال خدج ونساء محاصرين نازحين وجرحى واطقم طبية، فدمروا المستشفى وقطعوا الكهرباء والاوكسيجين عن المرضى”.
تابع:”وفي اليوم الاخير، قبل انسحابهم فجروا مولد الكهرباء وخربوا الصيدلية وغرفة الاشعة ، فهذا نتنياهو الذي كذب على العالم فاذا بالعالم ينقلب عليه. لذلك اليوم معركة الرأي العام العالمي من واشنطن الى لندن الى باريس الى كل اوروبا وكل العالم العربي والاسلامي هناك تحركات شعبية ورأي عام عالمي ضغط على اميركا واوروبا، ووصل هذا الضغط الى الكيان الصهيوني الذي اجبر على البحث عن سلم لينزل عن الشجرة”.
وقال:” العامل الاخير، لا ننسى اهميته، حيث ان غزة لم تبقَ وحدها في الميدان ، فالمعركة توسعت من جنوب لبنان الى العراق الى اليمن، وهذه معركة مهمة عندما يغلق باب المندب وعندما يحرم الابحار للسفن الصهيونية عبر البحر الاحمر هذا انتصار كبير لغزة، وعندما يقدم لبنان حوالى الـ ١٠٠ شهيد في معركته على طريق القدس ، هذا مهم فالعدو الصهيوني اجبر على ان يضع ٣ فرق صهيونية على الحدود مع لبنان واجلى كل المستوطنات الشمالية في الجليل، لذلك هناك ٥٠٠ الف مستوطن من محيط غزة ومن محيط جنوب لبنان اي في الجليل وغلاف غزة نزحوا الى قلب الكيان الغاصب فهذه مسألة مهمة، توسعة المعركة واحتمال ان تتوسع اكثر جعل الادارة الاميركية تتدخل، فهي لا تريد ان تتوسع المعركة لانها تريد ان تعود الى اوكرانيا والى اوروبا والى حربها مع روسيا والصين”.
وختم:”هذه العوامل الاربعة اجبرت جو بايدن على وضع سلم لنتنياهو كي ينزله عن الشجرة، بعد ان رضخت لشروط المقاومة، لذلك ايها الاخوة فان الصبر يصنع النصر وما النصر الا صبر ساعة، لذلك نحن بدأنا بالنصر ففي اليوم الاول انتصرنا، وفي يوم الهدنة انتصرنا، وسنواصل ونراكم انتصارات حتى يتحقق وعد الله بتحرير القدس والاقصى وان نصلي جميعا في القدس”.
المكاري
من جهته أكد الوزير المكاري ان “الاعلام في الحرب اساسي لاسيما خلال العمليات العسكرية ، والتاريخ منذ زمن اللوبي الصهيوني يستلم ويهيمن على اعلام العالم”. وقال:”أول مرة يخسر العدو الصهيوني المعركة عندما بدأ الموضوع بانتصار 7 تشرين الاول، إذ بدأ الانتصار اعلاميا، وذلك لان الاعلام أصبح في متناول الجميع، والجميع اصبحوا يرون ويقرأون ويشعرون ويتأثرون، من كان يتوقع أن تحصل تظاهرات كبيرة في لندن وباريس واميركا وأميركا اللاتينية وألمانيا وكل انحاء العالم، لو لم يكن هذا الاعلام”.
تابع:”نحن فخورون بإعلامنا اللبناني المتماسك والمتضامن الحاضر في الجنوب، الذي يقدم شهداء امام عدو لا يشن حربًا بل إبادة جماعية. لقد كان هناك لوم على العالم الغربي الذي لم يستنكر تدنيس الاقصى، وانا بصفتي وزيرًا لبنانيًا مسيحيًا اقول ان ما حصل في كنيسة المهد هو نفسه ما حصل في المسجد الاقصى وايضا لم يستنكره أحد”، مؤكدا ان “الابادة التي تحصل في غزة هي إبادة انسانية وإبادة ضد إرث وثقافة وشعب وتاريخ ،ولكن لم يحصل ان التاريخ أخطأ، والمسار الذي يرسمه الاسرائيليون وبعض الغرب لن يحصل لان السحر سينقلب على الساحر”.
وختم :”اهمية المعرض تكمن في تقديمه صورًا لن تنسى، فلا الاسرائيلي سينساها ولا حتى نحن، لكن ستبقى بالنسبة إلينا مصدر فخر وللعدو مصدر ذل وإذلال. لقد تعلمت من خلال هذه الحرب ماهية رمز الكوفية الفلسطينية التي تتألف من رموز ثلاثة: غصن الزيتون الذي يرمز إلى السلام، الشبك والصيادين والبحر والانفتاح والبركة، والطرق: طرق السلام، طرق التجارة والتواصل، ونتمنى ان يعودوا رموزًا ثلاثة وينتصروا”.