عربي و دولي

الإتحاد البرلماني العربي يبحث تداعيات “صفقة القرن” في الأردن

عقد الإتحاد البرلماني العربي اليوم السبت اجتماعاً طارئاً في العاصمة الأردنية عمان لـ “بحث تداعيات “صفقة القرن” ومناقشة سبل الرد عليها، وتأكيد الموقف العربي الرافض لها والداعم للشعب الفلسطيني”.

خلال المؤتمر الـ 30 ، طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، العرب بـ “مضاعفة دعمهم المادي والسياسي والبرلماني للشعب الفلسطيني، تعزيزاً لصموده على أرضه، وإفشالاً لـ”صفقة القرن” الأميركية- الإسرائيلية”.

ودعا الزعنون في كلمته التي ألقاها اليوم السبت، أمام رؤساء البرلمانات العربية الذين اجتمعوا بشكل طارئ بطلب من فلسطين، وبدعوة من رئيس الإتحاد البرلماني العربي عاطف الطراونة، إلى “إتخاذ القرارات الكفيلة بحماية حقوق شعبنا، وإيصال رسالة قوية للإدارة الأميركية والإحتلال بالرفض العربي المطلق لهذه الصفقة، ومواجهة أية خطط أو مشاريع صفقات للمس بالحقوق الفلسطينية”.

وأكد أن “ما اقترحته صفقة القرن المرفوضة جملة وتفصيلاً، لا يقتصر خطرها على فلسطين فحسب، بل يطال مصالح الأمة العربية جمعاء، لذلك “بات من الواجب علينا جميعاً إعلان رفضنا المطلق لها، ومواجهة كل من يحاول التعاطي معها أو الترويج لها”، مناشداً البرلمانيين العرب “شدّ أزر شعبنا الذي يمثل خط الدفاع الأول عن الأمة العربية في وجه مشاريع إقامة إسرائيل الكبرى”.

وقال إن “الشعب الفلسطيني وقيادته تعرضوا، وسيتعرضون في الأيام المقبلة، للمزيد من الهجمات الشرسة، والإبتزاز والضغوط والحصار المالي كوسيلة لفرض ما ورد في هذه الصفقة المشؤومة”.

ودعا الزعنون البرلمانات العربية لـ “العمل مع حكوماتها لتنفيذ شبكة الأمان المالية التي أقرتها القمم العربية لدعم شعبنا ومؤسساته الشرعية، وتوفير الدعم المادي الكافي لتثبيت صمود المقدسيين في مدينتهم، تنفيذاً لقرارات القمم العربية، وقرارات الإتحاد البرلماني العربي”.

كما دعاهم لـ “رفض ومحاصرة كافة أشكال التطبيع مع الإحتلال قبل انسحابه الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام1967، وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها مدينة القدس، وحل قضية اللاجئين حسب القرار 194، التزاماً بقرارات القمم العربية المتتالية، ومبادرة السلام العربية”.

وطالب الزعنون بـ “التحرك مع الإتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، وحثها على رفض تلك “الصفقة” كمرجعية للسلام، ومساءلة إسرائيل وإدارة ترامب على انتهاكاتهما الجسيمة لقرارات الشرعية الدولية”.

وقال، “إننا لن نقبل ما جاءت به صفقة القرن، لأنها شكلت عدواناً على الحقوق الفلسطينية والعربية، ولن نقبل بغير القدس عاصمة لدولتنا المستقلة كاملة السيادة، ولن نقبل الا بعودة اللاجئين إلى ديارهم، ونرفض مشاريع التوطين أو الوطن البديل، فالقدس التي يريدها ترمب عاصمة لإسرائيل ليست للفلسطينيين وحدهم، بل لنا جميعاً، ونحن حراسها”.

وخاطب الزعنون ممثلي 20 برلماناً عربياً من بينهم 16 رئيساً يشاركون بالمؤتمر، قائلاً: “إننا وإياكم في خندق واحد في الدفاع عن القدس ومقدساتها، ونحن على يقين تام بأنكم على قلب رجل واحد في رد الهجمة المسعورة التي تتعرض لها قضيتكم الأولى التي تتقدم على أية قضية أخرى، وتسمو على كل خلاف، والتصدي لكل من يحاول المساس بها”.

وثمن “وحدة الموقف العربي والاسلامي الرافض للصفقة كما عبَّر عنه قراراً مجلس وزراء الخارجية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ودعوتهما كافة الدول الأعضاء إلى عدم التعاطي معها، أو التعاون مع الإدارة الأميركية في تنفيذها بأي شكل من الأشكال”.

وحيا الزعنون المواقف العربية الرافضة للصفقة، ومواقف المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الوصي على المقدسات في مدينة القدس، ودفاعه عن الحقوق الوطنية لشعبنا، ورفضه لصفقة المؤامرة الأميركية.

كما حيا الشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عباس على “صموده وثباته على الحق الفلسطيني”، مطالباً “جميع الفصائل الفلسطينية بالذهاب إلى الوحدة بكل عزيمة وإصرار وتصميم، لأن وحدتنا الوطنية هي خط الدفاع الأول عن حقوقنا”.

بدورها، تمنّت “الإمارات” أن يتم ” عقد الإجتماع القادم على أرض فلسطين”.

واعتبرت الإمارات نفسها “شريكاً في توفير كل أوجه الدعم للفلسطينيين”، مؤكدة على مواقفها الداعمة للحقوق الفلسطينية المشروعة ووقوفها إلى جانب الحل الداعم للقضية الفلسطينية عبر الثوابت التالية :

– التقيد بمركزية حل الدولتين بما ضمن حق الدولة الفلسطينية ذات سيادة كلمة وعاصمتها القدس الشرقية

– التقيد بمبادرة السلام العربية . .

– الحوار المباشر الفلسطيني والإسرائيلي ، وعدم التخلي عن الثوابت العربية في حق الشعب الفلسطيني بدولة ذات سيادة كلمة وعاصمتها القدس الشرقية

من جهتها، أعربت على أن “نكون على قدر المسؤولية”، داعية إلى “توحيد الصفوف والمواقف لمساندة القضية الفلسطينية التي كانت القضية الأساس للأمة العربية والإسلامية”.

وأشارت إلى أن “مواقفنا وقراراتنا ثابتة وعلى حجم القضية الفلسطينية وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية”، مردفةً ” موقفنا ثابت في دعم الأشقاء الفلسطينيين”.

وشددت على أهمية “مضاعفة الجهود لتثبيت حقوق الفلسطينيين المشروعة بدولة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بالسلام كخيار إستراتيجي لحل القضية الفلسطينية”.

ووجّهت البحرين “رسالة للعالم”، أعلنت فيها رفضها “أي مبادرات وخطط تنال من الحقوق المشروعة والعادلة للأشقاء الفلسطينيين”.

أما تونس، فقد رأت أن “القضية الفلسطينية هي قضية أحرار العالم حيث يلتقي عندها الضمير الإنساني”.

ولفتت إلى أن “القدس جزء من عقيدة الأمة الخالدة.. وصفقة القرن هي منتج سيء وتمليك لمن لا حق له”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى