عربي و دولي

السودان: 3 آلاف جثة متحللة مجهولة الهوية في مشارح الخرطوم

ذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، أن أكثر من 3 آلاف جثة تقبع في 3 من مشارح العاصمة السودانية الخرطوم، دون أن تتوفر معلومات كافية عن أوضاع تلك المشارح، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع”.

وقال مدير عام وزارة الصحة في ولاية الخرطوم، محمود القائم لـصحيفة الشرق الأوسط، “إن جميع المشارح مغلقة، ولا توجد بها كوادر طبية، بسبب وقوعها في مناطق الاشتباكات”، كما أن الحرب تسببت في انقطاع كبير للتيار الكهربائي.

ويُعتقد أن بعض هذه الجثامين تعود لمدنيين، قتلوا أثناء فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في 2019، بالإضافة إلى ضحايا موجة الاحتجاجات التي أعقبت انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وأخيراً بعض ضحايا الحرب الحالية التي بدأت في منتصف نيسان/أبريل الفائت.

وفي 15 نيسان/أبريل الماضي، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، ما جعل الحديث عن أوضاع المشارح والجثامين الموجودة داخلها يخفت، على الرغم من أن قضية الجثامين كانت لا تغيب عن منابر الإعلام وندوات الأحزاب في فترة ما قبل الحرب.

وأوقفت الحكومة المدنية في عام 2019 دفن الجثامين، استجابة لطلب أسر مفقودي فض الاعتصام، إلى حين التعرف على هوياتهم عبر لجان تحقيق شكلتها الحكومة.

لكن انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 قطع الطريق أمام هذه التحقيقات، وظلت الجثث تتراكم في المشارح، في غياب دور الحكومة منذ ذلك الوقت.

ما لبثت مع الوقت أن تحللت الجثث خصوصاً بعد بدء الحرب الحالية، التي تسببت بانقطاع شبه دائم لمعظم مناطق العاصمة، بما في ذلك المرافق الطبية لمدة أكثر من 3 أشهر، فيما عبرت هيئة الطب العدلي، عن خشيتها من انتشار الأمراض والأوبئة بين المواطنين.

وقال مدير هيئة الطب العدلي بالخرطوم هشام زين العابدين لـصحيفة الشرق الأوسط، إن “قراراً حكومياً قضى بعدم دفن أي جثة منذ عام 2019، بحيث تكدست الجثث وبلغ عدد الجثامين الموجودة فيها نحو 3 آلاف جثة، ما شكل ضغطاً كبيراً على المشارح”، رغم أن الخرطوم تمتلك 3 مشارح، مشرحة مستشفى أمدرمان، ومشرحة المستشفى الأكاديمي، ومشرحة مستشفى بشائر، وتبلغ سعتها الاستيعابية بضع مئات من الجثث.

وتتواصل، منذ أكثر من 3 أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.

ويُعَدّ السودان، الذي يقدّر عدد سكانه بنحو 48 مليون نسمة، من أكثر دول العالم فقراً، حتى قبل اندلاع النزاع الحالي، الذي دفع نحو 3,5 ملايين شخص إلى النزوح، غادر أكثر من 700 ألف منهم الى خارج البلاد، هرباً من القتال ما تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى