الأخبار: لائحة الشهداء المدنيين تكبر!
كتبت آمال خليل في الأخبار:
حصد العدوان الإسرائيلي شهيدتين مدنيتين في غارة على منزل في خراج بلدة المنصوري أمس، هما خديجة سلمان (40 عاماً) وأمل الدر (5 سنوات). باغت طيران العدو سلمان التي كانت صائمة عندما نزلت إلى «حاكورة» منزلها لقطف بعض الخُضر لتحضير الإفطار. قذفتها الغارة التي وقعت على بعد نحو 30 متراً بعيداً عن منزلها وأردتها على الفور. قارئة العزاء، والوالدة لصبية جامعية وفتى وفتاة عادا من المدرسة ولم يجداها، ليست أول شهيدة للعائلة بنيران العدو. إبان الاحتلال الإسرائيلي، استشهد شقيقها محمود في مواجهات الجبل الرفيع في إقليم التفاح.في الغارة نفسها، أصيبت الدر التي كانت تلعب في محيط المنزل بشظية، قبل أن تستشهد في المستشفى متأثّرة بجروحها. الغارة وقعت في حي المشاع في البلدة الذي تقيم فيه غالبية من أهالي مجدل زون المجاورة، بلدة الشهيدتين التي تتحضّر لتشييعهما في مأتم مشترك.
في منطقة الحوش، في صور، تقبّل والدها حسين الدر التعازي بصغيرته. يقول لـ«الأخبار» إنه نزح ببناته الأربع، منذ بداية العدوان إلى صور هرباً من القصف. أمل تلميذة في الروضة الثالثة في المدرسة الجعفرية في صور حيث تُعطّل الدروس أسبوعياً يوم الأربعاء. «صباحاً، طلبت مني أن نزور بيت أهلي لتسلّم على جدها». يفقد الوالد تركيزه وهو يقلّب صورها في هاتفه، بلباس الكشافة وبالزي المدرسي وبفستان أبيض.
الشهيدتان سلمان والدر انضمّتا إلى قائمة الشهداء المدنيين التسعة الذين قتلتهم غارات العدو قبل أسبوع في الصوانة والنبطية. أمس، أحيت حركة أمل ورابطة آل برجاوي والنبطية الفوقا ذكرى أسبوع شهداء مجزرة النبطية في حسينية البلدة، وتلقّى نجله مصطفى التعازي بكل أفراد أسرته باستثناء شقيق مغترب.
الحي الذي قُتل فيه حسين برجاوي وزوجته وابنتاه وشقيقته وابنتها لا يزال تحت وقع الصدمة. محله لبيع قطع السيارات مقفل، فيما بدأت ورشة إزالة الركام في المبنى الذي تعرّض لستة صواريخ. للمرة الأولى منذ الضربة، تفقّد محمود شميساني، أمس، شقته في الطبقة الثالثة والأخيرة من المبنى، والتي لم تعد صالحة للسكن، لنقل ما سلم من أغراض وأثاث من بيت يسكنه منذ خمسين عاماً. يقول إنه وزوجته كانا في غرفة الجلوس عندما اخترق سقف المطبخ والرواق صاروخان مروراً بشقة غير مسكونة في الطبقة الثانية وصولاً إلى منزل برجاوي. «ملأ الغبار والدخان المكان واعتقدنا في البداية أن الانفجار وقع في البيت». يقول ابن الخامسة والسبعين: «ليس هذا جديداً علينا. في الاجتياح في عام 1982 اخترق صاروخ إسرائيلي شقتنا أيضاً، ويومها أيضاً زمطنا».