“معاريف”: ادعاءات “الجيش” الإسرائيلي لا تتطابق مع حجم الضرر الحقيقي من رد إيران
بعد أيام من الرد الإيراني على عدوان القنصلية في دمشق، صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، تفنّد ادعاءات الناطق باسم “الجيش” الإسرائيلي، دانيال هاغاري، بشأن نجاحهم في اعتراض 99% من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، وتكشف حقيقة الأضرار التي نجح الرد الإيراني في إحداثها في “إسرائيل”.
فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية
أور فيالكوف، الباحث في حروب “إسرائيل”، شرح لصحيفة “معاريف”، ما تضمنته الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أُطلقت من إيران على “إسرائيل” في يوم الهجوم، وقدم تفاصيل إضافية حول ضربات الصواريخ على أهداف إسرائيلية
ووفقاً له، أعطت إيران الهجوم اسم “الوعد الصادق”، وشمل الهجوم حوالي 185 طائرة مسيرة “شاهد 136″، ونسختها النفاثة من “شاهد 238″، والتي يمكن أن تصل سرعتها إلى 500 كيلومتر في الساعة. بالإضافة إلى ذلك، أطلق الإيرانيون عشرات صواريخ كروز وحوالي 110 صواريخ بالستية.
أطلقت إيران عدة صواريخ بالستية بعيدة المدى على “إسرائيل” من مجموعة واسعة من مواقع الإطلاق في إيران، لكنها لم تستخدم جميع أنواع صواريخها. يمتلك الإيرانيون حوالي 3000 صاروخ باليستي، لكن فقط حوالي 800 إلى 1000 صاروخ مع مدى يمكن أن يصل إلى “إسرائيل”. بعض الصواريخ التي استخدمتها إيران هي: “خيبر”، الذي دخل الخدمة في سنة 2022 بمدى 1450 كلم، برأس حربي 500 كغ؛ “عماد”، دخل الخدمة في سنة 2016، بمدى حوالي 2500 كلم، برأس حربي 750 كغ؛ “قادر 110″، نسخة محسنة من “شهاب 3″، بمدى يتراوح بين 1800-2000 كلم، برأس حربي يتراوح بين 650 كغ و1000 كغ؛ وربما أيضاً “شهاب 3 ” بمدى 2000 كلم، برأس حربي من 700 كغ.
لم تستخدم إيران صواريخ الأكثر تطوراً مثل صاروخ “سجيل” الذي يبلغ مداه 2500 كلم ورأسه الحربي 1500 كغ، أو صاروخ “خرمشهر”، وهو صاروخ يبلغ مداه 2000 كلم ورأسه الحربي 1800 كغ، ونسخته المطورة من صاروخ “خيبر” (خرمشهر 4)، ربما تكون قد احتفظت بها لهجمات مستقبلية.
بحسب خريطة نشرها موقع إلكتروني تديره إيران، فقد استهدف الإيرانيون 3 أهداف رئيسية: قاعدة “حرمون”، وقاعدة “نيفاتيم”، وقاعدة “رامون”. يزعم “الجيش” الإسرائيلي أن قاعدة “نيفاتيم” لحقت بها أضرار طفيفة، وقاعدة “رامون” لم تُصب على الإطلاق، وفي “حرمون” أُصيب أحد الطرق في منطقة الموقع.
قالت مصادر إسرائيلية لشبكة “ABCNews” إنّ 5 صواريخ إيرانية أصابت “نيفاتيم”، وأصيبت طائرة نقل من نوع C-130، ومدرج ومبنى تخزين. أصابت 4 صواريخ قاعدة “رامون”. ووفقاً للتقرير، اخترقت 9 صواريخ منظومة الدفاع الإسرائيلية، وليس 7 صواريخ مثلما ادعى الناطق باسم “الجيش” الإسرائيلي. يظهر تحديد إحدى الإصابات، وفقاً لخبراء، أنّها كانت بالقرب من هنغارات طائرات الـ C-130. ويظهر في شريط فيديو نشره الناطق باسم “الجيش” الإسرائيلي طائرة C-130 في هنغار من الخلف، وبجانبه هنغار فارغ. حسب ادعاء الناطق باسم “الجيش” فقد أصابت 4 أو 5 صواريخ القاعدة وألحقت أضراراً طفيفة بطائرة نقل C-130 أُصيبت بشظايا صاروخ.
يظهر تحليل مقاطع الفيديو أنّه كان هناك ما لا يقل عن 4 إصابات صواريخ وليس صواريخ اعتراضية في قاعدة “نيفاتيم”. يتحدث الإيرانيون أنّهم حققوا ثلاث إصابات دقيقة في قاعدة “نيفاتيم”: إصابة أحد المدارج، وإصابة أحد المباني، وإصابة مبنى آخر والهنغارات، ويظهر تحليل خبراء 5 إصابات.
تمكنت طائرة مسيّرة من اختراق منطقة “حرمون” وإصابتها، بعكس ادعاءات “الجيش” الإسرائيلي بعدم اختراق أي مسيّرة “إسرائيل”. كما نذكر، أفاد الإيرانيون بأنّهم أطلقوا وأصابوا موقع حرمون. وينفي “الجيش” الإسرائيلي أن تكون إصابة طائرة مسيّرة، ويدعي أن الأمر على ما يبدو يتعلق بقذيفة صاروخية أو شظايا اعتراض.
يدعي خبراء تحليل (صور) الأقمار الصناعية المختلفون، الذين حللوا صور الأقمار الصناعية لقاعدة “رامون”، أنّ إيران لم تنجح في ضرب حظائر الطائرات أو مباني الذخيرة، ولا مراكز القيادة والتحكم. ومع ذلك، وفقاً للتحليلات، ربما كان هناك ما يصل إلى 5 إصابات في القاعدة، إذ تضررت مستودعات، ومرفق الصيانة، فضلاً عن الأضرار التي أصابت محيط القاعدة.
وفقاً لتحليل صور الأقمار الصناعية، كانت هناك إصابة واحدة على الأقل لأحد المباني في المفاعل الذري وما يصل إلى إصابتين حول القاعدة. تستند هذه التحليلات إلى صور أقمار صناعية منخفضة الجودة، وفقط بعد توفر صور أقمار صناعية عالية الجودة يمكن معرفة الأضرار الحقيقية التي لحقت بالقاعدة.
معدل اعتراض الصواريخ ليست مماثلة للأرقام التي ذكرها “الجيش” الإسرائيلي، التي أثارت شعوراً وكأن الأمر يتعلق باعتراض كامل لكل التهديدات الإيرانية، مع نشر نسبة نجاح مجنونة (99%) تنتج حالة كمال، وهذا يمكن أن يسبب لامبالاة للإسرائيليين وكذلك لدى “الجيش”.
إذ أنّ الصواريخ التي نجحت بالتملص من منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية تظهر أنّ هجوماً على تجمعات مدنية كبيرة، مثل “غوش دان” (التي تعد درّة تاج الاقتصاد في الكيان فهي تضمّ مركز البورصة وتجمُّع الاستثمارات والمصارف والشركات الضخمة للتكنولوجيا)، سيؤدي إلى خسائر فادحة.