كنعان من واشنطن: الاتفاق مع صندوق النقد قائم وانتخاب رئيس قادر أولوية لعدم تغييب لبنان في هذا الظرف
تابع النائب ابراهيم كنعان لقاءاته في واشنطن، على هامش مشاركته في “اجتماعات الربيع” بدعوة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ولأكثر من ساعة التقى كنعان بعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان برئاسة ارنستو راميريز وحضور كامل الفريق المعني بلبنان وذلك في مقر الصندوق في واشنطن. وجرى في خلال اللقاء عرض للواقع المالي الراهن وكيفية إحداث خرق في المعالجات المطلوبة. وقد أبلغت البعثة كنعان بامكان زيارة لبنان في أيار المقبل، إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك، في سياق استكمال المفاوضات مع لبنان.
وجرى بحث معمق بكل المراحل التي قطعها لبنان مع صندوق النقد بدءا بخطط حكومتي حسان دياب ونجيب ميقاتي وصولا الى قانون مسودة مشروع قانون إعادة هيكلة الودائع والمصارف في لبنان الذي لم تقرّه الحكومة بعد حتى الآن.
وقد كانت وجهات النظر متقاربة بين كنعان وبعثة الصندوق لاسيما لجهة اعتبار أن قضية الودائع وطريقة معالجتها تحتاج لجدّية أكبر من قبل جميع المكونات الحكومية والمصرفية. وتم التوافق على أن هذا الأمر ممكن الوصول فيه الى نتيجة مقبولة وايجابية إذا تم اعتماد مبدأ توزيع المسؤوليات والالتزامات بعدالة بين مختلف الأطراف المعنيين بالانهيار الذي حصل، أي الدولة ومصرف لبنان والمصارف. وقد جرى طرح أكثر من فكرة لعملنة هذا التوجّه.
والتقى كنعان أيضا في مقر وزارة الخزانة الأميركية مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال جيسي بيكر مع فريق عمله. وقد طالب كنعان خلال اللقاء بضرورة دعم الاقتصاد الشرعي في لبنان لتقليص مساحة الفلتان القائم حالياً بغياب قطاع مصرفي فاعل واقتصاد غير شرعي ينمو على أنقاض النظم والمعايير القانونية والشرعية.
كما طرح في هذا الاجتماع أكثر إقتراح عملي لأخذ الأمور بالإتجاه الذي يؤمّن مصلحة لبنان واستعادة الثقة باقتصاده ومؤسساته
كذلك، التقى كنعان مسؤولة لبنان والأردن في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض نادين زعتر وجرى عرض للواقع في المنطقة وتأثيره على لبنان، لاسيما في ظل المواجهة العسكرية القائمة، وخطورة تمدد الحرب. وأكد الجانب الأميركي على ان الادارة الحالية توظّف كل إمكانتها في المنطقة لمنع تمدد الحرب.
وتم التطرق الى أهمية اعادة انتاج المؤسسات الدستورية في هذا الظرف الدقيق في المنطقة، حتى لا يكون لبنان غائباً عن التحولات الحاصلة، فتأتي بغير مصلحته. وجرى تأكيد أولوية انتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بثقة محلية ودولية وخبرة بالتعاطي مع الملفات المطروحة راهناً، ليكون قادراً على إدارة الخروج من الأزمة واستعادة الثقة بلبنان، على المستويين المحلي والدولي، بدءاً بالملف المالي والاقتصادي، وصولاً الى الاصلاح السياسي المنشود.
واجتمع كنعان في وزارة الخارجية مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ايثان غولدريدج، حيث طرح ملفين، الأول تطورات المنطقة من حرب غزة وانعكاساتها على لبنان، والثاني التطور العسكري الأخير بين ايران واسرائيل.
كذلك جرى عرض الملف الضاغط على لبنان والمتمثّل بالنزوح السوري، حيث أكد كنعان أن القضية دولية بامتياز ومسؤولية المجتمع الدولي إذا كان جاداً باخراج لبنان من الواقع المأزوم الذي يعيشه، العمل على عودة النازحين الى بلادهم.
كما جرى تأكيد أهمية اعادة انتاج المؤسسات الدستورية في لبنان، بدءاً من انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة يمكنها أن تقوم بالخطوات الجدّية المطلوبة للتعافي المالي والاقتصادي وانجاز الاتفاق مع صندوق النقد وفقاً لتصور عادل يشمل مسألة الودائع وإعادة هيكلة المصارف.
والتقى كنعان على هامش لقائه غولدريدج السفيرة الأميركية السابقة في لبنان دوروثي شيا، التي تم تعيينها كسفيرة لبلادها في الأمم المتحدة.
ويلتقي كنعان في اليومين المقبلين المدير التنفيذي للبنك الدولي والهيئة التنفيذية للنادي اللبناني في صندوق النقد والبنك الدولي، ورئيس جمعية “الأميركان تاسك فورس من أجل لبنان” إد غبريال