الأخبار: بيانات العدوّ حول «تصعيد» المقاومة: العمليات تضاعفت خلال شهر واحد
قالت الأخبار:
الى جانب الاهتمام المركزي بما يجري في قطاع غزة، أفردت وسائل إعلام العدوّ، طوال الأشهر الماضية، حيّزاً يومياً لمواجهات الجبهة الشمالية. غير أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة في أخبار هذه الجبهة وفي التحليلات حول مستقبل المواجهة مع حزب الله، وسط اقتناع لدى مستوطني العدوّ بأن حكومتهم لن تفعل شيئاً لإعادتهم، وأن عليهم انتظار نهاية الحرب في غزة.رغم ذلك، يواصل قادة جيش الاحتلال التلويح بعملية عسكرية واسعة في لبنان. ونقلت صحافة العدوّ عن ضباط في الجيش أن الجميع ينتظر «نتائج مفاوضات الصفقة مع حماس لمعرفة مصير الجبهة الشمالية مع لبنان، وإذا لم يكن هناك اتفاق، فلن يكون هناك مفرّ من زيادة الضغط العسكري بشكل كبير على حزب الله، ولو تطلّب الأمر دخولاً برياً إلى لبنان». غير أن كتّاب هذه التقارير أنفسهم يحذّرون من أنه «في حال توسّع الحرب مع لبنان، ستُطلق على إسرائيل نيران لم تعرف مثلها، مع وابل دقيق من الصواريخ على مواقع استراتيجية مثل معسكرات الجيش وسلاح الجو في شمال البلاد ووسطها، إضافة إلى صواريخ ثقيلة على المستوطنات والنقاط العسكرية في جميع أنحاء الشمال، وسيكون معظم الإسرائيليين تحت إنذارات يومية، إلى جانب دمار على نطاق كبير».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر عسكرية أن حزب الله «استخدم خمسة في المئة فقط من ترسانة أسلحته خلال هذه من المعركة، كاختبار للجيش الإسرائيلي استعداداً لمعركة حقيقية وواسعة، ويحاول كل يوم تجاوز أنظمة الدفاع الجوي وتعلّم الدروس – في زوايا إطلاق مختلفة، وفي كمية الإطلاقات المركزة، وفي كمية المتفجرات التي تختلف باختلاف كل سلاح يُطلق وعناصر أخرى. ورغم محدودية نطاق النيران قياساً إلى الكميات المتوفرة لديه، إلا أنه يسجل أيضاً نجاحات وضربات دقيقة. نحن في معركة تعلّم لتحسين قدرتنا على التعامل مع تهديد بركان». وأضافت: «في الأشهر الأخيرة، وعلى غرار تحديثات صاروخ «ألماس» المضاد للدروع، قام حزب الله أيضاً بتطوير عائلة جديدة من قذائف «بركان» الصاروخية، ذات الرؤوس الحربية التي تحمل أكثر من طن من المتفجرات وتسبّب أضراراً كبيرة في المنازل، ويمكن أن تصيب المواقع وتدمّرها، وفي إصابة مباشرة يمكنها اختراق الغرف المحصنة. وهي صواريخ أثبتت فعاليتها من حيث الأضرار المادية والتأثير النفسي، بسبب أبعاد الدمار غير العادية التي تُحدثها كل قذيفة صاروخية كهذه».
وأشارت الصحيفة الى أن حزب الله يستخدم مئات الطائرات من دون طيار والصواريخ الدقيقة المضادة للدروع التي وصل مداها إلى 8 – 12 كيلومتراً، لكنه استخدم للمرة الأولى منذ بداية الصراع العسكري معه صواريخ «بركان» الصاروخية الثقيلة – وهدفها تسوية شوارع كاملة بالأرض وزرع الكثير من الدمار في المواقع، والقصف يجعل نحو خمسين ألف مواطن يتجهون الى أماكن محصّنة في المدن غير المخلاة». وأشارت صحيفة «إسرائيل اليوم» الى أن «صور الدمار في معسكر جيفور قرب كريات شمونة مثيرة للقلق والغضب، حيث ألحق صاروخ بركان الأضرار بغرف التحكم في القاعدة».
من جهة أخرى، لفتت تقارير الصحافة الإسرائيلية الى انشغال المستويات العسكرية والأمنية بتهديد مسيّرات حزب الله. وذكر تقرير نشر أمس أنه «رغم أن تهديد المسيّرات كان ملموساً في الحرب الأوكرانية الروسية، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يستعدّ بشكل صحيح ولم يجد حلاً فعالاً لهذا التهديد الذي يشكله حزب الله، والأسوأ من ذلك أن حزب الله تمكّن من تدمير المنشأة العسكرية التي انطلق منها بالون “تل شمايم” الذي يفترض أن يقوم بالمراقبة والتعرف والمساعدة في تقديم التحذيرات من التهديدات في الشمال». ونقلت «إسرائيل اليوم» عن جنود من لواء غولاني، أنهم «يتعرّفون على نوع الصاروخ الذي يتم إطلاقه من الحدود اللبنانية، من ضجيج الصاروخ، حيث تساعد المناطق المفتوحة على سماع أصوات الانفجارات في كل مكان».
ونشر مركز ألما للأبحاث المتخصص في الساحة الشمالية تقريراً حول ما قامت به مجموعات المقاومة في الفترة الماضية، مع تركيز على شهر أيار الذي «شهد أعلى كثافة للهجمات منذ بداية الحرب، إذ نفذ حزب الله 325 هجوماً، مقارنة بـ 238 هجوماً في نيسان، وكانت هناك زيادة كبيرة في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات والمسيّرات. وأشار المركز العبري إلى تسجيل 95 حادث إطلاق أسلحة مضادة للدبابات و85 عملية بواسطة المسيّرات في أيار مقابل 50 و42 على التوالي في نيسان الماضي.