لبنان

الأخبار: مخاوف من انعكاسات اقتصادية سلبية على الجزيرة: اليونان تصعّد وقبرص لا تريد الصدام

كتبت الأخبار:

كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الأخبار»، أن السلطات القبرصية أبلغت حلفاءها الأوروبيين بأنها تفضّل «العلاج الدبلوماسي» للأزمة التي اندلعت بعد تحذير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حكومة الجزيرة من خطورة السماح للعدو باستخدام أراضيها في أي حرب ضد لبنان.موقف السلطات القبرصية، انعكس في تصريحات رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وفي اتصالات جانبية أجراها فريق من الاستخبارات القبرصية مع مسؤولين لبنانيين. وأوضح متصلون بالجانب القبرصي أن جهات أوروبية وإسرائيل دعت حكومة قبرص إلى اتخاذ موقف مرتفع السقف ضد تصريحات نصرالله، إلا أن الأخيرة رفضت الاستجابة لهذه الضغوط. فيما ارتفعت أصوات قبرصية معارضة لفتح الجزيرة أراضيها لتعاون عسكري وأمني يستهدف دولاً مجاورة.

وبعدما التزم المسؤولون القبارصة بـ«سياسة الدبلوماسية الناعمة»، يبدو أن الجانب اليوناني تطوّع لمهمة الرد على حزب الله، علماً أن تعاون أثينا مع العدو بلغ مستوى مرتفعاً في العقد الأخير، وهناك برامج تعاون مشترك بين الجانبين، عسكرية وسياسية وأمنية وحتى إعلامية وفنية.

وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابيتريتيس أمس بأن تهديدات حزب الله «غير مقبولة»، وأكّد أن الاتحاد الأوروبي سيقف إلى جانب الدول الأعضاء ضد هذه التهديدات. وأضاف على هامش مشاركته في الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أن «من غير المقبول على الإطلاق توجيه تهديدات ضد دولة ذات سيادة في الاتحاد الأوروبي. نقف إلى جانب قبرص وسنكون جميعاً معاً في مواجهة كل أنواع التهديدات العالمية من قِبل المنظمات الإرهابية».

وكانت صحيفة «غارديان» البريطانية نقلت عن أحد مبعوثي الاتحاد الأوروبي العاملين في نيقوسيا قوله إن «لدى حزب الله تاريخاً في التصرف بناءً على تهديداته، ويجب العمل بناءً على ذلك»، موضحاً أن حزب الله «يعلم أن قبرص لا تملك القدرة العسكرية للرد، ولذلك فهي هدف سهل».

من جهة أخرى، نقل لبنانيون يقيمون في قبرص منذ سنوات عدة تعليقات لرجال أعمال ومواطنين قبارصة تشدد على عدم الرغبة في الصدام مع لبنان أو حزب الله. وشدّدوا على أن المخاوف لدى الشركات القبرصية كبيرة من انعكاس التحذير «انكماشاً في تدفّق الرساميل الأجنبية».

وبحسب مصدر مطّلع في قبرص، فإن المسؤولين القبارصة الذين يلتقون مع لبنانيين أوضحوا أنهم لا يريدون أي صدام، وأن هناك نقاشاً قديماً أعيد تظهيره الآن بشأن السيادة على الأراضي التي تقع عليها القواعد البريطانية. وأضافوا أن التعاون العسكري مع إسرائيل هو جزء من عملية اندماج قبرص في حلف الناتو.

وكشف المصدر أنه لا يمكن توقّع تغييرات كبيرة في موقف قبرص من العلاقة مع إسرائيل. لكنّ معارضين للحكومة الحالية، استغلوا كلام نصرالله لرفع الصوت ضد «مغامرة الحكم الحالي بفتح الجزيرة أمام تواجد عسكري وأمني غربي بات يشكل تهديداً لجيران قبرص». وأشار المصدر إلى قلق يتركّز الآن على الجانب الاقتصادي، لافتاً إلى أن عدد اللبنانيين الذين يقيمون بصورة دائمة في الجزيرة لامس الـ 15 ألفاً، وهناك نحو 30 ألفاً لديهم منازل وأعمال في الجزيرة ولا يقيمون فيها بصورة دائمة. وأشار إلى أنه بعد 7 أكتوبر، وصلت أعداد كبيرة من المهاجرين من إسرائيل، واشتروا منازلَ وعقارات وفتحوا مقارَّ لشركات جديدة، وصاروا يشكّلون كتلة تنافس الكتلة اللبنانية، علماً أن قدراتهم الاستثمارية أكبر بكثير، وأنهم يركّزون وجودهم في القسم اليوناني بعدما تلقّوا نصائح من حكومتهم بعدم التوجه إلى القسم التركي، خصوصاً بعد القيود التي وضعتها سلطات الجانب التركي للحدّ من انتشارهم وتوسّع ملكيتهم العقارية.

ونقل المصدر عن مسؤولين في الحكومة القبرصية أن السلطات تراقب الآن انعكاس التطورات الأخيرة على الموسم السياحي في الجزيرة، خصوصاً أن أعداداً كبيرة من الأوروبيين والعرب يزورون الجزيرة سنوياً، وقد بدأت تظهر ملامح إلغاء البعض لحجوزاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى