عربي و دولي

اتهامات وانتقادات متبادلة في أولى المناظرات بين بايدن وترامب.. ما أبرز القضايا التي ناقشاها؟

أجرى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، والرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، مناظرة هي الأولى من نوعها منذ 4 سنوات، قبل أقل من خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

المناظرة استضافتها شبكة “CNN” الأميركية في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، فيما لم يتصافح الرئيسان قبل بدء مناقشتهما مجموعة من القضايا الداخلية والدولية، منها الاقتصاد الأميركي، وقضية الإجهاض، والهجرة، والتغير المناخي، والحرب في أوكرانيا وقطاع غزة، متابدلين الاتهامات والانتقادات الحادة.

واستهل المرشحان للرئاسة مناظرتهما بالحديث عن الاقتصاد، إذ أخبر بايدن الناخبين أنّ “الاقتصاد مزدهر”، على الرغم من أنّه، “لا يزال هناك عمل يتعين القيام به”، كما يقول كثيراً.

وأضاف أنّ الاقتصاد الذي ورثه عن  ترامب “كان مسؤولاً جزئياً” عن ارتفاع التضخم الذي حدث في عهد رئاسته، مشدداً على أنّ “السبب الرئيسي للمأزق الاقتصادي هو الطمع من الشركات”، ومشيراً إلى أنّ “ترامب لم يقم بشيء خلال ولايته”.

ولكن من وجهة نظر ترامب، فإنّ “الاقتصاد ينهار” ويعيش في “حالة من الفوضى التامة”، معتبراً أنّ “نمو الوظائف خلال رئاسة بايدن هو مجرد وظائف مرتدة وللمهاجرين غير الشرعيين بعد عمليات الإغلاق الوبائية التي دمرت الاقتصاد الأميركي موقتاً”.

وتابع ترامب قائلاً إنّ بايدن لم يرث “أي تضخم تقريباً”، مؤكّداً أنّ الأخير “قام بخلق أزمات أخرى”، وأنّ البلاد تواجه العجز الأكبر في تاريخها، والأكبر مقارنةً مع الصين.

وبالحديث عن إخفاقات كل واحد منهمها خلال رئاسته، أشار بايدن إلى أنّ ترامب “لم يفعل شيء حيال قتل الناس في أفغانستان”، لافتاً إلى أنّ “عشرات المؤرخين صوتوا لترامب كأسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، وهو واقع”.

بدوره، ردّ ترامب عليه قائلاً إنّ سحب القوات الأميركية من أفغانستان في عهده هو “اليوم الأكثر إحراجاً في تاريخ البلاد”.

وأضاف ترامب أنّ “إدارة بايدن هي الأسوأ في التاريخ”، وأنّه كان يحاول الخروج من أفغانستان و”لكن بكرامة وقوة”.

كما شدّد على أنّ “العالم لا يحترم قيادة الولايات المتحدة ورئيسها”، مكرراً تأكيده أنّ “ما قام به بايدن من ضرر بحق البلاد سيء جداً”.

وبشأن أحداث “الكابيتول” في السادس من كانون الثاني/يناير 2021، اتهم بايدن ترامب بأنّه “يريد إطلاق سراح المشاركين في أحداث ذلك اليوم، في وقتٍ يجب أن يخضعوا للمحاسبة”.

وعندما سأله بايدن عن “تقاعسه” في ذلك اليوم، حاول ترامب التهرب من الإجابة، ثمّ قال: “لم يكن لدي أي شيء لأفعله، لقد طلبوا مني الذهاب لإلقاء خطاب”.

وأضاف أنّه لم يطلب من أحد القيام بما حصل في السادس من كانون الثاني/يناير، ولكن نانسي بيلوسي “كانت المسؤولة عن ذلك”.

وفيما يتعلّق بقضية الإجهاض، انتقد بايدن سلفه ترامب بسبب تصرّفه ضدّ حقّ الإجهاض، قائلاً إنّ “إسقاط قضية رو ضد وايد (قرار يُكرّس حق المرأة في الإجهاض” هو شيء فظيع”.

ونفى مزاعم خصمه بأنّ قضية “رو ضد وايد” سمحت للأطباء بقتل الأطفال في الشهر التاسع، إذ أشار ترامب إلى أنّ أنّه في عهد “رو”، سُمح للأطباء بـ”انتزاع الطفل من الرحم في الشهر التاسع، وقتله”.

وصرّح ترامب بأنّه “لن يمنع أدوية الإجهاض إذا جرى انتخابه”، مكرراً القول إنّ “الجميع يريدون إلغاء قضية رو ضد وايد وعودة سلطة وضع سياسة الإجهاض إلى الولايات الفردية”.

كذلك، انتقد المرشحان سجلات بعضهما البعض فيما يتعلق بالهجرة التي وتُشكّل الهجرة أحد الموضوعات الرئيسيّة في الحملة الرئاسيّة، حيث اتّهم بايدن ترامب بـ”المبالغة” و”الكذب” بشأن أزمة الهجرة.

وقال بايدن إنّه “لا توجد بيانات تدعم ما يقوله ترامب، إنّه يُبالغ مرّةً أخرى، إنّه يكذب”.

أتى ذلك رداً على ترامب الذي قال إنّ الأميركيين “يعيشون الآن في عش الفئران، بسبب ارتفاع الجريمة في البلاد”، والتي ربطها بدخول المزيد من المهاجرين.

وأردف قائلاً: “إنّهم يقتلون شعبنا في نيويورك وكاليفورنيا وكل ولاية في الاتحاد لأنّه لم تعد لدينا حدود”، ملقياً باللوم على بايدن، حيث أطلق على هذه القضية اسم “جريمة بايدن للمهاجرين”.

أمّا بشأن الحرب في أوكرانيا، فاتهم بايدن ترامب بأنّه هو الذي “شجّع” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على “القيام بما يحلو له”، وفق تعبيره.

لكن ترامب ردّ بأنّ بايدن “لم يقم بشيء لردع روسيا، حيث فعل الأمر نفسه في أفغانستان، تاركاً الملايين من الدولارات من المعدات في الخلف”.

ورأى أنّ “حرب أوكرانيا لم يكن يجب أن تبدأ في الأساس، حيث إنّ بايدن هو من سمح لها بالاندلاع، وصرف أكثر من مليارات الدولارات عليها”.

وأردف بالقول: “حرب أوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان لدى الولايات المتحدة قائد”، مشيراً إلى أنّه “لن يدعم الناتو إذا لم تقم الدول الأعضاء بدفع مستحقاتها”.

وبحسب ترامب، فإنّ الشروط التي طرحها الرئيس بوتين لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا “غير مقبولة”.

وعن مجريات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ودور إدارة بايدن فيها، قال الأخير إنّ “الجميع من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وإسرائيل دعموا الخطة التي وضعها بشأن غزة”، زاعماً بأنّ “حماس تريد استكمال الحرب”.

وقال إنّه “يجب محو حماس بشكل كامل، لكن يجب أيضاً أن يكون هناك حذ باستخدام أسلحة معينة في مناطق سكنية”.

من جانبه، أكّد ترامب أنّ “إسرائيل” هي “من يريد للحرب أن تستمر”، مضيفاً أنّه “يجب السماح لها بذلك لكي تحقق أهدافها”.

ولم يجب الرئيس السابق بشكل مباشر عمّا إذا كان سيدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الحرب.

وفيما يخصّ قضية المناخ، قال ترامب أنّ اتفاق باريس للمناخ كان سيكلف تريليون دولار أميركي، زاعماً نّ “الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي كان عليها أن تدفع، وأنّ الصين والهند وروسيا لم تدفعا”، وواصفاً الاتفاق بأنّه “عملية احتيال للولايات المتحدة”.

ورداً على سؤال بشأن مخاوف الناخبين بشأن عمره، ذكر بايدن (81 عاماً) أنّ خصمه ترامب (78 عاماً) أصغر منه ببضع سنوات فقط، “لكنّه أقل كفاءة بكثير”.

وقال بايدن: “قضيت نصف مسيرتي المهنية أتعرض للانتقاد لكوني أصغر شخص في السياسة، والآن أنا الأكبر سناً”، داعياً الناخبين إلى “إلقاء نظرة على سجله وما قام به”.

وعندما سُئل ترامب نفس السؤال، تحدى بايدن في اختبار إدراكي، ثمّ تجادلا  حول مهاراتهما في لعبة الغولف.

وفي ختام المناظرة، صرّح ترامب بأنّه سيقبل نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، بغضّ النظر عمن سيفوز، “إذا كانت انتخابات نزيهة وقانونية وجيدة”.

يُشار إلى أنّ المُناظرة امتدّت إلى نحو ساعة ونصف، حيث سجّل ترامب نحو 40 دقيقة و12 ثانية من الحديث، بينما جاء وقت بايدن 35 دقيقة و41 ثانية، في حين أنّ كلا المرشحين لديهما فرصة متساوية للرد على الأسئلة، إلاّ أنّ بإمكانهما اختيار عدم استخدام الحد الأقصى من الوقت المخصص.

وعقب المناظرة، قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إنّ بايدن كان “بطيئاً في البداية”، لكنّه أنهى المناظرة “بقوة”، وفق تعبيرها.

ونقلت “سي أن أن” قلق الديمقراطيون الذين تابعوا المناظرة، من أداء بايدن، وشعورهم بأنّ الأخير “ليس أكثر قوة ضد دونالد ترامب”، وليس “واضحاً بما فيه الكفاية بشأن رؤيته الخاصة وما فعله من أجل البلاد”.

وقال أحد المشرعين للشبكة إنّ ما جرى “كارثة”، حيث “يبدو ترامب منطقياً، حتى لو كان يكذب بسرعة 60 ميلاً في الساعة، فيما كان بايدن غير مفهوم”.

وقال مشرع آخر إنّ أداء بايدن “يتحسن، ولكنه محطّم”.

أتى ذلك بعدما اعتقد المتابعون أنّ المناظرة هي “أفضل فرصة لحملة بايدن حتى تحطّم الانطباعات التي تصوره على أنّه “خرف وغير مؤهل جسدياً وعقلياً لهذا المنصب”، خاصةً مع الناخبين الذين لم يشاهدوا خطاباً كاملاً أو حدثًا يضم الرئيس.

فقبل أقل من خمسة أشهر من يوم الانتخابات، تعترف حملة بايدن بأنّها لا تزال تواجه مشكلة عنيدة يجب حلها، ألا وهي أنّ “عدداً كبيراً جداً من الأميركيين بعيدون عن دورة الأخبار السياسية”.

ففي الفترة التي سبقت المناظرة الليلة، اعترف مستشارو الرئيس بأنّ العديد من الناخبين – بما في ذلك مجموعات كبيرة من الناخبين الذين يمكن إقناعهم والذين سيكونون أساسيين في تحديد الانتخابات – “لا يهتمون بالانتخابات أو الأخبار”.

وبحسب “سي أن أن”، فإنّ فريق بايدن “يدرك تماماً أنّ انطباع العديد من الأميركيين عن بايدن يتشكل من خلال مقاطع مدتها 10 و15 و30 ثانية له يتم تداولها على موقع يوتيوب وتيك توك ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، نتيجة ذلك”.

والعديد من تلك المقتطفات، بالطبع، تصوّر الرئيس على أنّه “خرف وغير مؤهل جسدياً وعقلياً لهذا المنصب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى