الأخبار: مواقع الجولان كافّة في مهداف المقاومة..
كتبت الأخبار:
بعد حيفا وما فيها، كشف حزب الله أمس عن الجزء الثاني من رحلة «الهدهد» التي خُصّصت لـ«فك شيفرة» الجولان المحتل، وما فيه من قواعد استخبارية ومقارّ قيادية ومعسكرات مهمة.على مدى تسع دقائق وخمسين ثانية، بثّ الإعلام الحربي في حزب الله مشاهد ثابتة ومتحرّكة عالية الدقة لمواقع استراتيجية، أظهرت دقّة في رصد ومتابعة طرقات ونقاط مستحدثة لجيش العدوّ خارج المواقع، مثل «مركز طبي مستحدث خلال حزيران» الماضي.
وبعد بث الشريط، انهالت تعليقات وسائل الإعلام العبرية، فوصفته صحيفة «معاريف» بأنه «مثير للقلق»، وقال المراسل العسكري لصحيفة «ماكور ريشون» نوعام أمير إن الفيديو «يدل على القدرات الاستخباراتية لحزب الله. لا يقتصر الأمر على رؤية إسرائيل من الأعلى والتصوير والتحليل فحسب، بل هناك معلومات استخباراتية عن المناطق التي ينتشر فيها الجيش، وهذا ما يفسر كيف تمكن نصر الله من ضرب المناطق التي يتجمع فيها الجنود وإحداث إصابات». وأضاف: «تسعة أشهر تتسلل فيها الطائرات إلى إسرائيل، وخلال هذه الفترة كان نصر الله يجمع المعلومات الاستخبارية ببساطة، وهو الآن يستخدمها لردع صنّاع القرار».
وتهكّمت إذاعة الجنوب على المتحدث باسم جيش الاحتلال بالقول إن «هذا ما يصرح به المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على أنه إنذار كاذب». فيما قال المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال إن الفيديو الجديد يُظهر مواقع حساسة في هضبة الجولان، وأشار إلى أن العديد من القواعد التي ظهرت في التسجيل «هاجمها الحزب خلال الـ9 أشهر الماضية»، لافتاً إلى أنه «من خلال المشاهد، يمكن الملاحظة بأن الثلوج قليلة على جبال الجولان، وبالتالي فإن هذه المشاهد تم التقاطها خلال الفترة السابقة بعد انتهاء فصل الشتاء». وعلّق على الدقة العالية للتصوير بالقول «يمكنك رؤية الدبابات وخيام الجنود والمركبات العسكرية».
وكشف المشاهد قواعد الاستخبارات والإنذار المبكر التي يُطلق عليها «عيون الدولة»، وهي 6 محطات استراتيجية للاستطلاع الإلكتروني على الاتّجاه الشمالي والشرقي للعدوّ (واحدة في مزارع شبعا و5 في الجولان): موقع التزلج الغربي (شلاغيم)، وموقع الرادار (أسترا)، وموقع شلاغيم الشرقي، وموقع الإنذار المبكر (يسرائيلي)، وموقع أبو الندي (أفيطال)، وموقع تل الفرس (تل فارس). وتقوم هذه المواقع بمهام التنصت والاسترشاد والرصد البعيد المدى، والهجوم الإلكتروني على صعيد التشويش والتضليل. وتضم عقداً رئيسية للربط والاتصالات وتبادل البيانات، وتتموضع فيها قوات من وحدتي 8200 و9900 ووحدة الحرب الإلكترونية. كما تضم قوات لمهام تأمين القاعدة وتجهيزاتها وتأمين الخط الحدودي.
وكشف «الهدهد 2» مجموعة كبيرة من المقرات القيادية والمعسكرات والمواقع والثكنات، مثل «حبوشيت» وهو موقع تأمين حدودي تشغله سرية مركّبة (مشاة ومدرعات)، وثكنة «معاليه غولاني» وهي مقر القيادة للواء 810، ومقر قيادة قطاع كتائبي حدودي في حرمون شمل نقاطاً مستحدثة لقوات العدو خارج المواقع وطرقاً مستحدثة، ومربض الزاعورة، ومربض ثابت لبطارية مدفعية يتبع للواء 769 ويضمّ منصة قبة حديدية، وثكنة «كيلع» الجنوبية التي تضم منصات قبة حديدية، وقاعدة أو ثكنة «راوية» الجنوبية وهي مقر قيادة كتيبة المدرعات 71 لواء 188، وثكنة «راوية» الشمالية التي تضم مقر قيادة كتيبة المدرعات 74 لواء 188 ومخزن ذخيرة للدبابات ومدرج تفريغ احتياطياً للآليات، وقاعدة «نفح» وهي مقر قيادة الفرقة الإقليمية 210 وكتيبة الاتصالات التابعة لها 366 وتضم مقر قيادة اللواء الإقليمية 474 والكتيبة المدرعة 77 وملاجئ محصّنة للجنود للاحتماء، وأظهرت المشاهد رصد مبنى قيادي فيها ومركز طبي مستحدث خلال شهر حزيران، وقاعدة «تسنوبار» التي تضمّ معسكر تدريب للقوات البرية يشمل مشاغل صيانة ومخازن أسلحة، وثكنة «كتسافيا» التي تضم مقر قيادة اللواء المدرّع النظامي السابع ومحطة رادار سطح مدفعي على الاتّجاه السوري، وثكنة «غملا» الجنوبية وتضم معسكر تدريب وجهوزية للقوات البرية بحجم كتيبة وتموضعاً لكتيبة المدرعات 77، ومحطة التلفريك السفلية وهي نقطة استقرار قوات جيش العدوّ خلال طوفان الأقصى، ومربض «أودم» وهو مربض ثابت لبطارية مدفعية يتبع للواء 810، وموقع «أودم» الذي يحتوي على رادار سطح مدفعي ورادار جوي ثلاثي الأبعاد للإدارة الجوية، ومعسكر «كيلع» وهو قاعدة تدريب لقيادة المنطقة الشمالية ومقر أساسي للقوات المتدربة في معسكر تدريب الجولان، وثكنة «يوآف» وهي قاعدة كتيبة مدفعية وصواريخ لصالح جبهتي الجليل الجولان، ومزارع الهواء وهي مراوح إنتاج الطاقة الكهربائية، ومقر «شاعل» البديل للفرقة الإقليمية 210، وثكنة «عليقة» وهي مقر قيادة اللواء المدرّع النظامي 188، وتحتوي على مهبط مروحيات ومراكز تخزين وقود ومشغل صيانة، وثكنة «كيرين» وهي مكان تعسكر للوحدات البرية المتدرّبة في حقول الجولان، وثكنة «يردن» وهي مقر قيادي على مستوى فرقة في حالات الطوارئ وتضم مقر فوج المدفعية 209 ومقر كتيبة الجمع الحربي 595 ومخزن طوارئ للواء 679، إضافة إلى مطار ومعسكر «أوفيك».
وعزّز حزب الله من خلال هذه المشاهد، صورة القدرة على الجمع المعلوماتي ومعرفة تفاصيل التموضع الإسرائيلي، بعيداً عن قدرة أنظمة الرصد والتتبّع الإسرائيلية على كشف مُسيّراته وإحباط مهامها، خصوصاً أن المشاهد أظهرت أن عمليات الرصد استمرت لفترات طويلة سابقة، وقد تستمر لفترات طويلة قادمة بحسب احتياجات المرحلة. وعَكَس حزب الله ذلك في الفيديو أمس عبر تعمّده التركيز على الجولان الذي كان قبل أيام مسرحاً لهجوم جوي نوعي بأسراب متتالية من المُسيّرات الانقضاضية التي طاولت مركز الاستطلاع الفني والإلكتروني البعيد المدى (مرصد التزلج الشرقي) في جبل حرمون في الجولان المحتل، والذي يوازي من حيث الأهمية قاعدة ميرون، ويرصد الاتّجاه الشرقي من سوريا إلى العراق والأردن وتبوك حتّى الحدود الإيرانية، ويضمّ تجهيزات إلكترونية وتجسسية واستخباراتية ومنظومات فنية من الأكثر تطوّراً. ويُعتبر المركز أعلى هدف يتعرض للاستهداف من قبل حزب الله منذ اندلاع جبهة المساندة في الثامن من تشرين الأول الماضي، إذ يقع على ارتفاع 2230 متراً.
إلى ذلك، استهدف حزب الله أمس موقع المرج، والتجهيزات التجسسيّة المستحدثة المرفوعة على ونش في موقع حدب يارين بصاروخ موجّه ما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها. كما استهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المنارة. ورداً على الاغتيال الذي نفذه العدو في الصبورة على طريق دمشق – بيروت، قصف حزب الله على دفعات مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط قتيلين جراء إصابة مركبة بصاروخ في الجولان. ولفتت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن الضربات على الجولان أتت بعد ساعات من نشر حزب الله مقطع فيديو يظهر العديد من المواقع والقواعد العسكرية في هذه المنطقة بالضبط.
ونعى حزب الله أمس، الشهيدين ياسر نمر قرنبش من بلدة زوطر الشرقية، وعلي حسين ويزاني من بلدة شقرا.