لبنان

باسيل: منفتحون على الجميع لملء الفراغ ومصرون على التحاور لحلّ الأزمة الرئاسية

أشار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الى أن “المجتمع المتني  نموذج للبنان بفكره المتعدد، و الممر الجغرافي بين المناطق والقلب والممر الفكري بين مكونات الوطن وأحزابه”، لافتا الى أن “التيار يشبه المتن بانفتاحه وتنوعه الطبيعي والثقافي والاقتصادي وبروح التسامح وعدم التعصب لدى أهله”. واعتبر أن “مشاكل المتن تشبه مشاكل لبنان من الكهرباء الى المياه والنفايات وغيرها، وغياب الدولة زادت من المشاكل كذلك اقفال الدوائر العقارية والميكانيك وحرمان الدولة من مداخيلها، بالإضافة الى مشكلة النازحين غير الشرعيين واكتظاظ بعض المناطق بهم بخاصة برج حمود والدورة”.

كلام باسيل جاء خلال العشاء السنوي لهيئة قضاء المتن في “التيار الوطني الحر”، في حضور الرئيس ميشال عون، الأمين العام لحزب “الطاشناق” النائب آغوب بقرادونيان، النائب ابراهيم كنعان ونواب ووزراء سابقين. واعتبر باسيل أن “المتن حرم من الكثير من المشاريع التي كانت تحضر له “، مشيرا الى أن “قسما كبيراً من المشاريع توقف بسبب 17 تشرين والانهيار المالي”.

أضاف: “مشاريع عدة  توقفت أولها وصلة أوتوستراد العطشانة، وصلة بعبدات – المتين، وصلة تخطيط طريق القمم من صنين الى باكيش وصولا الى فقرا، وصلة المكلس – المنصورية – عين سعادة وصولا الى بيت مري، وصلة النقاش – الرابية – أوتوستراد بكفيا، الاوتوستراد الساحلي من الكرنتينا الى طبرجا، محطة الصرف الصحي في الكرنتينا، مطمر الجديدة، مزرعة الطاقة الشمسية على نهر بيروت وسد بقعاتة كنعان. لو تم تنفيذ كل هذه المشاريع لكانت تغيرت حياة كثر من السكان في المتن”، سائلاً: “اليس ظلماً  أن نتهم التيار ونحمله مسؤولية الفساد في لبنان في الوقت الذي عرقل فيه الفاسدون مشاريع الاصلاح؟”.

وقال: “تسألون لماذا حصل الانهيار المالي، ولماذا  عندما أتت ثورة المواطنين الصادقين لتساهم بالتغيير والاصلاح حاول بعض المدفوعين حرفها عن اهدافها  ليوجهوا ظلمًا الاغتيال السياسي على رئيس الجمهورية وعلى التيار ورئيسه”.

وأكد أنهم “يستطيعون أن يغسلوا عقول اللبنانيين لبعض الوقت ولكن ليس لكل الوقت”، مؤكدا أن”الحقيقة بدأت تظهر والناس أصبحت تعي أكثر وهذا بفضل صمود التيار وبطولة ناسه ونضالهم وكرامتهم التي لم تنكسر”.

وشدد باسيل على أن “هناك قوى كبرى من الخارج خططت لتدمير العهد  وعلى أن المتواطئين في الداخل استغلوا ثورة 17 تشرين ليضربوا التيار والاصلاحيين”. وأوضح ان “التيار  تفهم غضب الناس المشروع وحاول أن يترجمه بإقرار القوانين الاصلاحية من أجل رد الأموال”.

أضاف: “قدمنا قانون “الكابيتال كونترول” ليوقفوا تهريب الاموال استنسابيا الى الخارج، كذلك قدمنا استعادة الاموال المحولة الى الخارج، كذلك قانون كشف حسابات وأملاك القائمين بخدمة عامة لنكشف من قام بالاثراء غير المشروع على حساب الدولة ولنرد الاموال، قدمنا قانون استعادة الاموال المنهوبة وقانون كشف السرية المصرفية لتسهيل التدقيق الجنائي، ولاحقنا التدقيق الجنائي ومررناه رغم اعتراض كثر وعندما حصل حجبوا عن الشركة المعلومات حتى قدمت تقريرها الاولي واكدت حاجتها للمعلومات لتستكمل عملها  وأظهرت فجوة مالية بحجم 60 مليار دولار وكشفت الجرائم المالية من “”فوري الى “اوبتيموم” الى الهندسات المالية”.

وقال: “لاحقنا في الداخل والخارج، لاحقنا مع القضاة الاوادم ولاحقنا “الحرامية” وعلى رأسهم رياض سلامة والبقية ساكتون لا بل متفرجون  واكثر معرقلون”.

وسأل: “أين هي أصواتهم؟ أين أصوات الثورة”، مؤكدا أنهم “جميعا سكتوا أمام “ولي أمرهم حاكم لبنان المالي”، مضيفاً: “اليوم يهدرون الوقت بالكلام المعسول ويتحدثون عن الودائع المقدسة ولا يفعلون أي شيء لاستعادتها لأنها طارت ولن يتم استعادتها بالكلام  بل  بالعمل والقوانين والقضاء والاصلاح”.

وشدد  على أننا “طالبنا باللامركزية والصندوق الائتماني حتى تستفيد كل مدينة من قدراتها لا حتى نقسم البلد بل لنوحده بالانماء، والصندوق الائتماني لم نقدم قانونه لنفرط بممتلكات الدولة بل لنحافظ عليها”، مضيفاً: “حتى هذه المداخيل تساهم في إعادة جزء من أموال المودعين وطبعا بعد أن تشارك المصارف في حصتها  المسؤولة عنها لا أن تتهرب منها وبعد ان يرد المصرف المركزي وحاكمه السابق الاموال تي نهبت بالهندسات المالية والسمسرات، بالرغم من كل ما تعرضنا له لم نساوم ولم نتراجع بل اكملنا الطريق بمواجهة المنظومة”.

وشدّد على أننا “أكملنا بالإصلاح ولكن مددنا يدنا للحوار والتفاهم لنخلص البلد”، مشيراً الى أننا “لا نستطيع أن نملأ الفراغ الرئاسي وحدنا”، مؤكدا في الوقت نفسه اننا “لم نقبل ان يفرض علينا من خارج ارادتنا ولكن لم نفرض على غيرنا”.

و أسف لـ “وجود مستفيدين من الفراغ لأن رهانهم على حروب الخارج وهو أكبر من رهانهم على سلام الداخل”، مشددا على اننا “منفتحون على الجميع لملء الفراغ الرئاسي ومصرون أن نكمل بجهودنا للتحاور والتشاور لتخليص البلد من أزمته”.

ولفت الى أن “الانفتاح نصر عليه وطنيا ومتنيا”، مؤكدا أننا “نتحدث مع الناس أينما كنا، ولم نرفض في أي يوم أن نتحدث مع أحد ومن يرفض التحدث يكون ضعيفا وليس لديه أي حجة، ومن مد لنا يده متنيا مددنا له يدنا وفتحنا قلبنا وسنعمل معه في البلديات والنيابة ومع رفاقنا في حزب الطاشناق لتحسين أوضاع البلدات ونعمل سويا لإنماء المتن”.

ورأى أن “الاغتيال المعنوي الذي تعرضنا له بأموال وقرار من الخارج أصعب من الاغتيال الجسدي وسامحنا وصفحنا ولم نحاسب، لا أحد “ينمر” علينا بالشهداء ونحن ننحني لجميع الشهداء، وننحي اجلالا لشهدائنا في الجنوب ولو كنا غير موافقين على الاستراتيجية الهجومية وخصوصا أننا نتفق على الاستراتيجية الدفاعية وليس الهجومية، لكنهم يستشهدون ولو لم يقوموا بذلك لكانت اجتاحتنا اسرائيل”.

وأكد أن “التيار باعتراف الجميع لا ارتباطات خارجية تؤيد قراره”، لافتا الى أننا “دفعنا ثمن استقلاليتنا فلا مال اغرانا ولا عقوبات أرهبتنا  وبقينا عاصين على كل ما يحد من استقلاليتنا”.

وفي ملف التيار الداخلي قال: “لن نسمح لمن لم يستطيعوا خرقنا من الخارج أن يخرقونا من الداخل”، لافتاً إلى أن “التيار دخل الحكم للاصلاح والتغيير وبناء الدولة وليس ليصبح جزءا من المنظومة”.

وشدد على أن “التيار أصبح مؤسسة ولدينا نظام هو دستورها ونعدله سنويا لأننا نتطور وتبعا للحاجة ويتضمن الزامية التزام سياسة التيار من الاشخاص الذين يتم تعيينهم بمراكز مسؤولية مثل النواب والوزراء لا ان نبقى نتعرض للطعن بالظهر ممن أوصلناهم الى مراكز المسؤولية”.

أضاف: “نحن لا نطلب من مسؤول أن يكون لديه ولاء شخصي بل أن يكون ولاؤه للتيار وعندما نختاره بموقع المسؤولية أن يلتزم قرارات التيار وسياسته. التيار حزب فيه مسؤولية ومن يريد أن يكون في صفوفه عليه أن يلتزم وإلا لا يكون فيه”، وقال: “شبعنا خيانة والجميع يقولون لنا وعن حق لماذا يحدث معكم هكذا؟”، نرد: “ببساطة لأن هناك الكثير من الحرية والديمقراطية في التيار ولكن الأمور تخطت الحرية والديمقراطية الى الفوضى”، مشددا على أن “النظام نلتزمه ونعدله حسب الاصول وكان يجب أن نعدله بأن اختيار النواب لا يخضع فقط لاستطلاع رأي بل أيضا لتقييم الشخص اذا كان ملتزما أو لا”.

تابع: “نقوم بايصال نائب بأصوات التيار ولكن لا نضمن التزامه بكتلة التيار لأننا لا نعرف إذا كان سيلتزم التصويت معنا أو ضدنا، فهل يحصل هذا في حزب آخر في لبنان؟”، مشددا على أننا “منذ عامين نحاول التروي”، وسأل: “ماذا كان سيحصل لو أن نائباً من باقي الاحزاب صوت في مجلس النواب لمرشح لرئاسة الجمهورية خلافا لقرار حزبه ويبقى فيه، أو يتحدث بالإعلام خلافاً لسياسة حزبه ويبقى فيه، أو يسافر  ويعقد لقاءات ويقوم بمبادرات وسياسات مغايرة لسياسة حزبه ومن دون علمه ويبقى فيه؟”.

ختم :” إن الحفاظ على التيار أهم من الحفاظ على أي فرد فيه وهو أكبر من الجميع وسنحافظ عليه ليبقى قويًاً، وأعدكم بأنّه سيبقى أقوى والانتخابات مقبلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى