بايدن في “خطاب الأمة”: انسحبت لتوحيد الحزب الديمقراطي.. وهاريس تتمتع بالخبرة اللازمة
صرّح الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه “يمرّر الشعلة إلى جيل جديد”، في خطاب مصوّر في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، نشره لتبرير خروجه المفاجئ من السباق الرئاسي لعام 2024 للأميركيين، واضعاً نقطة النهاية لمساره السياسي الذي امتدّ على مدى أكثر من 50 عاماً في السياسة الأميركية.
وبعدما رفض بايدن، الذي ناهز عمره الـ81 عاماً، ضغوطاً مارسها الديمقراطيون على مدى أسابيع للتنحي، لا سيما بعد أداء كارثي في المناظرة في 27 حزيران/يونيو، قال اليوم إنّ “الرب عز وجل” وحده هو القادر على إقناعه بالتنحي، و إنه “يحترم هذا المنصب.. لكنه يحب بلده أكثر”.
وأضاف: “لقد قررت أنّ أفضل طريقة للمضي قدماً هي نقل الشعلة إلى جيل جديد.. هذه هي أفضل طريقة لتوحيد أمتنا.. لا مكان للطغاة والملوك والشعب هو الذي يحكم”، وذلك بعد أسابيع من القلق بشأن استطلاعات الرأي الداخلية، التي توقّعت بأنه قد يخسر أمام منافسه الجمهوري اللدود دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر.
وأكّد بايدن أنّ نائبته الحالية وخليفته في خوض السباق الرئاسي عن الديمقراطيين، كامالا هاريس، “تتمتع بالخبرة والحزم والكفاءة” لإكمال السباق الرئاسي ضد المرشح الجمهوري المنافس دونالد ترامب، معتبراً أنّه “يتعين على أميركا الاختيار بين الأمل والكراهية”.
وتعدّ هذه أول تصريحات علنية لبايدن منذ أن خضع لضغوط حزبه الديمقراطي وأعلن يوم الأحد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنّه قرّر عدم الترشح لإعادة انتخابه في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
وبذلك، أصبح بايدن أول رئيس لا يسعى لإعادة انتخابه منذ عام 1968، عندما انسحب ليندون جونسون فجأة من الحملة في 31 مارس/آذار، بعد تعرضه لانتقادات بسبب تعامله مع حرب فيتنام.
وتابع بايدن بأنّه “سيركز على وظيفته كرئيس”، خلال الأشهر الستة المتبقية له في منصبه، زاعماً أنه “سيواصل العمل من أجل إنهاء حرب غزة”، حيث من المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، لبحث جهود التفاوض على وقف إطلاق النار في غزة.
وعلى الرغم من حياة سياسية طويلة وممتدة على مدى نحو نصف قرن، يرى كثيرون أنّ بايدن سيخرج من البيت الأبيض وإرثه السياسي موسوم بعار الإبادة الجماعية في غزة، التي ساهم في استمراريتها طيلة الأشهر الـ9 الماضية بسبب دعمه اللامشروط واللامحدود للاحتلال الإسرائيلي وحكومة نتنياهو في حربه ضد غزة والشعب الفلسطيني.
وعرف جو بايدن مؤخراً بـ “جو الإبادة الجماعية” أو Genocide Joe، بسبب اكتفائه بالانتقاد الشفهي لبعض ممارسات الاحتلال الإجرامية ضد الفلسطينيين، فيما استمرّت المساعدات العسكرية الأميركية بالتدفّق إلى “إسرائيل”، واستمرّت إدارته في تغطية قرارات الاحتلال سياسياً في المحافل الدولية.
وبدأت مسيرة بايدن السياسية عندما تمّ انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ عام 1972 عن عمر يناهز 29 عاماً، ليصبح سادس أصغر عضو في مجلس الشيوخ الأميركي، وسيختتم فترة ولايته في البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير 2025، باعتباره أكبر رئيس أميركي سناً، عندما يكون قد بلغ 82 عاماً بالفعل.