إعلام إسرائيلي: الجزء الأصعب من مهمة مواجهة مسيّرات حزب الله هو التعرّف عليها
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين في سلاح الجو في “جيش” الاحتلال، قولهم، بعد نشر حزب الله فيديو “ما عاد به الهدهد 3″، وضمّه صوراً لقاعدة جوية إسرائيلية، إنّ الجزء الأكثر تحدياً في مواجهة مسيّرات حزب الله هو التعرّف عليها في المقام الأول.
واعتبر موقع قناة “مكان” الإسرائيلية أن نشر حزب الله شريط فيديو التقطته طائرة مسيّرة حلقت مرتين، في وضح النهار وخلال ساعات الليل، فوق قاعدة سلاح الجو “رامات ديفيد” في مرج بني عامر، مظهراً هنغارات مقاتلات ومخازن ذخائر ووقود ومقرات قيادة ومساكن الطيارين، هو “تطور خطير”.
وإذ زعم الناطق بلسان “جيش” الاحتلال أنّ “الحديث يدور عن مسيّرة لأغراض التصوير فقط، وأنّ نشاطات القاعدة الجوية لم تتأثر”، أكدت رئيسة المجلس الإقليمي “عيمك يزرعئيل” (مرج بني عامر)، شلوميت شيحور رايخْمان، أنّ “هذا التوثيق مقلق للغاية”.
وكالعادة، ادّعى مصدر عسكري إسرائيلي أنّ القرار بعدم إسقاط المسيّرة قد اتخذ لمنع إصابة المناطق المأهولة بشظاياها، في محاولة للتقليل من حجم الاختراق وخطورته، ولكن مراسل قناة “كان” الإسرائيلي أقرّ بأن تحليق المسيرة فوق القاعدة الجوية ليس إنجازاً إعلامياً فحسب، بل دلالة على القدرة على جمع المعلومات الدقيقة حول مواقع استراتيجية في “إسرائيل” واستهدافها.
واستعرضت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” تفاصيل الفيديو، وما تضمّنه من معلومات حسّاسة، متوقعةً أن ينشر حزب الله لقطات تظهر مدينتي صفد وطبريا في فيديو مستقبلي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ حزب الله أطلق أكثر من 300 مسيّرة باتجاه “إسرائيل” منذ بداية الحرب، العديد منها مفخخة ولكن بعضها يستخدم أيضا للمراقبة، ولم يتمكن “الجيش” من اعتراض غالبيتها، وتسبب انفجار نحو 30 من المسيّرات المفخخة في وقوع أضرار أو إصابات.
واستعرضت الصحيفة الوسائل التي استخدمها “جيش” الاحتلال في مهمات الاعتراض الجوي سابقاً وهي طائرة “فولكان” التي خرجت من الخدمة عام 2006، والقبة الحديدية والطائرات المقاتلة في الحرب الحالية، مؤكدةً أنه من غير الواضح ما هو النظام الذي يخطط سلاح الجو الإسرائيلي لاستخدامه الآن.
وقالت الصحيفة إن سلاح الجو يستعد لإعادة نشر أنظمة دفاع جوي تعتمد على الأسلحة لمواجهة مسيّرات حزب الله، مقرةً بعدم فعالية هذا النوع من الأنظمة في تغطية مناطق واسعة، حيث يُحتمل أن يتم نشرها للدفاع عن نقاط محددة، مثل القواعد العسكرية أو البنية التحتية الحسّاسة.
ولكن مسؤولين في سلاح الجو أقرّوا ضمناً أنّ المشكلة أكبر من إيجاد الوسيلة التي يمكنها التعامل مع هذا التهديد، حين أكدوا للصحيفة أنّ “الجزء الأكثر تحدياً في مواجهة مسيّرات حزب الله هو التعرف عليها في المقام الأول”.