البناء: الإدارة الأميركية ومخطط “مثلث الموت”: محاولة إحياء “داعش” ونقلهم إلى الجنوب السوري
كتب حسين مرتضى في البناء:
رغم مشاركة الإدارة الأميركية في العدوان على قطاع غزة من خلال تقديم مختلف أشكال الدعم لكيان الاحتلال الصهيوني بما فيها مشاركة ضباط أميركيين في غرفة العمليات الحربية الصهيونية، إلا أنّ نشاط الاحتلال الأميركي في سوريا ما زال فاعلاً من خلال محاولة فتح جبهات متعددة داخل الجغرافية السورية.
تلك المحاولة تعتمد على إعادة تدوير المجموعات الإرهابية في سوريا، وتحديداً تنظيم «داعش» الإرهابي، فمنذ أن خسر التنظيم الإرهابي آخر مناطق تواجده في منطقة «الباغوز» بريف دير الزور عام 2019 بدأت الإدارة الأميركية بمحاولة إحياء «داعش» عبر نقل عناصر التنظيم الإرهابي من سجون ميليشيات «قسد» إلى قاعدة التنف وتدريبهم ليتمّ لاحقاً إرسالهم إلى البادية الشرقية السورية بهدف تنفيذ عمليات محدودة ضدّ وحدات الجيش العربي السوري من خلال تنفيذ كمائن متنقلة لاستهداف قوافل المبيت الخاصة بالجيش السوري.
مؤخراً أكدت المعلومات بأنّ قوات الاحتلال الأميركي نقلت 300 عنصر من تنظيم «داعش» الإرهابي يحملون الجنسية السورية والعراقية بينهم 31 من قيادات التنظيم باتجاه المنطقة الجنوبية السورية بالتنسيق مع المجموعات الإرهابية في محافظتي درعا والسويداء.
وتؤكد المعلومات بأنّ عملية نقل مقاتلي «داعش» تمّت بالتنسيق مع ما يُعرف بفصيل «أحرار جبل العرب» والذي يتزعّمه المدعو «سليمان عبد الباقي» وهو من أبرز المحرّضين على الدولة السورية.
العناصر الإرهابية تمركزوا في بادية السويداء إضافة لتمركزهم في بلدتي جاسم وانخل بريف درعا.
الإدارة الأميركية تسعى لإعادة انتشار تنظيم «داعش» الإرهابي في المثلث الحدودي مع فلسطين المحتلة والذي يضمّ محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء أو ما بات يُعرف بـ «مثلث الموت» بالتنسيق مع حكومة الاحتلال الإسرائيلية بهدف خلق حالة من الفوضى الأمنية في هذه المنطقة الاستراتيجية لمنع أيّ تواجد لوحدات الجيش السوري وبالتالي إقامة منطقة عازلة لحماية كيان الاحتلال.
المخطط الأميركي الذي يتمّ العمل عليه يأتي في توقيت حساس بالنسبة للمواجهات بين محور المقاومة وكيان الاحتلال الصهيوني بهدف خلط الأوراق الميدانية وإشغال جبهات الإسناد.
كما أنّ الإدارة الأميركية تعلم بأنّ القيادة السورية لا تزال تدعم المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة، وبالتالي فإنّ واشنطن تسعى لتأمين كيان الاحتلال الصهيوني في ظلّ حالة الإرباك الأمني الذي تعاني منه حكومة نتنياهو.