الأخبار: السيد نصر الله: المهمّة أُنجزت والعدوّ قصف مناطق مخلاة
جاء في الأخبار:
أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، العودة إلى تكريس معادلة عدم استهداف المدنيين والضاحية مقابل تل أبيب، داعياً اللبنانيين للعودة إلى منازلهم، لأنّ «لبنان في المرحلة الحالية يمكن أن يرتاح»، مشدداً على أنّه «مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات لن نتخلى عن غزة». وأكد أن «عملية الأربعين»، رداً على الاعتداء الذي طاول الضاحية الجنوبية في 30 تموز الماضي وأدى الى استشهاد القائد الجهادي السيد محسن شكر وعدد من المدنيين، «أُنجزت كما خُطّط لها بدقة»، و«نحن أمام فشل استخباري إسرائيلي وفشل في العمل الاستباقي».وقال نصر الله: «اليوم شهدنا مشهداً يعبّر عن شجاعة المقاومة عندما اتخذت هذا القرار وأقدمت، والعدوّ أغلق تل أبيب والمطارات وفتح الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمسيّرات، فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك؟»، مشيراً إلى أن «العدوّ في ردّه لم يجرؤ على استهداف المدنيين لأن هناك مقاومة وبيئة مقاومة، وهذه هي المعادلة التي عدنا لتكريسها اليوم». وذكّر بأن العدو هو من تسبب بالوصول إلى هذه المرحلة من التصعيد مع لبنان باستهداف الضاحية الجنوبية في بيروت وقتل مدنيين والقائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر، والمقاومة أعلنت عزمها على الرد على هذا العدوان لتثبيت المعادلات». ولفت إلى أن هذه «أول عملية كبرى تخوضها المقاومة بغياب القائد الكبير السيد فؤاد ولم يحصل فيها أي خلل». وأوضح «أننا كنا مستعدين للرد منذ اليوم الأول لشهادة السيد محسن، ولكن كما قلنا سابقاً، الرد هو جزء من العقاب، وكنا نحتاج إلى بعض الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيردّ كله أو كل جبهة لوحدها، وتريّثنا لإعطاء الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا هو وقف العدوان على غزة». كذلك، أشار نصر الله الى أن على العدو أن ينتظر أيضاً ردَّي إيران واليمن، بعد ردّ حزب الله.
وعن حيثيات الرد، أشار السيد نصر الله إلى «أننا حددنا مجموعة من الأهداف وفق مواصفاتنا، أي أن تكون قرب تل أبيب، وحددنا قاعدة غليلوت وهي قاعدة مركزية للاستخبارات الإسرائيلية تضم الوحدة 8200، وتبعد عن حدود لبنان 110 كلم وعن حدود تل أبيب 1500 متر فقط، ما يعني أنها من ضواحي تل أبيب. كما وضعنا قاعدة عين شيمرا ضمن الاستهداف وهي تبعد 75 كلم عن لبنان و40 كلم عن تل أبيب. كما استهدفنا المواقع والثكنات لاستنزاف القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية، ما يتيح للمسيّرات على أنواعها وأحجامها العبور نحو أهدافها». وأشار إلى «أننا وضعنا ضوابط للرد، منها أن لا يكون الرد مدنياً، علماً أن لدينا الحق بضرب المدنيين، وألّا يستهدف بنى تحتية بل أن يكون الهدف عسكرياً على صلة بعملية الاغتيال».
وتابع: «معطياتنا تؤكد أنَّ عدداً معتدّاً به من المُسيّرات وصل إلى غليلوت عين شيمرا، ولكن العدو يتكتم والأيام ستكشف حقيقة ما جرى»، وكشف «أننا أطلقنا للمرة الأولى مسيّرة من منطقة البقاع، ورغم بعد المسافة، إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة». وأضاف: «كل ما أردنا إطلاقه في هذه العملية هو 300 صاروخ وقد أطلقنا 340 صاروخاً، والعدو لم يحبط شيئاً. والسردية الصهيونية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب وتعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان. وحديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدّة لاستهداف تل أبيب هو كذب في كذب ولم نُرد استخدام هذه الأسلحة. نحن نقاتل بالعقل والسلاح والمسيّرات، أما الصواريخ البالستية المخبأة فهي ليوم قد يأتي». وشدد على أن «أياً من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم يصب بأذى، إذ إن كثيراً من الوديان يعتبرها العدو أن فيها منصات للصواريخ البالستية ومنشآت يمكن تدميرها اتخذ القائد السيد شكر قراراً قبل مدة بإخلائها، وما قُصف وديان خالية أو تم إخلاؤها»، مؤكداً أن «أي منصة إطلاق لم تصب قبل العملية ولم تتعرض مرابض المسيّرات لأي أذى، لا قبل العملية ولا بعدها».
وقال السيد نصر الله: «سنتابع نتيجة تكتم العدو عما حصل في القاعدتين المستهدفتين، وإذا كانت نتيجة عملية الرد الأولي مرضية، فإن عملية الرد تكون تمت. وإذا لم تكن كافية فنحتفظ بحق الرد لوقت لاحق»، موضحاً أنّه «في المرحلة الحالية، لبنان يمكنه أن يرتاح». وشدد على أنّه «مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات فلن نتخلى عن غزة»، و«عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة للجانب الفلسطيني أو للجانب العربي بالنسبة إلى المفاوضات. والرسالة للعدوّ ومن خلفه الأميركي أن أيّ آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمال خائبة رغم التضحيات، وخصوصاً في الجبهة اللبنانية». وختم بأن «على العدو أن يفهم ويحذر جيداً من طبيعة لبنان والتغيّرات الاستراتيجية، فلم يعد لبنان ضعيفاً تحتلّونه بفرقة موسيقية»، بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم بفرقة موسيقية».