الأخبار: مقترح أميركي يشمل إخلاء “فيلادلفيا”.. نتنياهو أكثر تعنّتاً: نريد احتلال غزة!
كتبت الأخبار:
بأسرع مما كان متوقّعاً، تراجعت حدة الاحتجاجات في إسرائيل ضد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على خلفية مقتل الأسرى الستة في قطاع غزة، وبدا أن الرجل صار أكثر ارتياحاً في تمسّكه بمطلبه الاحتفاظ بالسيطرة على محور «فيلادلفيا» بين قطاع غزة ومصر، حتى يتم ضمان عدم استخدامه كشريان حياة لحركة «حماس»، وفق ما قال. كما بدا، أقلّه خلال اليومين الماضيين، أنه لا معارضة الشارع – باستثناء أهالي الأسرى، وهم قلة – ولا القوى السياسية المعارضة، لديها النفَس الطويل والزخم الكافي حتى لزحزحته قيد أنملة عن موقفه.وإذ خلت الساحة له، ولم يحرّك المؤتمر الصحافي المشترك لعضوي «الكابينت» السابقين، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، أي شيء ضده، أعاد نتنياهو توكيد أهمية «فيلادلفيا»، باعتباره الاسم الحركي لاستمرار الحرب ورفض عقد صفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس». كما جدّد، في مؤتمر صحافي هو الثاني له في ثلاثة أيام، عكَس النزعة الهجومية في سياسته ضد خصومه، التأكيد أنه «يوجد احتمال للتوصل إلى وقف للقتال في غزة إذا التزمنا باستراتيجيتنا»، أي بالضغط العسكري على قطاع غزة، مضيفاً: «نحن ملتزمون بأهداف الحرب، وبإلحاق الهزيمة بالهمجيين الذين زرعتهم إيران في بلادنا وعلى حدودنا»، ومشيراً إلى أن «حماس انتظرت أن تشن إيران حرباً ضدنا، وهو ما لم يحدث». وزعم «أننا إذا خفّفنا الضغط عن حماس بمغادرة محور فيلادلفيا، فلن نتمكن من إعادة كل الرهائن»، قائلاً: «نحن نسيطر على محور فيلادلفيا وامتداده يتواصل إلى إيلات في البحر الأحمر. وعند خروج جيشنا من غزة عام 2005 عبر فك الارتباط، أصبح الممر مجالاً لتهريب الأسلحة المقدّمة من إيران. ومصر لم تنجح في منع تهريب الأسلحة عبره. ويجب فهم الموقع المركزي لمحور فيلادلفيا بالنسبة إلى تسليح حماس وهو ما أدى إلى مذبحة 7 أكتوبر». وأكد «أننا لا نريد أن نرحل عن غزة ثم نعود لاحقاً، بل نريد أن نبقى»، كما ذهب إلى حد القول إن «حدود دولة إسرائيل تبدأ من نهر الأردن وحتى البحر المتوسط».
وعلى رغم ذلك، واصلت الولايات المتحدة محاولاتها للتوصل إلى اتفاق، وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إن الرئيس، جو بايدن، «منخرط بشكل شخصي في العمل مع فريقنا وقادة المنطقة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة». وأشار إلى أن «الرئيس بايدن عبّر عن مخاوفه بشكل واضح بشأن مسار مفاوضات إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار»، مضيفاً أن «المحادثات بين بايدن ونتنياهو كانت دائماً مباشرة، والجانبان يعرفان بعضهما جيداً. وهما قد لا يتفقان بشأن إدارة الحرب لكنهما يتفقان على ضرورة الدفاع عن إسرائيل».
وأكّدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن «وقف إطلاق النار في غزة يصب في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين. وهناك ضرورة أخلاقية وأمنية لإسرائيل لتخفيف أعداد الضحايا المدنيين في غزة». وقالت إن «إسرائيل قبلت المقترح الأميركي ونعمل على جسر الهوة. وهذا يتطلب مرونة أكبر من إسرائيل وحماس».
وحول المقترح الجديد الذي تعدّه الإدارة الأميركية لعرضه على الطرفين، نقلت «القناة 13» الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أن «الخطة الأميركية ستتضمن انسحاباً إسرائيلياً من محور فيلادلفيا».
وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، من جهتها، إلى أن أحد السيناريوات المحتملة للمقترح النهائي قد يتضمّن الطلب من إسرائيل و«حماس» الموافقة على كل مراحل الصفقة دفعة واحدة. ونقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن المقترح الأميركي «سيلغي المفاوضات بين مراحل الصفقة ويتطلّب من الأطراف الموافقة عليها جميعاً دفعة واحدة، ما يعني إنهاء القتال وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، ونقل المسؤولية عن محور فيلادلفيا إلى قوة خارجية، وتقديم ضمانات بعدم القضاء على مسؤولي حماس، وعلى رأسهم رئيس الحركة يحيى السنوار». كما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن المقترح الأميركي سيكون بصيغة «خذها أو اتركها، وهو سيكون سيئاً لإسرائيل وأسوأ من المقترح الحالي الذي رفضته حماس بالفعل، وأنه إذا رفضت إسرائيل العرض فإن الأميركيين سيحوّلون الدبلوماسية إلى استخدام العصي… على سبيل المثال لن يستخدموا في مجلس الأمن حق النقض في وجه القرارات ضد إسرائيل، ما يعمّق عزلتها السياسية».
وكتبت صحيفة «فايننشال تايمز» أن محادثات القاهرة وواشنطن، بمشاركة مسؤولين إسرائيليين، تناولت آلية مراقبة الحدود بين غزة ومصر، وأن هذه الآلية قد تشمل بناء حاجز فائق التقنية تحت الأرض على الجانب المصري، ونصب معدات استشعار لرصد الأنفاق مع قوات مصرية من النخبة لمنع التهريب، وأنه يُرجح أن تموّل الولايات المتحدة هذه الآلية التي يجري بحث تفاصيلها.
من جهتها، دعت حركة «حماس»، في بيان، مجلس الأمن، قبيل انعقاده مساء أمس لبحث موضوع غزة، إلى «العمل الفوري لوقف الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وإنفاذ قراره الرقم 2735» الذي صدر في حزيران، ويدعو إلى تطبيق اقتراح لوقف النار في القطاع.