الأخبار: السيد صفي الدين: للعدوان عقاب خاصّ وآتٍ حتماً
جاء في الأخبار:
عندَ الخامسة بعد ظهر أمس، أثناء تشييع حزب الله في الضاحية الجنوبية شهداء قضوا في الهجوم الأمني الإرهابي أول من أمس، سُمِع دوي انفجارات متزامنة في صفوف المشيّعين مشابهة لتفجيرات أجهزة الـ«البايجر»، قبل أن يتبيّن أن هجوماً جديداً يشنّه العدو بتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية، شمل أكثر من منطقة. وتباعاً بدأت تظهر أعمدة الدخان في مناطق مختلفة من الضاحية الجنوبية بسبب حرائق اندلعت في عدد من الشقق السكنية جراء انفجار الأجهزة، لتدخل الشوارع مجدّداً في حالة من الذعر والفوضى. وصارَ واضحاً أن العدو الإسرائيلي يهدف إلى بث الرعب في نفوس اللبنانيين، ولا سيما بيئة حزب الله وزعزعة ثقتها بالمقاومة وقدراتها الأمنية، وإظهار التفوّق الإسرائيلي.وفي انتظار كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، أتى الردّ الأولي على لسان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، الذي أكّد خلال التشييع أنّ «هذا العدوان سيكون له عقابه الخاص، وأنّ هذا العقاب آتٍ حتماً»، مشيراً إلى أننا «سنكون أمام نمط جديد ومواجهة جديدة مع العدو حتى يعرف أننا قوم لا يتراجعون، وإذا كان الهدف وقف معركة الإسناد فليكن العدو على علم بأن المعركة ستزداد قوة وعزماً وتقدّماً».
وطوال يوم أمس، كانَ المزيد من المعطيات يتكشّف حول عملية تفجير الأجهزة، حيث أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن «أجهزة النداء اللاسلكية التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله بشكل متزامن يوم الثلاثاء، تمّ تصنيعها في تايوان وقامت إسرائيل بتفخيخها قبل وصولها إلى لبنان»، ونقلت عن مسؤولين أميركيين وغيرهم من مصادر لم تُذكر أسماؤهم، أن «أجهزة النداء (بايجر) التي انفجرت تمّ تصنيعها من قبل شركة (غولد أبولو) التايوانية».
وبالتزامن مع الموجة الثانية من الانفجارات، كانت التهديدات الإسرائيلية تتوالى، فأعلن رئيس وزراء العدو «أنني قلت سابقاً إننا سنعيد سكان الشمال إلى منازلهم بأمان وهذا ما سنفعله بالضبط». وقال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن «مركز الثقل ينتقل باتجاه الشمال، من خلال تحويل الموارد والقوات»، مشيراً إلى أن «الجيش الإسرائيليّ بات في خضمّ مرحلة جديدة من الحرب». وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نقل الفرقة 98 وهي فرقة نظامية تضم وحدات مظليين وقوات كوماندوس، إلى الجبهة الشمالية، ويأتي هذا التطور في ظل حالة الاستنفار القصوى في صفوف الجيش الإسرائيلي، والاستعداد لتصعيد المواجهات مع حزب الله. وبحسب التقارير، فإن الفرقة 98 التي تشمل كتيبة الدبابات السابعة، وكتيبة مظليين، وكتيبة كوماندوس، توقفت عن القتال في خان يونس قبل ثلاثة أسابيع وشرعت بالانتقال إلى الشمال في ظل التوترات مع حزب الله. وفي إطار هذه الخطوة، ستنتقل الفرقة من مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي إلى قيادة المنطقة الشمالية، التي تشهد، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، أقصى درجات التأهب والاستنفار.
استنفار سياسي ودبلوماسي
وحتى مساء أمس استمرت الاتصالات واللقاءات السّياسيّة والرسميّة المكثّفة، واستنفرت الأوساط الدبلوماسية في محاولة لتدارك أي تصعيد محتمل، وأفادت وكالة «رويترز»، بأنّ مجلس الأمن الدولي سيجتمع الجمعة المقبل بشأن انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان. ووصف مسؤول السّياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبيّ جوزيف بوريل الوضع بأنه «مقلقٌ للغاية ولا يسعني إلا أن أدين هذه الهجمات التي تعرّض أمن واستقرار لبنان للخطر»، داعياً «جميع الأطراف المعنية إلى تجنب حرب شاملة من شأنها أن تخلّف عواقب وخيمة على المنطقة وخارجها». وعلى المستوى الدولي، توالت المواقف المندّدة بالهجوم الإرهابي، فعلّقت الرئاسة الروسيّة على الحدث قائلة: «قد تصبح هذه الحادثة سبباً لتفاقم الوضع في المنطقة وخروجه عن السّيطرة»، ودعت إلى إجراء تحقيقٍ شامل. وأكّد وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن أن «الهجوم ينتهك بشكلٍ واضح اتفاقية جنيف وهو استهتار متعمّد بحياة الناس لأن الأجهزة انفجرت في أماكن عامة». وأكّد وزير الخارجيّة المصري بدر عبد العاطي خلال لقائه نظيره الأميركيّ أنتوني بلينكن على «التضامن مع الشعب اللبنانيّ وإدانة أي استهداف للسيادة اللبنانية». كما أدانت نائبة رئيس وزراء بلجيكا الهجوم الإرهابيّ في لبنان وسوريا، مؤكدةً أنّه «يجب إجراء تحقيق دوليّ ووضع حدّ لإراقة الدماء». واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الهجوم «يشكل وصمة عار للدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل».