الأخبار: فيلم إسرائيلي فاشل عن الحدود: لا احتكاك مع المقاومة
كتبت الأخبار:
مع الإعلان الإسرائيلي، فجر أمس، عن بدء عملية برية «محدودة» في جنوب لبنان، جرى تبادل لإطلاق نيران المدفعية والصواريخ بين المقاومة والعدو، في المنطقة الحدودية، ولم يُسجّل دخول قوات إسرائيلية الى الاراضي اللبنانية. وفيما ادّعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس، أن قوات خاصة من الجيش نفّذت عمليات محدودة ضد بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في المنطقة الحدودية، وعرض مقاطع فيديو لذلك، أكّدت مصادر «الأخبار»، أن هذه «المواد المصوّرة تعود الى فترات سابقة، وليس أمس، كما جرى التلاعب بطريقة عرضها لتبدو من عدة مواقع وبعدة مواقيت»، مشيرةً الى أن «العدوّ لم يتمكّن من إرسال قوات إلى داخل لبنان أمس، بل تعرّضت قواته لنيران المقاومة وهي لا تزال في نقاط تحشّدها واستعدادها داخل الأراضي المحتلة، في شتولا والمطلة وأفيفيم وغيرها».وسخر الإعلام الإسرائيلي أمس من تصريحات المتحدث باسم جيش العدو، ومقاطع الفيديو التي عرضها، فقال محللّ الشؤون العسكرية في «القناة 13»، الذي كان يقدّم تقريراً تلفزيونياً حول عمليات قام بها الجيش الإسرائيلي في لبنان، إن «هذه العمليات حصلت من وقت بعيد، وليس الآن»، فيما بدت علامات الدهشة على وجوه الموجودين في استديو القناة. وبدوره، أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله»، محمد عفيف، في تصريح، أن «كل الادعاءات الصهيونية أن قوات الاحتلال دخلت إلى لبنان ادّعاءات كاذبة»، وأوضح أنه «لم يحدث أي اشتباك بري مباشر بعد بين مجاهدي المقاومة وقوات الاحتلال». كما أكدت «العلاقات الإعلامية»، أن «الأفلام والصور قديمة للغاية ولا علاقة لها بأي عمل عسكري حالي عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة».
وبالتزامن، ارتفعت وتيرة عمليات المقاومة، أمس، كمّاً ونوعاً. فاستهدف المقاومون قوّة لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة شتولا، وتحرّكاً وتجمعاً لهم في موقع المطلة، وتجمّعات أخرى في مستعمرة أفيفيم وثكنة دوفيف وبين موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، إضافة إلى موقع رأس الناقورة البحري، ومستعمرة بتست (البصّة)، وفي موقع المالكية في المنطقة الحدودية. كما استهدفت المقاومة تجمّعات لجنود العدو، في عمق الجليل، قرب مستعمرة روش بينا وفي مستعمرة كفار جلعادي. واستهدفت قاعدة إيلانيا بصلية صاروخية وحقّقت فيها إصابات دقيقة. وأطلق حزب الله صليات صاروخية من نوع «فادي 4»، على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الإستخبارات العسكرية 8200 ومقرّ «الموساد» في ضواحي تل أبيب، في إطار سلسلة عمليات «خيبر». وفي إطار العمليات نفسها، أطلق الحزب صلية صاروخية من نوع «فادي 4» على قاعدة سده دوف الجوية في ضواحي تل أبيب. وأعلنت نجمة داوود الحمراء أنها نقلت إلى مستشفى بيلنسون إصابتين جراء سقوط صاروخ شمال شرق تل أبيب.
ودوّت صفارات الإنذار بشكل متواصل أمس في مسكاف عام والمطلة في إصبع الجليل، وفي زرعيت ونطوعا وشتولا وأفيفيم وتسيفون وإفن مناحم وشوميرا في الجليل الغربي، وفي منطقة ميرون ومحيطها في الجليل الأعلى. وإثر تكرار قصف المقاومة أهدافاً في تل أبيب فرض جيش العدو مزيداً من القيود في منطقتي الشمال والوسط بما يشمل القدس، بعد مصادقة وزير دفاع العدو يوآف غالانت، على إجراء تغييرات في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية في منطقة الوسط، على خلفية قيام حزب الله باستهدافها بالصواريخ.
وواصل جيش العدو أمس استهداف بلدات في الجنوب والبقاع بواسطة الطيران الحربي والمسيّر. كما واصل قصفه المدفعي والفوسفوري للمناطق والبلدات المحاذية للحدود، في ظلّ تحليق مكثف للمسيّرات المعادية والطيران الحربي. وقطعت غارات من طائرات العدو الحربية طريق إبل السقي – كوكبا، بعد فتحها من قبل الجيش اللبناني إثر غارة سابقة، وبذلك يكون العدو قد فصل منطقة مرجعيون عن منطقة حاصبيا. ولوحظت محاولات عدة للعدو، لتقطيع أوصال مناطق الجنوب اللبناني، عبر الغارات المتكررة على الطرقات الرئيسية، ومنع محاولات إصلاحها أو إعادة فتحها. وبعد غارات عنيفة ليل الاثنين – الثلاثاء على منطقتي حارة حريك والليلكي، شنّت طائرات العدو أمس غارتين متزامنتين على منطقتي بئر حسن على أطرف الضاحية الجنوبية، والجناح عند مدخل بيروت الجنوبي، واستهدفتا مبنىً على ما يُعرف بدوّار الجندولين، وشقة في مبنى مؤلف من عشرة طوابق على أوتوستراد الأسد، قرب مستشفى الزهراء. ولاحقاً، أعلنت وزارة الصحة استشهاد ثلاثة أشخاص، وإصابة آخرين، جرّاء الغارتين.