الأخبار: مخيّم البداوي استقبل 1411 عائلة: نازحون يؤوون نازحين بعدما غابت الدولة والـ NGOs
كتبت زينب الموسوي في الأخبار:
استقبل مخيم البداوي الفلسطيني في طرابلس 1411 عائلة نازحة من الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، «توزّعت على 160 وحدة سكنية مجانية، قدّمها أشخاص تركوا منازلهم أو فتحوا بيوت أبنائهم المهاجرين إلى جانب مشاركة أهالي المخيم منازلهم مع النازحين»، وفق أحمد الأمين، مسؤول العمل الاجتماعي في «المركز الثقافي الفلسطيني»، وهو نادٍ ثقافي شكّل «خلية أزمة» لإغاثة النازحين منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على لبنان.
المساعدات المختلفة التي قُدّمت للنازحين هي مبادرات فردية بحتٌ من أهالي المخيم، «فأهل الخير كثر، لكن لا أموال ولا مساعدات تأتينا من الجمعيات المسجّلة والمموّلة، بعدما استثنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» مخيم البداوي من خطّة الطوارئ لأسباب أمنية، وغابت جمعيات المجتمع المدني (NGOS) والمنظمات الدولية نهائياً». بالمقارنة مع فعاليتها في الأزمات السابقة، كما في عدوان تموز عام 2006 وأحداث نهر البارد عام 2007 والأزمة السورية عام 2011، حين كانت هذه المؤسسات نشطة وفعّالة في تقديم المساعدات للنازحين بسرعة، و«يُعدّ تدخّل هذه المؤسسات في ظلّ الأزمة الراهنة رغم حدّتها، صفراً عالشمال»، على حدّ تعبير الأمين. ويلفت إلى أنه «بعد مرور شهر على العدوان، ورغم الوعود التي قطعتها المنظمات في الأيام الأولى بتقديم الدعم خلال 72 ساعة، لم يُسجّل أي تدخل فعلي، وإحدى هذه المؤسسات تلقّت تمويلاً بـ4000 فرشة، لكنها مُنعت من توزيعها رغم مضي أكثر من 16 يوماً على تسلّمها، ما يثير التساؤلات حول وجود تدخلات سياسية في عمل الجمعيات في هذه الحرب».
إذاً، جميع الخدمات المقدّمة والجهود المبذولة لإغاثة النازحين في مخيم البداوي هي «من الناس وإلى الناس، واستطاعت تلبية 90% من حاجات أهلنا الوافدين، من توفير المستلزمات الأساسية للمنازل، حيث تمّ توزيع أكثر من ألف فرشة، بالإضافة إلى الأغطية والوسائد، إلى جانب أكثر من 30 ألف قطعة ملابس، وأثاث منزلي، وحليب للأطفال، وحفاضات للمسنّين والصغار، وأدوات تنظيف، كما تمّ تقديم مبالغ مالية للنازحين». على الصعيد الصحي، «تمّ تجهيز مركز صحي في النادي يقدّم خدمات الإسعافات الأولية والرعاية الصحية العامة، بالتنسيق مع أطباء من طرابلس متخصصين في مجالات مختلفة مثل أمراض الدم، والأطفال، والصحة العامة، إضافة إلى وجود صيدلانية، وتشمل هذه الخدمات توفير أدوية بديلة واستشارات طبية». أما لجهة المساعدات الغذائية، فأشار الأمين إلى «تأمين الحصص الغذائية، و1900 وجبة ساخنة يومياً، بالإضافة إلى التعاون مع بعض الجهات لتأمين خدمات المياه والكهرباء والإنترنت والستالايت مجاناً».
«بلا أي منّية، ولردّ جزء من دَيْن الدفاع عن قضيتنا، فإن أقلّ الوفاء أن نحمي ظهورهم ونحتضن عائلاتهم»، بهذه الكلمات يعلّل أهالي مخيّم البداوي لهفتهم لمدّ يد العون إلى النازحين في مختلف جوانب الحياة. من جهته، يرى أحد النازحين في المخيم أنه «ما من داعٍ ليخبرنا أهالي المخيم أننا في وحدة حال فأفعالهم تبرهن ذلك، وخدماتهم تخطّت تأمين الحاجات الأساسية إلى تطويع سياراتهم لنقلنا إلى أي مكان نحتاج إلى الذهاب إليه، كما عرضوا علينا أخذنا للتنزه لتخفيف الضغط عنا وعن أطفالنا».