جعجع يريد الرئاسة ثمن “الشراكة في النصر”!
جاء في الأخبار:
احتفاء القوات اللبنانية الاستعراضي بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، يكاد يوحي وكأنّ «قوات الصدم» كانت على رأس الفصائل المسلحة التي دخلت إلى دمشق الأحد الماضي، إذ حوّلت القوات سقوط الأسد إلى إنجاز شخصي، فنشر جيشها الإلكتروني وسم «ما بصح إلا الصحيح» وصوراً تحمل عبارة «سقط الطاغية وبقيت القوات»، وجاب أنصارها الشوارع في مسيرات، رافعين أعلام حزبهم ومستذكرين أن سمير جعجع تنبّأ بسقوط الأسد… قبل 13 عاماً فقط!
وكعادة معراب في حرق المراحل، أطلّ رئيس القوات اللبنانية، الأحد، من معراب محذّراً المقاومة من أن «اللعبة انتهت»، ممهلاً إياها أياماً لتسليم سلاحها… قبل أن ينزل إلى الدبكة. تفرّغ جعجع لحزب الله، فيما تولى أنصاره فتح النار على التيار الوطني الحر بملف المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا بإطلاق حملة اتهامات لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون بالتخلي عنهم، مستخدمين معلومات مغلوطة وفبركات لم تؤدّ سوى الى نكْء جروح عائلات المفقودين واضطرار بعضها إلى إصدار بيانات نفي لهذه الأخبار. فيما ذكّر النائب غسان عطالله جعجع الذي «يدبك ويدّعي بأنه شريك في نصر لا يعرف تداعياته على لبنان»، بـ«أنّك كنت حليف نظام الأسد عندما هجم على الشرعية عام 90 وساندته بالمدفعية، واحتفلت مع النظام السوري بالانتصار، وزرت الأسد عام 94 معزياً مع وفد كبير، فلماذا لم تكلّف خاطرك وتسأل عن المفقودين؟».
أما بيت القصيد من هذا كله فسرعان ما ظهر على ألسنة نواب معراب وحاشيتها ممن ألهبت الأحداث في سوريا حماستهم فنطقوا بما يضمره رئيسهم. هكذا، أعلن الوزير القواتي السابق ريشار قيومجيان «أننا ندرس كقواتيين إمكانية ترشيح الدكتور سمير جعجع للرئاسة، وإن كان هو لم يأخذ قراره بعد. فهو في الأساس مرشّح بديهي ويمتلك أفضل المواصفات. وبطبيعة الحال أسهمه ارتفعت اليوم، ومتى اتُّخذ القرار داخل القوات اللبنانية سيُعلن جهاراً». فيما اعتبرت النائبة غادة أيوب أنه لم يبق في الميدان الرئاسي إلا جعجع، بعدما «فقد المرشح الرئاسي سليمان فرنجية نظام الأسد والأمين العام السابق لحزب الله وبالتالي فقد الركيزة التي كانت تُعتمد للإتيان برئيس يحمي ظهر المقاومة»، متجاهلة أن حلفاء جعجع أنفسهم أكّدوا أمامه في معراب وخارجها رغبتهم بالسير بمرشح توافقي.
في المقابل، بدا حزب الكتائب أكثر رصانة وواقعية في معالجة موضوع المفقودين مقارنة بالشعبوية القواتية، إذ وجّه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل سؤالاً خطياً إلى الحكومة اللبنانية حول التدابير العاجلة المطلوبة لمعرفة مصير اللبنانيين المعتقلين والمخفيّين قسراً في سوريا، مشدّداً على ضرورة تحرك الحكومة اللبنانية بشكل فوري ومكثّف لتحديد مصير اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية، وسأل عن آلية عمل الحكومة وتنسيقها مع المنظمات الدولية والخطة التي وضعتها لتفعيل عمل الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيّين قسراً.