لبنان

حميّة في مؤتمر عن “أعادة الإعمار” في “بيت المهندس”: ننطلق بشفافية وسرعة الإنجاز والمهندسون أساسيّون فيها

نظمت رابطة المهندسين الانشائيين في التنظيم المدني في نقابة المهندسين في بيروت، مؤتمرا في “بيت المهندس” في بئر حسن، بعنوان “إعادة الاعمار – خطة ام قرار”، برعاية وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال علي حميه وحضوره ورئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين ونقيب المهندسين في بيروت فادي حنا، المدير العام للتنظيم المدني علي رمضان وأعضاء من مجلس النقابة ورؤساء اتحادات بلديات الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، وخبراء اختصاصيين في مشاريع “وعد” وإعادة اعمار مخيم نهر البارد ومحيط مرفأ بيروت.

بشير

بعد النشيد الوطني افتتاحا وكلمة عريفة الاحتفال مي غريب، تحدث امين سر الرابطة سامر بشير، فرأى اننا “امام تحد في مناطق الجنوب الامامية التي كانت تعيش في تاريخها بنواة ضيعة قديمة تطورت وكبرت”، وقال: “ان عملية إعادة الاعمار من دون قانون او السماح بالبناء من دون ضوابط هي مسألة خطرة جدا، يجب ان نضع رؤية لأنه من دون ذلك قد تتحول عملية الاعمار الى مبان عشوائية، بينما هناك في المقابل مدن منظمة لدى العدو وبناء منظم وطرقات ومساحات خضر واضحة صريحة”، واوضح اننا “بحاجة الى تنمية مناطقنا وادارتها على كل المستويات بما فيها العمران لان بذلك نقطة تحد في مواجهة العدو”.

ابراهيم

وأكد رئيس الرابطة مصطفى إبراهيم ان المؤتمر “محطة تفتح فيها الآفاق مع السلطات المحلية من بلديات ومؤسسات حكومية وعلى جوانب مختلفة إعادة الاعمار والعوائق والفرص التي ستواجهها”، ورأى انه “عدوان غير مسبوق نتطلع من خلال هذا المؤتمر لنتشارك معا في إعداد تصور شامل لان حجم الدمار كبير”.

ثم قدم ابراهيم لمحة تاريخية عن النكبات التي تعرض لها لبنان والحروب والدمار وما تلاه من نزوح الداخلي وما تسبب من اضرار على المساكن والخدمات”، وسأل: “الا يتطلب ذلك خطة من جيل جديد وذاكرة جماعية؟”.

علي حسن

ثم تحدث رئيس المهندسين المعماريين الاستشاريين – الفرع الثاني بسام علي حسن عن مهام نقابة المهندسين لجهة انها نقابة مهنية علمية إدارية اجتماعية من غاياتها القيام بالدور البناء في مجال الاعمار والاجتماع، ورأى ان “إعادة الاعمار بعد الحرب تعد من أبرز التحديات التي تمارس مجتمعات بحيث يجتمع فيها البعد الإنساني مع الضروريات والمتطلبات التقنية”.

وختم داعيا الى “تقويم الاضرار والحفاظ على التراث العمراني والامن الثقافي وتخطيط المدن والتنمية والمستدامة والتعاون مع المجتمع الدولي ان إعادة الاعمار هو خطة مبنية على قرار”.

حنا

واستهل النقيب حنا كلمته بالاشارة الى انه “في الجنوب اليوم هناك أكثر من 160 ألف نازح لم يدخلوا مناطقهم او منازلهم بعد، كما وان هناك أكثر من 37 قرية ومنطقة ممسوحة عن الأرض، وسقط ما يقرب الستين مهندسا شهيدا هم بمثابة اخوة لنا، كنا نتواجد واياهم قبل هذه الحرب المشؤومة ولنا مع كل واحد منهم ذكريات مهنية وشخصية، سقطوا وهم يؤدون واجباتهم المهنية او العملية او كانوا متواجدين مع عوائلهم في قراهم وبلداتهم او مدنهم”.

وحيا النقيب حنا “رابطة المهندسين الانشائيين على تنظيم هذا المؤتمر العلمي القيم”، كما حيا الوزير حمية ورمضان “لأننا عملنا سوية في انجاز سلسلة قرارات تتعلق بالمهنة وحركنا المياه الراكدة لان النقابة كانت شبه مجمدة”.

اضاف: “انا اليوم ومن مبدأ التخطيط وليس الانتظار، نقيب كل المهندسين في لبنان نقيب المهندسين الذين استشهدوا والذين لا يزالون على قيد الحياة. فمنذ اليوم الأول للحرب اتخذنا قرارا بوقف الرسوم المتعلقة في مناطق الحرب وبألا يدفع قرش واحد في النقابة ولسنا بحاجة لاي قرار آخر، لا عن المجلس النيابي ولا عن مجلس الوزراء لأننا لسنا بحاجة لاحد، فهذا واجبنا الأخلاقي ومن البديهي ان نقوم بهذه الخطوة”.

وتابع: “لقد اتخذنا قرارا في مجلس النقابة بإعطاء قسم من “كوتا” للمهندسين، إفساحا في المجال لإعمار الأبنية المهدمة والانغماس بالعمل، فذلك هو حق لهم ونحن على قناعة ان لا أحد بإمكانه ان يعمر لبنان غير المهندسين اللبنانيين. ولا يجب ان يفسح في المجال لاحد غير المهندسين اللبنانيين، ان كان في المقاولة او العمل او التخطيط او التنظيم لأن لدينا كفايات كبرى سبق وعمرت كل دول العالم”.

واردف: “الحرب اليوم ليست على الجنوب او البقاع او الضاحية فقط بل على كل لبنان، لذلك على كل المهندسين من كل الطوائف والأحزاب ان يتكاتفوا لإعمار بلدهم”، وقال: “عندما نتحدث عن الخطة او القرار، يعني هناك مشكلة البيضة قبل الدجاجة او العكس. انا أقول هي خطة وقرار بالوقت نفسه، خطة للعمل عليها وقرار يجب تنفيذه بشفافية، لان همنا الأول والأخير ان تعود الناس الى بيوتها، وهم ينتظرون ذلك بفارغ الصبر، هذه الفرصة ليعودوا الى عبق الحديقة الملاصقة لمنزلهم في القرية او البلدة التي هجروا منها”.

ولفت الى انه “في كل تنفيذ هناك أخطاء وهذه مسألة طبيعية، وسبق لي وتحدثت مع الوزير حميه وقلت له بانني لست راض عن لجان المسح من دون مهندسين، لان السؤال البديهي، أي سلامة عامة من دون المهندسين؟ لكن عندما أرى في الاجتماعات الأخيرة مع معاليه ان العمل هناك على آلية عمل جيدة فهذه مسألة مشجعة، نحن بدورنا كنقابة مهندسين علينا ان نحفظ حقوق المهندس ودورنا ان نساعد البلديات، من البداية نحن نعمل في هذه الملفات ونظمنا عبر الفرع الأول محاضرات وندوات كما نظمنا مع وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى مؤتمرا الأسبوع الماضي. يجب ان يكون لكل المهندسين دور في الاعمار ومن صلب مهام النقابة إلقاء الضوء على الأخطاء، من هنا نضع أيدينا بيد كل فرد في هذه القاعة”.

وتوجه حنا الى الوزير حميه قائلا: “دورنا ان نكون الى جانبكم وترانا نركض قبلكم، المهندس ليس فقط شريك انما هو قريب وأكثر. من مهامه تسريع إعادة الاعمار خصوصا وان جذورنا ثابتة في الأرض وضاربة عبر التاريخ. يجب ان نعمل ليبقى لبنان، ونحن على ثقة بمعالي الوزير وبالتنظيم المدني لنسرع إعادة الاعمار وهنا يكون الانتصار الحقيقي”.

حميه

بدوره، لفت الوزير حميه الى ان “عملية إعادة الاعمار بالنسبة لنا واجب على الحكومة اللبنانية، وبناء عليه، تم رسم خططا واتخذت على أثرها قرارات وزارية حتى نصل الى مرحلة يعود فيها أهلنا الى بيوتهم سالكين وآمنين”، وقال: “منذ اليوم الأول نحن كوزارة اشغال عامة ونقل لم نتفرد بأي قرار، لا بل على العكس. كل القرارات كانت لمصلحة اللبنانيين، بدءا من مرفأ بيروت الذي انتقل من حالة الى حالة الى مرفأ طرابلس، لم نكن نملك ليرة واحدة عندما وصلنا الى الوزارة لننفقها على ردم حفرة، وفي تموز 2022 بوشر العمل بقانون الشراء العام الذي ألغى القوانين القديمة التي كانت تجيز للوزارات على الأقل وفق بعض الأمور المالية معالجة مسألة السلامة العامة، فالتزمنا بقانون الشراء العام”.

اضاف: “لقد تم وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي وكان هاجس الموضوع ركيزتين أساسيتين وهما الشفافية والسرعة في الإنجاز. فأنا لا يمكنني ان انتظر اجتماعات ورسم خطط وادخل في غياهب النسيان ولا ننجز أي شيء. الجلسة التي عقدت في صور في 7 كانون الأول الماضي اتخذت قرارات مبدئية عملانية وحددت الدولة ان تكون مسؤولة عن التنفيذ، من مجلس الجنوب الى هيئة العليا للإغاثة الى اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية واتخذت قرارات للتمويل وعملية مسح الاضرار للمباني السكنية وغير السكنية ثم عملية إعادة الاعمار”.

واوضح ان “عملية رفع الركام تمت عبر دفتر شروط موحد، لأول مرة في تاريخ الدولة اللبنانية هناك دفتر شروط موحد لـ3 جهات متعددة. قبل العطلة طلبنا ان تكونوا معنا في مسح الاضرار وفي آلية وقيمة المساعدات في الوحدات السكنية وغيرها”، لافتا الى ان “هناك دور كبير جدا للمهندسين في عملية مسح الاضرار، فالمهندس هو عصب أساسي في وزارة الاشغال، ولا يمكننا العمل من دونه، وكان الموقف السياسي ارسال رسالة إيجابية لاهلنا بانه لا يمكن للحكومة ولا لوزارة الاشغال انجاز تلك المهام من دون المهندسين”.

وختم مؤكدا اننا في وزارة الاشغال “جاهزون لتطبيق اي امر تراه نقابة المهندسين انه يصب في مصلحة البلد وضرورة اشراك المهندسين في عملية إعادة الاعمار لان لديهم الخبرات”، داعيا النقابة لتسليمه توصيات هذا المؤتمر، “شرط ان تكون واقعية وتتضمن سرعة في الإنجاز لنحتكم الى رؤيتكم، واعتبروها طبقت. لان لا مفر من التعاون في العمل سويا، فنقابة المهندسين هي العمود الفقري للعمل الهندسي في لبنان”.

محاضرات

ثم عقدت محاضرات ليومين، تحدث فيها رؤساء اتحادات بلديات الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع وخبراء اختصاصيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى