لبنان

فوضى عارمة على الحدود الشمالية: تهريب بضائع وأشخاص وأسلحة!

كتبت نجلة حمود في الأخبار: 

فوضى عارمة تسيطر على القرى والبلدات الشمالية في غياب أي رقابة. فمنذ سقوط النظام السوري السابق، باتت الحدود الشمالية مشرّعة أمام كل أنواع التهريب في الاتجاهين، إن عبر المعابر الشرعية المقفلة رسمياً والتي يجري العبور بجانبها منذ إغلاقها بسبب القصف الإسرائيلي، أو عبر المعابر غير الشرعية التي تربط بين البلدين.

عمليات التهريب تجري بشكل علني وفي وضح النهار، إذ تقفل الشاحنات منذ ساعات الصباح الأولى الطرق المؤدية إلى بلدات الدريب الأعلى (شدرا ومشتى حسن ومشتى حمود، ومنها إلى وادي خالد)، ما يؤدي إلى ازدحام خانق يعطّل الحياة اليومية لأهالي هذه القرى التي لا تصلح طرقاتها لمثل هذه الحركة النشطة. اللافت أن الشاحنات المحمّلة بالبضائع تمر بحاجز للجيش اللبناني في بلدة شدرا، ينحصر دوره، في ظل غياب قرار رسمي بمنع التهريب، بتسجيل البيانات الخاصة للشاحنات التي تدخل إلى الأراضي السورية وتصل إلى طرطوس واللاذقية وحمص وحماة من دون أي عراقيل على طرفَي الحدود، وخصوصاً من الجانب السوري الذي كان يعمد سابقاً إلى ضبط الحدود من جانبه.

من حاجز شدرا إلى مشتى حسن ومشتى حمود ووادي خالد، تواصل مئات الشاحنات طريقها إلى المعابر الحدودية غير الشرعية، وأكثرها نشاطاً هذه الأيام، معابر جسر الأسود، الخط الغربي، معابر خط البترول (الحج عيسى، شهيرة، وأبو جحاش)، وادي الواويات، ومعابر حنيدر.
وقالت مصادر متابعة لـ «الأخبار» إن ما تشهده المنطقة الحدودية عبارة عن سوق حرة يجري فيها تبادل مختلف أنواع السلع. فالشاحنات تدخل إلى سوريا محمّلة بالباطون والمحروقات على أنواعها، وتعود إلى لبنان محمّلة بالخضر والخردة، ناهيك عن تهريب السلاح الذي نشط بشكل لافت بعد سقوط النظام. وتجدر الإشارة إلى أن الأمن العام السوري في طرطوس أعلن أمس إحباط عملية تهريب أسلحة وصواريخ إلى لبنان.

تفاقم عمليات التهريب أدّى إلى تزايد الإشكالات الأمنية في وادي خالد، وآخرها مقتل شاب من آل رجو من منطقة خط البترول، على خلفية إشكالات مع مهرّبين، إضافة إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلان نتيجة اشتعال محطة محروقات أثناء تعبئة غالونات بنزين معدّة للتهريب.

أما في ما يتعلق بتهريب الأشخاص، فـ«حدّث ولا حرج»، إذ يعبر المئات يومياً إلى لبنان، عند مقلبي النهر، بشكل طبيعي ومن دون أي إشكالات، فيما انتعشت حركة السماسرة والمهرّبين الذين يسهّلون نقل العائلات السورية في اتجاه الداخل اللبناني. والأمر نفسه ينطبق على منطقة جبل أكروم حيث يعبر عشرات السوريين حاجز السهلة يومياً من دون أي عقبات.
وأكّدت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أن «العديد من المهرّبين يعمدون إلى تمرير الركاب في السيارات ليلاً عبر الحواجز الأمنية مقابل كلفة مرتفعة أضعافاً عن كلفة أولئك الذين يعبرون سيراً على الأقدام».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى