لبنان

أهالي الناقورة يعودون إلى «بلدة أخرى»: «بروفا» ليوم العودة الكبير

كتبت آمال خليل في الأخبار: 

استبق أهالي الناقورة أمس انتهاء مهلة الستين يوماً، فزاروها لساعات عدة بعد استجابة الجيش اللبناني لطلبهم. منذ الصباح الباكر، اصطفّت طوابير السيارات أمام حاجز الجيش في الحمرا، عند مفرق البياضة. دقّق الجنود في أسماء الداخلين التي سُجّلت سابقاً، قبل أن يتحرك الموكب بمواكبة من الجيش إلى «ناقورة أخرى»، مختلفة تماماً عن تلك التي زاروها في اليوم الأول لوقف إطلاق النار. من بين القادمين من يزورون بلدتهم للمرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل عام ونصف عام، فيما آخرون ممن واظبوا على زيارتها كلما سنحت لهم فرصة هدنة أو على هامش تشييع شهيد. الحاجّة هيام عواضة حوّلت الركام عند مدخل منزلها المدمّر إلى «كافيه» استقبلت فيه الضيوف على فنجان قهوة أعدّته فوق الحجارة. عند إعلان وقف إطلاق النار، في 27 تشرين الثاني الماضي، كان التدمير يطاول 35% من البلدة، «قبل أن يصل في الشهرين الماضيين إلى 90%» بحسب رئيس البلدية عباس عواضة. فبعد عشرين يوماً من وقف النار، احتلت إسرائيل الناقورة التي لم تتمكن من دخولها حرباً خلال ساعتين فقط، وطوال شهر ونصف شهر، جرفت المنازل والطرقات والبساتين وفجّرت المنازل والمنشآت، وغيّرت معالم البلدة التي تحتضن قوات حفظ السلام منذ عام 1978.

في وسط البلدة، قطع جندي الطريق أمام المارة لنقل صاروخ غير منفجر من مخلّفات العدوان. يشير الضابط إلى الصاروخ كمبرّر لعدم السماح للأهالي حتى الآن بالعودة الدائمة رغم انتشار الجيش منذ أكثر من أسبوعين، إذ إن فوج الهندسة لم يكشف على جميع البيوت التي دخل جنود الاحتلال إلى غالبيتها. بعض أهالي الشهداء تحيّنوا فرصة الزيارة لتفقّد المواقع التي سقط فيها أبناؤهم خلال المواجهات التي منعت إسرائيل من التقدم نحو الناقورة طوال شهرين من التوغّل البري.
التجريف والتخريب طاولا روضة الشهداء عند مدخل البلدة الغربي حيث اقتلعت أسنان الجرافات شواهد القبور. بين البيوت، في أحياء العين والطباسين والمدرسة، تفوح رائحة زهر شجر الليمون من بساتين الحمضيات التي تزدان بها الناقورة رغم أعمال الجرف وقطع الأشجار التي نفّذتها قوات الاحتلال. في تلك الأحياء، صعبت على البعض معرفة موقع منزله. وقفت صبية تعاين البحر من فوق ركام حارتها، وهي تحاول البحث بين الركام عن أيّ ذكرى. والدتها كانت تبحث عن الصحون وفناجين القهوة، فيما انشغل الوالد في البحث عن أوراق تسجيل السيارة. كثر رفعوا صور السيد حسن نصرالله فوق الركام مؤكدين «أننا سنعود ونعيد تشييد منازلنا قريباً بعد يوم العودة الكبير».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى