تأليف الحكومة: الامتحان الأبرز بعد الأوامر الأميركية
![](https://ertikaznews.com/wp-content/uploads/2025/02/d365tech-2025.02.08.08.47-780x470.jpeg)
جاء في الأخبار:
دخل تأليف الحكومة في لبنان الامتحان الأهم لمدى استعداد القوى السياسية للوقوف في وجه الأوامر الأميركية التي نقلتها أمس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس.
ورغمَ أن السياق الذي يسير فيه تشكيل الحكومة لم يبدُ متأثّراً، مع استمرار المداولات والمفاوضات حول الوزير الشيعي الخامس، تخوّفت مصادر بارزة من تداعيات كلام أورتاغوس على المشهد الحكومي ككل، إذ قد تتأثّر بعض القوى السياسية أو الأسماء التي قُرّر توزيرها بالموقف الأميركي، فإما تنسحب أو تتخذه ذريعة للتصعيد والضغط على رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام للتراجع عن إشراك حزب الله في الحكومة.
وفي انتظار ما سيترتّب على زيارة أورتاغوس، خصوصاً بعدَ لقائها اليوم بسلام والرئيس نبيه بري، تواصلت المفاوضات الحكومية طوال يوم أمس، وتسلّم بّري من سلام أسماء لاختيار الوزير الشيعي الخامس، من بينها اسم الوزير السابق ناصر السعيدي الذي وافق عليه بري. إلا أن السعيدي الذي أصرّ بداية على تسلم حقيبة الاقتصاد عادَ واعتذر، ونُقل عنه أنه «بعد تفكير جدّي وجد أن دخوله إلى الحكومة لن يفيده»، مشيراً إلى أن «عمله خارج لبنان في مجال الاستشارات المالية يؤمّن له مدخولاً سنوياً كبيراً، وبالتالي فإن حكومة لا يتجاوز عمرها أكثر من عام ونصف عام لن تفيده، خصوصاً أن وضع البلد ليس في صالحها».
والتقى سلام رئيس الجمهورية جوزيف عون بعدَ الجلبة التي أثارتها التصريحات الأميركية. وعلمت «الأخبار» أن بري انضم إلى اللقاء عبر الهاتف، وجرى البحث في العقد المتبقية، والاتفاق على إرسال أسماء جديدة إلى رئيس المجلس كي يختار منها. وقالت مصادر مطّلعة إن «سلام أرسل بعد الظهر إلى عين التينة 3 أسماء جديدة، من بينها الأكاديمي عدنان الأمين»، لكن برّي استمهل إلى اليوم، ورجّحت مصادر مطّلعة أن يعطي برّي جوابه قبلَ اجتماعه بأورتاغوس.
ودخلت فرنسا أمس على خط التشكيل، عقب تصريحات الموفدة الأميركية. فأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن لباريس «ثقة كاملة في قدرة السلطات في لبنان على تشكيل حكومة تمثّل كل طوائف الشعب اللبناني». وقال متحدّث باسم الخارجية الفرنسية رداً على سؤال حول تصريحات أورتاغوس إن «باريس تأمل أن يجد رئيس الوزراء المكلّف وسيلة لحل المأزق».
من جهته، أعلن رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي «أننا لا نقبل بأن نكون في حكومة أولاد ست أو أولاد جارية»، و«إمّا أن تُطبّق المعايير نفسها على الجميع أو لا تكون». واعتبر باسيل أنّ «رئيس الحكومة المُكلّف أعطى بعض الأفرقاء ما يريدون من حصص وزارية وكان ذلك واضحاً، وأخذ القرار بالتسمية عن السنّة والمسيحيين»، مؤكداً «أنّنا لا نقبل بأن يسمي أحد عنا ممثّلينا وبأن نأخذ أقل من حجمنا، وهذا حق الناس الذين نمثّلهم».