عربي و دولي

مفاوضات القاهرة أمام طريق مسدود: مصر تنشّط دبلوماسيتها

الأخبار- القاهرة |

تواجه المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تعقيدات متزايدة، يبدو معها وكأنها وصلت إلى طريق مسدود، وهو ما سيلقي بظلاله على القمة العربية الطارئة التي تستضيفها القاهرة غداً، والتي ستبحث، من بين أبرز الملفات على طاولتها، خطة إعادة إعمار القطاع. وعلى الرغم من تلك الصعوبات، تعمل مصر على تنسيق الجهود الدبلوماسية مع الأطراف الفاعلة، وعلى رأسها الولايات المتحدة وقطر، للضغط على إسرائيل للالتزام بتعهّداتها، وذلك وسط مساعٍ لتثبيت الهدنة وضمان انسحاب إسرائيل الكامل من غزة، وبروز رفض تام للضغوط الإسرائيلية الهادفة إلى تعديل تفاصيل الاتفاق.

ويسبق القمة، التي ستشدد على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار كشرط أساسي لتنفيذ أي مخطط لإعادة إعمار غزة، اجتماع لوزراء الخارجية العرب، ينعقد اليوم. وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أمس، الانتهاء من الخطة المصرية – العربية المقترحة لإعادة الإعمار، مشيراً إلى أنه سيتم عرضها على القادة العرب خلال القمة، مضيفاً، في مؤتمر صحافي مشترك مع مفوّضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط، دوبرافكا شويكا، أنه «يجب أن تقر القمة هذه الخطة أولاً قبل عرضها على أي طرف أجنبي». وترتكز الخطة المصرية على ثلاثة محاور رئيسية، الأول مرتبط بوقف إطلاق النار الكامل – والذي من دونه لا يمكن تنفيذ أي مشروع لإعادة الإعمار – ورفض تهجير الفلسطينيين؛ والثاني متصل بإدارة اليوم التالي في غزة بعد انتهاء الحرب، والثالث متعلق بدعم المؤسسات الفلسطينية ومنع التدخلات الخارجية والتي قد تعرقل إعادة الإعمار.

وتأتي هذه التطورات فيما أوقفت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، في خطوة دانتها القاهرة، ووصفتها بأنها استخدام «للتجويع كسلاح» ضد الفلسطينيين، مطالبة المجتمع الدولي بفرض ضغوط على إسرائيل لاحترام التزاماتها ضمن اتفاق الهدنة، بحسب بيان رسمي للخارجية المصرية. وفي حين يستمر إغلاق معبر رفح لليوم الثاني على التوالي، في ظلّ عدم إدخال أي مساعدات إلى القطاع، تعوّل مصر على الضغوط التي سيتم تسليطها في الأيام المقبلة سواء من قِبل الإدارة الأميركية أو أطراف أوروبية. ويقدّر مسؤولون مصريون، في حديثهم إلى «الأخبار»، قدرة القطاع على الصمود، وفقاً للكميات التي جرى إدخالها في الفترة الماضية، بـ«ما بين أسبوع وأسبوعين»، لافتين إلى أن «التصعيد الإسرائيلي يأتي كمحاولة للضغط الشديد على المقاومة من أجل القبول بالمقترح الإسرائيلي الذي يعتمد بشكل أساسي على تمديد المرحلة الأولى، من دون الانتقال إلى المرحلة الثانية التي يفترض أن تتضمن وقف الحرب».

ويقول أحد المصادر إن الاتصالات مع واشنطن في هذا السياق «لا تزال مستمرة»، وإن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويكتوف، قد «يصل في أقرب وقت ممكن»، مشيراً إلى أن «الباب مفتوح بالكامل أمام احتمال تجدّد التصعيد في الوقت الحالي، في ظل التلويح الإسرائيلي بعودة القتال مرة أخرى، وهو أمر لم تتحرك واشنطن لمنعه بشكل فعلي حتى الآن». ويعتقد المسؤولون المصريون بأن مآل الأمور سيكون مرهوناً بـ«التفاعلات في الداخل الإسرائيلي ومدى قدرة أهالي الأسرى الإسرائيليين بشكل أساسي على الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى