في أطول خطاب لرئيس أميركي.. ترامب: يجب وقف الجنون في أوكرانيا والأولوية للاقتصاد

ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليل الثلاثاء، خطاباً استغرق ساعة و40 دقيقة، ليصبح بذلك أطول خطاب على الإطلاق يلقيه رئيس أميركي خلال جلسة مشتركة للكونغرس.
وحطّم خطاب الرئيس الجمهوري الرقم القياسي السابق الذي سجّله الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون في خطابه عن حالة الاتحاد عام 2000.
وهاجم ترامب، في خطابه أمام الكونغرس، الإدارة الأميركية السابقة، محمّلاً إياها مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدل التضخم في البلاد.
واستعرض ترامب، في خطابه، رؤيته للتعامل مع العناوين الإشكالية المطروحة على الساحة الأميركية من الحرب الروسية- الأوكرانية إلى الاقتصاد والهجرة والجندرية.
وأكّد ترامب سعيه المستمر “بلا كلل لإنهاء الصراع الوحشي في أوكرانيا، حيث قتل أو جرح ملايين الأوكرانيين والروس بلا داع في هذا الصراع المروع”.
وأشار إلى أن “2000 شخص يقتلون كل أسبوع في الحرب بين أوكرانيا وروسيا”، مضيفاً “حان الوقت لنوقف الجنون والقتل والحرب غير المنطقية في أوكرانيا”.
وانتقد الرئيس الأميركي الإدارة السابقة التي أرسلت “مئات المليارات من الدولارات لدعم دفاع أوكرانيا”، إذ خصص الرئيس السابق جو بايدن “أموالاً للمعركة في أوكرانيا أكثر مما خصصت أوروبا”، التي “أنفقت، مع الأسف، أموالاً أكثر على شراء النفط والغاز الروسيين مما أنفقته على الدفاع عن أوكرانيا بفارق كبير”.
وشدّد على أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “يقول إن أوكرانيا مستعدة لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة”.
واتّهم ترامب بايدن بفتح الحدود وإحضار الأجانب إلى المستشفيات والمدارس، ما أدى إلى تدمير مناطق بأكملها.
وقال إن إدارته أطلقت “أشد حملة صارمة على الحدود والهجرة في تاريخ أميركا”، وهو ما انعكس في انخفاض عدد “المتسللين غير الشرعيين إلى الحدود”، بحسب ترامب.
وأضاف: “بينما نستعيد سيادتنا يجب أن نعيد النظام والقانون إلى مدننا”، معلناً انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من مجلس حقوق الإنسان “المعادي لأميركا” بحسب وصفه، واتخاذه إجراءات تهدف إلى “الاستعادة الحس السليم، والأمان، والتفاؤل، والثروة في جميع أنحاء أميركا”.
وعن الأزمة الاقتصادية المتصاعدة في الولايات المتحدة قال ترامب إنّ إدارته ورثت من سالفتها “كارثة اقتصادية، وكابوس التضخم، وأدت سياساتها إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وزيادة تكلفة المواد الغذائية”.
وأشار إلى أنّ “الإدارة السابقة خفضت عدد عقود إيجار النفط والغاز الجديدة بنسبة 95%، وأبطأت بناء خطوط الأنابيب، وأغلقت أكثر من 100 محطة طاقة”.
ووضع ترامب إنقاذ الاقتصاد الأميركي، ضمن أهم أولوياته، فـ”بسبب سياسات الإدارة السابقة، أعلنت في أول يوم لي في المنصب حالة الطوارئ الوطنية للطاقة”.
واعتبر الرئيس الأميركي في خطابه أنّ “أحد أهم محاور معركتنا لهزيمة التضخم هو خفض تكلفة الطاقة بسرعة”، كاشفاً عن عمل إدارته “على إنشاء خط أنابيب ضخم للغاز الطبيعي في ألاسكا، سيكون من بين أكبر خطوط الأنابيب في العالم”.
وفي مسألة الرسوم الجمركية، شدّد ترامب على أنّه سيفرض رسوماً وضرائب متلائمة على كل من يفعل ذلك بالمثل بحق الولايات المتحدة”، وهو ما ستجني أميركا من خلاله تريليونات الدولارات، وتخلق فرص عمل لم تشهدها من قبل قط، كما عبّر.
وأعلن أن شهر نيسان/أبريل الآتي سيكون تاريخ دخول “الرسوم الجمركية حيز التنفيذ على بضائع الدول التي تفرض رسوماً على الولايات المتحدة الأميركية”، وفي المقابل، ستقوم إدارته “بتخفيض الضرائب على السيارات المصنوعة في أميركا”، كما ستكون سياسته التجارية “رائعة للمزارعين الأميركيين”.
وقال ترامب إنه وقّع أمراً بـ”وقف تمويل أي مؤسسة تعمل للترويج للأيديولوجيات المتعلقة بالتحول والتغيير الجندري”، مضيفاً “نريد التخلص من السموم في الطعام، وحماية أطفالنا من الأمراض، والأيديولوجيات السامة في المدارس والانتماء الجندري”.
مؤكداً عدم قبول مشاركة الرجال في الرياضة النسائية، وإصداره قراراً يمنع ذلك.
وخلال إلقاء ترامب خطابه الطويل، طُرد برلماني ديمقراطي من قاعة مجلس النواب، بسبب إطلاقه صيحات استهجان خلال كلمة ترامب.
وما أن بدأ الرئيس الجمهوري بإلقاء خطابه حتى انبرى عدد من البرلمانيين الديمقراطيين إلى إطلاق صيحات استهجان لمقاطعته، وعندما تواصلت هذه الصيحات هدّد رئيس مجلس النواب بإخراج مطلقيها من القاعة إذا لم يكفّوا عنها، فرفض النائب المخضرم من ولاية تكساس آل غرين الاستجابة ووقف رافعاً عصاه وصاح بوجه الملياردير الجمهوري ليعمد عندها موظفو الكونغرس إلى مرافقة المشرّع الأسود إلى خارج قاعة مجلس النواب أمام ناظري ترامب.