لبنان

“بروفا” لعدوان إسرائيلي مؤجّل!

كتبت آمال خليل في الأخبار: 

قدّمت إسرائيل في اليومين الماضيين عرضاً عدوانياً هو الأوسع منذ وقف إطلاق النار في 26 كانون الثاني الماضي، وصعّدت اعتداءاتها، متذرّعة برصد سقوط صاروخين في مستعمرة المطلة قبالة كفركلا، انطلقا من يحمر الشقيف. وشنّ طيران العدو أكثر من ثلاثين غارة بين جنوب الليطاني وشماله وصولاً إلى البقاع الشمالي، حصدت ثمانية شهداء.

وبخلاف الاعتداءات السابقة منذ تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في 18 شباط الماضي، تعمّد العدو استهداف أبنية سكنية مأهولة بذريعة «ملاحقة هدف عسكري» كما حصل في تولين وصور والقليلة، واستهدف من زعم بأنهم عناصر في حزب الله. ومجدّداً، وجّه العدو رسائل حازمة بالنار إلى أهالي المنطقة الحدودية برفض عودة الحياة إليها. وكما في يارون وكفركلا سابقاً، استهدفت محلّقات معادية غرفاً جاهزة في الناقورة وشيحين صباح أمس.

من حولا إلى تولين وصور والقليلة وصولاً إلى النبطية وإقليم التفاح وجبل الريحان، استعاد الجنوبيون فصولاً من العدوان الإسرائيلي. القصف المدفعي والغارات المكثّفة أدّت إلى حركة نزوح محدود من الجنوب، وإلى تزوّد بالمؤن والوقود خوفاً من تصاعد الاعتداءات.

جولات العدوان الثلاث التي أدرجها العدو في إطار الرد على استهداف المطلة، أسفرت عن استشهاد كل من علي الرضا سلوم ومحمد شقير ووليد غنوي والطفلة السورية ديانا درويش جراء غارة استهدفت مبنى سكنياً في تولين. وفي غارة أخرى استهدفت مبنى في مدينة صور، استشهدت رانيا حوماني وصافي بحر. وبالتزامن مع غارة صور، استهدفت غارة مبنى مأهولاً في القليلة، ما أدّى إلى استشهاد رضوان عواضة وجرح آخرين. وفجر أمس، استهدفت مُسيّرة مقهى في عيتا الشعب ولدى حضور صاحبه حسن الزين بعد ساعات لتفقّده، استهدفته غارة أخرى، ما أدّى إلى استشهاده.

وفي إطار تغيير معالم الأراضي اللبنانية المحرّرة قبيل بدء الترسيم البري، توغّلت قوة إسرائيلية إلى وادي قطمون قرب رميش معزّزة بدبابات ميركافا وجرافات واستحدثت سواتر ترابية. ولفت بيان للجيش اللبناني إلى أن القوة «اجتازت السياج التقني ونفّذت أعمال تجريف في انتهاك للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن تعود إلى الداخل المحتل».

التحقيقات حول الصواريخ

ونشر الجيش اللبناني صوراً لثلاث منصات خشبية أُطلقت منها خمسة صواريخ من يحمر الشقيف باتجاه مستعمرة المطلة المقابلة لكفركلا على بعد حوالي خمسة كيلومترات. ووفق مصدر مطّلع، فإن صاروخين سقطا في المطلة، فيما سقط ثلاثة في محيط كفركلا.

وفيما لم تتبنّ أي جهة إطلاق الصواريخ، ونفى حزب الله مسؤوليته، أكّد الجيش أن العملية تمّت بوسائل بدائية. وأوقفت استخبارات الجيش اللبناني عدداً من العمال السوريين الذين كانوا بالقرب من موقع إطلاق الصواريخ. وأوضح المصدر لـ«الأخبار» أن الجيش أفرج عنهم بعد انتهاء التحقيقات التي أظهرت أن لا علاقة لهم بالعملية وأنهم يعملون في الأراضي المجاورة.

نوعية المنصات استحضرت لدى البعض، عمليات مشابهة كانت تنفّذها مجموعات فلسطينية من جنوب لبنان رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية.

لكنّ مصادر فلسطينية تحدّثت لـ«الأخبار» استبعدت مسؤولية الفلسطينيين «سواء بقرار منظّم أو فردي»، ولفتت إلى أن «لا مصلحة ولا جدوى من تنفيذ عملية مماثلة لا تفيد لا الشعب الفلسطيني ولا الشعب اللبناني في ظل الظروف الراهنة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى