نحو منازلة بلدية بين ثلاث لوائح في زحلة

جاء في الأخبار:
انتهت المفاوضات بين الكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف و«القوات اللبنانية» إلى الفشل في التوصل إلى تفاهم حول استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في زحلة، إذ «تبيّن أن القوات لم تكن ترغب في التوصل إلى تفاهم أو تحالف يجنّب المدينة مزيداً من الشرذمة، بل أرادت فرض مرشح تسمّيه هي، وتريد من بقية القوى الزحلاوية الالتحاق بها»، وفق مصادر مقرّبة من الكتلة الشعبية، لافتة إلى أن سكاف عرضت التفاهم على ولاية للمجلس البلدي يتقاسمها مداورة مرشحان تسمّي أحدهما «القوات» وتسمّي الكتلة الآخر، إلا أن معراب رفضت هذا الطرح.
وعلمت «الأخبار» أن سكاف عادت وطرحت اختيار مرشح من لائحة ضمّت أربعة مرشحين هم رئيس جمعية تجار زحلة المهندس زياد سعادة والمهندس زياد الترك ووديع فرح والمهندس عماد القاصوف، فيما حصرت «القوات اللبنانية» النقاش باسم المرشح المهندس شربل سكاف، ما قوبل برفض سريع من رئيسة الكتلة الشعبية التي اعتبرت الطرح غير توافقي و«مستفزاً».
وتؤكّد المصادر أن الأمور حُسمت بالافتراق الانتخابي، «إذ لا ترغب القوات اللبنانية بالتوافق، بل تريد فرض مرشحها بالقوة». واعتبرت أن «تلويح معراب بأن حصول مرشحيها على نحو 12 ألف صوت في الانتخابات النيابية الأخيرة يعطيها وحدها حق تسمية المرشح لرئاسة البلدية أمر غير منطقي، ويذكّر بحقبات سابقة من الفرض ولّت إلى غير رجعة».
ويلفت المعترضون على محاولات التفرّد «القواتية» إلى أن «حسبة أرقام الانتخابات النيابية الأخيرة كما يقدّمها القواتيون غير واقعية»، إذ إن التحالف الواسع الذي صاغته القوات اللبنانية يومها مع التيار الوطني الحر في ظل تفاهم معراب، وضمّ إليهما أيضاً كلاً من حزب الكتائب والنائب ميشال ضاهر والنائب السابق سيزار معلوف ورئيس البلدية الحالي المهندس أسعد زغيب، لم يحصد أكثر من عشرة آلاف صوت، أي ما نسبته 37% من أصوات المقترعين، فيما نالت لائحة الكتلة الشعبية وحدها حوالي 8 آلاف صوت بنسبة 29% من المقترعين.
ومع سقوط التوافق الزحلاوي، تتجه المدينة إلى منازلة بلدية بثلاث لوائح، إحداها مدعومة من «القوات اللبنانية» والثانية من «الكتلة الشعبية» والثالثة برئاسة زغيب.
ويبدو أن «القوات اللبنانية» كانت تطمح إلى مثل هذه الخريطة البلدية بهدف تشتيت أصوات خصومها. إلا أن ذلك لا يلغي الخشية «القواتية» من أن يصبّ كل خصومها في لائحة «الكتلة الشعبية» القادرة على استقطاب أبناء العائلات الزحلاوية وأصوات نحو 7 آلاف مقترع من الناخبين المسلمين في حوش الأمراء والكرك والمعلقة وزحلة وتعنايل، في ظل خلاف معراب مع تيار المستقبل، وخصومتها مع حزب الله.
كما أن مناصري التيار الوطني الحر أقرب إلى لائحة «الكتلة الشعبية»، خصوصاً أن خصومة شديدة تسود علاقتهم مع الرئيس الحالي للبلدية الذي يأخذون عليه دوره في إيصال عضو البلدية القواتي جوزف الجلخ إلى موقع نائب رئيس البلدية خلفاً للقيادي في التيار الوطني الحر المهندس أنطوان أبو يونس، إضافة إلى انحيازه إلى مشروع «القوات اللبنانية» في ما يتعلق بتأهيل سوق البلاط القديم في المدينة، ما أدّى إلى هجوم علني من باسيل على زغيب، بحضور الأخير، في عشاء التيار الوطني الحر في المدينة في تشرين الثاني 2023.