لبنان

من هم المرشّحون لرئاسة بلدية بيروت؟

جاء في الأخبار: 

تتواصل اللقاءات بين القوى السياسيّة والفاعليات البيروتية لتشكيل لائحة توافقيّة لمجلس بلديّة العاصمة. ورغم بروز بعض الأسماء إلى العضويّة، إلّا أنّ المعضلة الكبرى تتمثّل باسم المرشّح للرئاسة، إذ لم يسبق أن تداول المعنيون علناً في هذا الكمّ من الأسماء المرشّحة كما لم يُسجّل سابقاً مثل هذا التأخير في حسم الأسماء، علماً أنّ العُرف الذي أرساه الرئيس رفيق الحريري يقضي بوصول مهندس من العائلات البيروتية الأساسيّة إلى رئاسة المجلس.

وتتشعّب المشكلة بسبب ابتعاد الرئيس سعد الحريري وعدم إعلان الكلمة الفصل في شأن المُشاركة في اللائحة من عدمها، ما أدّى إلى لعب العديد من الشخصيّات أدواراً على مستوى التسويق لبعض الأسماء أو حتّى الاعتراض عليها بهدف حرقها منذ بدء «الموسم الانتخابي».

وإذا كان بعض مسؤولي تيّار المستقبل يتحدّثون عن شخصيّة بيروتيّة من رجال الأعمال المغتربين في أميركا ستكون على رأس اللائحة التوافقيّة من دون الكشف عن هويتها، تخشى قوى سياسيّة من أن «التيّار الأزرق» ربما يُحضّر «أرنباً» لن يقوم مسؤولوه بالتسويق لاسمه قبل السّاعات الأخيرة ليكون مرشّح الأمر الواقع وفرضه على المُفاوضين في الساعات الأخيرة. في حين لا يرى آخرون الأمر على هذا النحو، ويلفتون إلى أنّ «المستقبل» يتريّث في شأن التسمية لدرس بعض «السير الذاتية» لاختيار شخص من ذوي الكفاءة والقدرة على إدارة مجلس بلدي يتضمّن الكثير من «الصواعق» التي تبدأ من صلاحيات محافظ بيروت، ولا تنتهي بعدم تجانس الأعضاء المنتمين إلى أحزاب متصارعةٍ في «الحلبة السياسيّة».

ويبدو واضحاً أنّ حماسة بعض المستقبليين تصبّ لصالح شخصيّات غير حزبيّة ومن غير الأسماء التي ترشّحت سابقاً وممن ذاع صيتها في الأعمال التجاريّة والهندسيّة. وتشير مصادر متابعة إلى أنّ «المستقبل» تواصل مع شخصيات في الخارج، من بينها طلال قدسي ومهيب عيتاني اللذان أكّدا عدم رغبتهما بالعودة إلى لبنان.

ولذلك، يأخذ «المستقبليون» الأمور برويّة، حتّى اتضاح المشهد وجلاء التسويات السياسيّة التي ستنتج مجلساً بلدياً، قبل حسم الأمور والإسهام في حرق الأسماء باكراً . كما يُحاولون الابتعاد، قدر الإمكان، عن تبنّي أي شخصيّة في ظل مُسارعة العديد من الشخصيات إلى التسويق لعدد من الأسماء، من بينها:

– رئيس البلديّة الحالي عبدالله درويش الذي تطرح بعض القوى إعادة ترشيحه، من بينها الوزير السابق محمّد شقير ورجل الأعمال خليل العرب، من دون أن يلقى مُعارضة أو قبولاً نهائياً من «المستقبل» حتّى الساعة. ويسجّل هؤلاء لدرويش أنّه أثبت قدرته على إدارة المجلس وترطيب الأجواء مع المحافظ على عكس الرؤساء السابقين، كما تراجعت المناكفات في عهده إلى حدّ كبير.

– بسام برغوت الذي يتردّد أنه يحظى بدعم رجلَي الأعمال جهاد العرب وأديب البساتنة، فيما لم يُعرف بعد موقف مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان منه، خصوصاً أنّ العلاقة بينهما لم تكن في أفضل أحوالها خلال الأعوام الماضية، علماً أن هناك اعتراضات بيروتية على برغوت كوْنه أحد المسؤولين عن ملف المدافن التي زادت كلفتها بشكل كبير في بيروت وأثار انتقادات من أهالي العاصمة الذين رأوا في ممارسة طبقيّة حتى في الموت!

وبرغوت عضو في مجلس أُمناء «جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة»، ما يعني فعلياً دعماً واضحاً من رئيسها فيصل سنو الذي يريد أن تكون لـ«المقاصد» حصة في المجلس البلدي، فيما يواجه انتقادات لمحاولته تحويل الجمعيّة إلى حالةٍ سياسيّة، ويعتبرون أنّ زمن الرئيس صائب سلام وظروفه مختلفة عن المرحلة الحالية، تماماً كما أن سنو لا يشبه شخصية الزعيم البيروتي الراحل.

– رئيس بلدية بيروت السابق بلال حمد الذي يحظى أيضاً بدعم العرب وبتأييدٍ من أبناء العاصمة رغم الحديث عن تجاوزات شهدها عهده. إلا أنّه على ما يبدو يرفض الإقدام على الترشّح قبل معرفة ما إذا كان سيحظى بدعم الحريري بشكلٍ مباشر.

– العميد محمود الجمل الذي يمتلك قاعدةً شعبية وازنة مكّنته من الحصول على نحو 3500 صوت في الانتخابات النيابيّة الأخيرة، ويتبنّى النائب نبيل بدر ترشيحه، في حين لا يبدو أن القوى السياسيّة في وارد تبنّي اسمه كونه محسوباً على بدر، إضافةً إلى أنّه لا يحمل شهادة في الهندسة بل كان عميداً في الجيش، ما قد يؤثّر على أدائه في العمل البلدي.

– تطرح شخصيات اسم المرشح أحمد مختار خالد. ويتردّد أنّه قد يكون توافقياً لكونه بعيداً عن الأحزاب السياسيّة ومقرّباً من أبناء العاصمة، ولقيامه بخدماتٍ دوريّة. لكنّ أياً من الأحزاب والشخصيات لم يعمد إلى الجهر بدعمه، خصوصاً أنّ الأصوات التي نالها في الانتخابات النيابيّة الأخيرة وترشّحه على اللائحة المدعومة من بهاء الحريري، يخفّضان من أسهمه في تيار «المستقبل».

– بعدما غاب اسم رلى العجوز عن المشهد لأكثر من عام بعدما ارتفعت أسهمها سابقاً كالمرشّحة الأقوى بدعمٍ من الحريري، قبل أن يجعل منها تمسّكها بإبعاد الأحزاب عن المجلس «مرشّحة سابقة»، يعود اسمها إلى التداول مجدداً، وأبرز من يسوّق لها القيادي السابق في «حزب سبعة» سليم أديب.

– فيما تبدو القوى التغييرية عاجزة حتّى الساعة عن استنهاض قواها في بيروت الثانية مع كثرة الخلافات بين أعضائها، بانتظار الاجتماع الموسّع التي ستعقده خلال الساعات المقبلة، ورغم أنّ هذه القوى لم تحسم بعد أسماء مرشحيها، يتردّد اسم المهندسة منى حلاق إلى رئاسة البلدية على إحدى لوائح التغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى