لبنان

“القوات” تهدّد استقرار الحكومة: خلاف مع الرئيس حول سلاح حزب الله!

كتبت الديار: 

يستعجل حزب “القوات اللبنانية” نزع او تسليم حزب الله لسلاحه، خلال مهلة قريبة جداً لا تتعدى الاشهر الثلاثة او الستة، ، فيتلاقى مع المطلب الاميركي بان تقوم الحكومة اللبنانية بالمهمة، وهذا ما نقلته نائبة الموفد الرئاسي الاميركي الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس الى المسؤولين اللبنانيين في زيارتيها الى لبنان، وان كانت تفهمت الى حد ما الوضع الداخلي اللبناني وتركيبته الطائفية والسياسية.

واتى موقف “القوات” ، وهو ليس بالجديد، بالتزامن مع اللقاء الذي عقدته اورتاغوس مع رئيسها سمير جعجع، قبل ان تلتقي اي مسؤول لبناني، وهي زيارة كانت لافتة الى معراب، وتوقفت عندها مصادر سياسية حيث رأت فيها انها رسالة الى من يعنيهم الامر بان “القوات اللبنانية” الاقرب سياسياً لاميركا، وتتناغم معها في مشاريعها للمنطقة ومنها لبنان، الذي لم يغب عن المخططات الاميركية منذ خمسينات القرن الماضي، وكانت تأتي بالازمات والحروب على لبنان، وهذا نهج اعتمدته اطراف سياسية لبنانية، بوضع اوراقها في السلة الاميركية، وهو ما فعلته انظمة عربية تحرك الساحة اللبنانية وفق المصالح الاميركية.

من هنا، بدأ يظهر تباعد بين “القوات” ورئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي يدعو الى حوار حول سلاح حزب الله واي سلاح آخر، من ضمن ما اعلنه في خطاب القسم عن استراتيجية الامن الوطني ، التي تدخل فيها خطة دفاعية عن لبنان، وهذا ما لم يرق “القوات ” التي اعلنت عبر رئيسها وقياداتها، ان المطلوب هو عقد جلسة للحكومة او مجلس الدفاع الاعلى، لاتخاذ قرار بتحديد مهلة زمنية لحزب الله لتسليم سلاحه، او اللجوء الى القوة لنزعه، واذا لم يتمكن الجيش اللبناني من تنفيذ هذه المهمة، فان الجيش “الاسرائيلي” يقوم بذلك.

وكان النائب غسان حاصباني وهو عضو في “كتلة الجمهورية القوية” المنتمية الى “القوات اللبنانية” صريحاً وواضحاً، عندما قال بان العدو الاسرائيلي جاهز لتدمير سلاح حزب الله في شمال الليطاني، الذي تضمنه القرار 1701 وفي نصه تنفيذ القرارين 1559 و1680، واعلن جعجع عن ذلك، داعياً حزب الله الى عدم التذاكي حول السلاح في جنوب الليطاني او شماله، كما انه دعا الحكومة الى الخروج من تضييع الوقت، واتخاذ قرار نزع سلاح حزب الله او تسليمه.

هذا الكلام لم يلاق تجاوباً من رئيس الجمهورية ومن رئيس الحكومة نواف سلام ووزراء في الحكومة، فاعلن وزير الثقافة غسان سلامة ان موضوع سلاح حزب الله يجب ان يمر بمراحل قبل تسليمه، منها الحوار حول استراتيجية وطنية للدفاع واعادة الاعمار، مما دفع بالنائب جورج عدوان الى التنديد بموقفه، والسؤال اذا كان سلامة يعبر عن الحكومة، لان “القوات اللبنانية” تتجه الى طرح الثقة به في مجلس النواب، وهذا ما قد يفجر الحكومة من داخلها، ولم تمض ثلاثة اشهر على تشكيلها.

وتحدثت معلومات سياسية عن ان “القوات” قد تنسحب من الحكومة ويستقيل وزراؤها، اذا لم يتخذ قرار بازالة سلاح حزب الله.

“القوات اللبنانية” تمارس الضغط نفسه الذي تمارسه الادارة الاميركية على المسؤولين اللبنانيين، وسبق لاورتاغوس ان حددت ثلاثة اشهر ليكون لبنان اجتث مرض السرطان كما وصفت حزب الله، الذي لم يعلن اي مسؤول فيه موقفاً سلبياً واكد انه يقف وراء الدولة. ولا يمانع ان يكون السلاح بيد الجيش، لكن ذلك يجب ان يترافق مع خطة دفاعية، بدأ الحوار حولها في آذار 2006 في مجلس النواب بدعوة من رئيسه نبيه بري، واستكمل في عهد الرئيس ميشال سليمان كما في عهد الرئيس ميشال عون، وان الرئيس جوزاف عون صاحب دعوة للحوار حول السلاح والاستراتيجية الدفاعية.

وتكشف مصادر في محور المقاومة ان حزب الله على تواصل مع رئيس الجمهورية، الذي يثني على تجاوب الحزب بالالتزام بوقف اطلاق النار، وتسليم سلاحه الى الجيش في جنوب الليطاني، وحصل تقدم واسع في انتشاره وبسط سيطرته.

فالضغوط التي تمارسها “القوات” على مؤسسات الدولة بشأن سلاح حزب الله، لن تعطي نتيجة امام طرح رئيس الجمهورية للحوار، لان “القوات” ستنقل لبنان الى الانفجار اذا خضع المسؤولون فيه للضغط الاميركي، الذي تلاقيه “القوات” في الداخل اللبناني، معتبرة ان فريقاً انهزم وهو “محور المقاومة”، وانتصر من يدعو الى نزع السلاح وابقائه في يد الدولة، التي عليها ان تمتلك قرار الحرب والسلم.

وهذا ما تتخوف منه مصادر حزبية حليفة لحزب الله من ان يكون لبنان امام مرحلة خطرة جداً، اذا لم يتم الحوار حول آلية الدفاع عن لبنان، في ظل اطماع العدو “الاسرائيلي” بأرضه ومياهه من ضمن مشروعه “اسرائيل الكبرى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى