للأسف… قبيسي: الحكومة تنتظر قرارات خارجية تسمح لها بإعادة الإعمار

أقامت حركة أمل في المنطقة الأولى – النبطية، وكشافة الرسالة الإسلامية – مفوضية الجنوب، احتفالًا تكريميًا لفرق المسعفين المتطوعين في الدفاع المدني في الكشافة، الذين شاركوا وأدوا دورهم الإنساني خلال العدوان الإسرائيلي في الـ66 يومًا، وذلك في النادي الحسيني في مدينة النبطية. وقد حضر الاحتفال مدير مكتب الرئيس نبيه بري النائب هاني قبيسي، النائب ناصر جابر، مفوض عام الدفاع المدني ربيع عيسى، مفوض الجنوب لكشافة الرسالة جمال جعفر، المسؤول التنظيمي لحركة أمل – المنطقة الأولى علي طراف، وعدد من الشخصيات.
وألقى النائب هاني قبيسي كلمةً قال فيها: “شبابنا في كشافة الرسالة الإسلامية والدفاع المدني يزرعون أجسادهم في الأرض ليكون النصر والتحرير. نحن فخورون بكم وبما قدمتم من تضحية وفداء حتى جعلتم من كشافة الرسالة الإسلامية طيفًا واسعًا يمتد إلى أرجاء الوطن محلقًا في السماء. أنتم ملائكة تبلسم جراحات أهلنا، تقدمون العون لكل محتاج. نحن لا نكرمكم اليوم فحسب، بل نكرم أنفسنا بكم لأنكم فخرنا وعزنا. أنتم تقدمون الخدمات دون أن تسألوا عن الهوية أو الاسم أو الطائفة أو المذهب. ما قدمتموه خلال هذه الحرب يستحق التقدير ليس من قيادتكم فحسب، بل من كل المجتمع والدولة، لأن ما قمتم به على مساحة الوطن هو حجم كبير من التضحيات والفداء. ألف تحية لكم على ما قدمتم”.
وأضاف: “المطلوب اليوم أن يرتقي العمل السياسي إلى حجم التضحيات، ولكن للأسف نرى في كثير من الأماكن على مساحة لبنان مواقف مختلفة بعيدة عن ثقافتنا. ينتقدون من خلالها التضحيات ودماء الشهداء، بل لا يريدون للمقاومة أن تكون حاضرة ساهرة على حدود وسيادة الوطن. مع الأسف، هذه المواقف السياسية تتماشى مع سياسات غربية لا تتطلع إلا إلى إخضاع المنطقة بأهلها وشعبها ومقاوميها. لقد سطرنا في الجنوب أروع أنواع التضحيات كي لا نركع ولا نذل. قدمنا العديد من الشهداء من الدفاع المدني اللبناني وكشافة الرسالة والهيئة الصحية الإسلامية، وقالوا: نحن الوطن ونحن حماة حدوده. إن كانت الدولة موجودة، وإن لم تكن، مع الأسف، بعض الساسة في لبنان يبحثون في آفاق العالم عن سياسات ترضي نفوسهم ولا ترضي الوطن. رضى الوطن هو بحماية كرامته وعزته، لأننا لا يمكن أن نعيش أذلاء ولا يمكننا السير بدرب التطبيع وعلاقات طيبة مع شرق وغرب، وتبقى إسرائيل محتلة تعتدي وتستبيح جنوبنا وأجوائنا”.
وختم قبيسي قائلاً: “مع الأسف، الحكومة اللبنانية غير مستعجلة بإعادة إعمار الجنوب. فالرئيس الحكومة تقدم بسحب اقتراح قانون معجل مكرر، بل أجله على أمل أن تدرس الحكومة مشروعًا جديدًا لإعادة الإعمار وللتعويض على أهلنا المتضررين جراء الحرب. الحكومة للأسف غير مستعجلة، بل تتأنى وتنتظر القرارات الخارجية أو مواقف خارجية تسمح لها بإعادة الإعمار والبناء. هنا نقول إن أهل الجنوب يستحقون أن تكون الحكومة إلى جانبهم، فمن خلال هذه القرارات التي تتخذ يشعر أهل الجنوب بأنهم متروكون، وأن الدولة بعيدة عنهم، وأن الدولة تاركة الجنوب دون حماية كما حصل في السياسات السابقة التي كانت تؤمن بأن قوة لبنان بضعفه. الآن، يعتقد البعض أن قوة لبنان بعلاقاته الدولية وارتباطاته الخارجية. ونحن نقول إن قوة لبنان بدماء الشهداء والجرحى، فبكل التضحيات التي قدمت على مساحة الجنوب سنصنع مجدًا وعزًا وكرامة”.