حسن فضل الله: الحكومة الحالية لم تسارع إلى احتضان شعبها وتأمين مستلزمات الإعمار

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن الأولويات اليوم تبدأ من توفير الدولة سبل الحماية للناس في مواجهة الاعتداءت الاسرائيلية المتواصلة، وأن تعمل على تحرير الأرض، وتحرير الأسرى، وإعمار ما هدمه العدو.
واعتبر في كلمة خلال لقاء إعلامي حواري نظمه “حزب الله” في مدينة صيدا، أنّ أولويات المواطن على المستوى الاقتصادي هي تحسين الوضع المعيشي، وأن تُعاد للمودعين أموالهم المحتجزة في البنوك، وأن تنفذ الوعود بشأن الكهرباء كي لا يظل المواطن يدفع فاتورتين، وأن يلمس جدِّية في إعادة بناء مؤسَّسات الدولة على أسس سليمة.
ولفت فضل الله الى أنه بعد مرور أشهر على تشكيل الحكومة لم يلمس المواطن تحسنًا في أداء العديد من الوزارات، قائلا: “يُفترض ألا تكون هناك متاريس سياسية في الحكومة، لأنَّ بعض من فيها يخوض منذ الآن معركة الانتخابات النيابية لحساب القوى السياسيَّة بدل القيام بواجباته في تأمين متطلبات الناس، وصارت محاولات بعض القوى السياسية مكشوفة لجهة سعيها لحرف الأنظار عن اخفاقاتها في ميدان الخدمة العامة وعن أسباب تصويبها السياسي المرتبط بتغيُّر التوازنات على مستوى السلطة لأن بعض من السلطة يستهدف البعض الآخر ربطا بالانتخابات النيابية المقبلة”.
وقال: “نحن شركاء في الحكومة وفق تمثيلنا الوزاري، ونريد لها أن تتجح وعلى تواصل مع رئيسها، ودائما مستعدون للتعاون كي تنجح في تطبيق بيانها الوزاري خصوصا في مجال الاصلاح، ولكن نراقب عملها من خلال المجلس النيابي وفق ما يمنحنا إياه الدستور، وعندما نجد خطأً نعمل على تصويبه، وبعض القرارات نعارضها من داخل الحكومة ونتصدَّى لها في المجلس النيابي، ومطلب الاصلاح هو مطلب وطني خصوصا ما يتعلَّق باعتماد الكفاءة في التعيينات ومحاربة الفساد بكل أشكاله، ولكن إلى الآن لا توجد لمسات مضيئة”.
وأضاف: “لدينا برنامج عمل للناس سواء في الحكومة أو في المجلس النيابي، ونتابعه لتحقيق المطالب المحقَّة، وعملنا على انجاز مجموعة من المشاريع الحيوية لمصلحة الناس بما في ذلك اصلاح البنية التحتية، ومشاريع الطرق خصوصا في الجنوب وايلاء الموضوع الصحي أولوية”.
وعن الانتخابات البلدية، أكد النائب حسن فضل الله أنها تكتسب في الجنوب أهمية خاصة لأنَّها تعبير عن صمود الجنوبيين وتمسكهم بأرضهم، وستكون رسالتها موجَّهة للعدو وفحواها أنَّ كل التدمير والقتل ومواصلة الاعتداءات لن تبعد الجنوبيين عن أرضهم، وما يجمعهم هو تعلقهم بهذه الأرض وسعيهم لخدمة اهلهم.
وحول التطورات المرتبطة بالاعتداءات الاسرائيلية، شدد فضل الله على أن “ما يجري في لبنان اليوم يزيد بيئة المقاومة تمسكا بخيارها المقاوم”، قائلا: “هناك عوامل عديدة تؤكد لهذه البيئة أنه لا يمكن الرهان على خيارات أخرى، وهي بيئة مطلبها الدائم بناء دولة قادرة وعادلة، وبذلت جهودًا كبيرة للوصول إلى هذه الدَّولة، ولكن إلى اليوم تبدو هذه الدولة بعيدة المنال، ولا تقوم بالحد الأدنى من مسؤولياتها، وما يسمَّى المجتمع الدولي لا يساعدها لتنهض، ولا يقدم المساعدة للحكومة كما وعدتها العديد من الدول. قالوا للبنانيين شكلوا السلطة وانتخبوا رئيسا وشكلوا حكومة لنساعدكم ولكنهم يحاصرون الدولة في ملف اعادة الاعمار، ويمارسون الضغوط، وبعض الدول تغرق الحكومة بهذه الضغوط والمطالبات، بدل الضغط على العدو للانسحاب من لبنان ووقف اعتداءته، التي لم يوقفها الإلتزام التام بوقف اطلاق النار، وتسليم زمام الأمور في جنوب الليطاني كاملة إلى الدولة”.
وأضاف: “أظهرت الدولة عدم قدرة على توفير الحماية لمواطنيها، وفي أحيان كثيرة تتجاهل ما يحصل كأنه في دولة أخرى، وكذلك فإنَّ الحكومة الحالية لم تسارع إلى احتضان شعبها، وتأمين مستلزمات الإعمار، خصوصًا أنَّ إعادة الاعمار هي من أولى الأولويات الوطنية”.
واعتبر أن “الحكومة الحالية ترتكب خطأ فادحا إن ظنَّت أنها تستطيع ادارة ظهرها لهذا الملف، أو تماطل في تنفيذ ما التزمته في بيانها الوزاري، وهي بذلك لا تزيد الشرخ بينها وبين فئة كثيرة من اللبنانيين، بل تؤسِّس لتهديد الاستقرار الوطني والاجتماعي، فضلًا عن تكريسها لمفهوم الدولة المتحلِّلة من التزاماتها”، قائلا: “نطالب الحكومة بإيلاء ملف اعادة الاعمار الأولوية ونحن نتابع معها هذا الموضوع ونريد لها أن تنجح في مهمتها هذه”.
وأضاف: “يُضاف إلى هذه العوامل المرتبطة بدور الدولة، عامل آخر يتعلَّق بحملة الضغوط السياسية والاعلامية المدفوعة الأجر من الخارج التي تصوِّب على المقاومة، لتصفية حسابات سياسية معها على خلفية الدور الذي أدَّته في مواجهة المشروع الأميركي الاسرائيلي في المنطقة، وهذه قوتها، وكلما ازدادت الهجمة الاعلامية كلما تماسكت المقاومة أكثر وكانت ردَّة فعلها التشبث بخيارها المقاومة