المساعدة الأميركية والعربية للبنان.. بشروط؟

كتب معروف الداعوق في اللواء:
من يتمعَّن بموقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لدى تطرقه في الرياض بالامس، الى موضوع لبنان، وقوله» ان بامكان رئيس الجمهورية بناء دولة في لبنان بمعزل عن حزب الله، وفرصة لبنان تأتي مرة واحدة في العمر، ليكون مزدهرا ويكون في سلام مع جيرانه»، معطوفا على قوله السابق بأن» الولايات مستعدة لمساعدة لبنان في التنمية الاقتصادية»، ليدرك بسهولة ان الموقف الاميركي المعلن لمساعدة ودعم لبنان، بعد التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار في نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، لم يتبدل، ويتكرر بكل مناسبة، وهو ما أكده ترامب امام قادة دول الخليج العربي في قمة استثنائية، وترتكز على شرطين اساسيين، اولهما ضرورة قيام الدولة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، وثانيهما البحث الجدي لاقامة سلام بين لبنان واسرائيل.
هناك من يعتبر ان مطلب نزع سلاح حزب الله من قبل الدولة اللبنانية، قد بوشر به فعليا على الارض، وتم تحقيق خطوات متقدمة بهذا الخصوص، بعد انتشار الجيش اللبناني في مناطق جنوب الليطاني، وقيامه بمصادرة عشرات المستودعات ومراكز تخزين الاسلحة التابعة لحزب الله، كما العديد منها شمال الليطاني بعيدا عن الضجيج الاعلامي، كما كشفت البيانات الرسمية الصادرة عن قوات الامم المتحدة مصادرة ٢٢٥ مخزنا ومركزا مسلحا، وهذا دليل على قيام السلطات بتنفيذ نزع السلاح تدريجا، وحصره بالدولة فقط، فيما يتبقَّى استكمال هذه المهمة في جميع المناطق اللبنانية من دون استثناء، نتائج الحوار الذي يجريه رئيس الجمهوربة مع حزب الله بهذا الخصوص، بينما تعتبر الادارة الاميركية ان شرط نزع سلاح حزب الله مايزال منقوصاً.
اما الشرط الثاني الذي ركز عليه ترامب فهو دفع تحرك لبنان لعقد اتفاقية سلام مع اسرائيل أسوة بدول عربية عديدة، فدونه محاذير وصعوبات، وقد يكاد مستحيلا في هذه المرحلة، بانتظار انتهاء الحرب الاسرائيلية على غزّة، والاتفاق على حل للقضية الفلسطينية.
هل يعني ان برودة التحرك الاميركي، لانهاء استمرار الاحتلال الاسرائيلي لبعض مناطق الجنوب والاعتداءات اليومية على لبنان، والتباطؤ في مديد العون والمساعدات الاميركية المالية والاقتصادية، للتعافي واعادة الاعمار، تنتظر قيام الدولة بتنفيذ هذين الشرطين حتى النهاية، وهو ما عبّر عنه الرئيس الاميركي بوضوح.