لبنان

فضل الله: ليس للشيعة مشروعهم الخاص

عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في “المركز الإسلامي الثقافي” في حارة حريك، تحت عنوان: “النقد والنصيحة في المجتمع”، شارك فيه عدد من الفاعليات الثقافية والاجتماعية، وتخلّله حوار مفتوح حول الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

في مستهلّ كلمته، أكّد فضل الله أنّ “الإسلام حثّ على النقد في المجتمع وشجّع على ممارسته ضمن ضوابط تؤدّي إلى نتائج إيجابية على أرض الواقع”، محذّرًا من أن “السكوت أو اللامبالاة تجاه أي خطأ أو انحراف يصيب الأمة، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي أو الأمني، له تبعات سلبية وكارثية على قوة المجتمع وتماسكه”. وأشار إلى أنّ “النقد، من منظور إسلامي، يُعدّ من الواجبات الأساسية لتحصين المجتمع من الآفات والاختراقات”.

وشدّد على أنّ “لا نهضة أو تطوّر في المجتمعات من دون اعتماد النقد البنّاء، البعيد عن الأهداف الشخصية أو المذهبية أو السياسية”، مؤكدًا أنّ “لا أحد فوق النقد، مهما علا شأنه أو موقعه”.

وفي ما يتعلّق بأسلوب تقديم النصيحة، قال فضل الله إنّ “من طبيعة الإنسان أن ينفر ممن يلفت نظره إلى عيوبه أو نقائصه، لذا لا بدّ من أن تكون النصيحة قائمة على الحجة والدليل، لا على الشبهات والظنون”. ولفت إلى “ضرورة تقديم النصيحة في السرّ، بعيدًا عن أعين الناس أو منصات الإعلام ومواقع التواصل، لأن التشهير يحوّل النصيحة من محاولة للإصلاح إلى أداة للتعيير والتجريح، ما يؤدي غالبًا إلى نتائج عكسية”.

كما أكّد على “أهمية اختيار الزمان المناسب لإبداء النصيحة، حين يكون الطرف الآخر في حالة تقبّل وهدوء، لا في لحظات الغضب أو الانشغال”، داعيًا إلى أن “يظهر الناصح محبته وحرصه على مَن ينصحه، وأن يوازن بين الإشارة إلى الأخطاء والإضاءة على الإيجابيات، ويبتعد عن التجريح والغلظة في القول”.

وحول سؤال عن موقف الشيعة من الدولة، قال فضل الله: “ليس للشيعة مشروعهم الخاص كما يتوهّم البعض أو يروّج البعض الآخر، بل إنهم يؤمنون بمنطق الدولة العادلة، الدولة التي تساوي بين جميع مواطنيها في الحقوق والواجبات، الدولة القادرة على حماية الوطن والدفاع عن سيادته”.

وأضاف: “الشيعة، كغيرهم من اللبنانيين، جزء أساسي من مكونات هذا الوطن، وقد قدّموا التضحيات الكبيرة في سبيله”.

وفي ردّه على سؤال حول أسباب سقوط بعض المتدينين في الامتحان الأخلاقي، قال: “من هؤلاء من يتديّنون بالشكل، لكنهم بعيدون عن الجوهر الحقيقي للأديان، لذا نراهم يسقطون عند أول اختبار، بسبب الحقد أو الحسد أو إغراءات المال والسلطة”. وختم بالدعوة إلى “تحصين المجتمع بالقيم والمبادئ، بدلًا من الاقتصار على المظاهر الدينية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى