لبنان

الرئيس عون لـ”حزب الله”: هذا ما أبلغته إلى وفد أميركي..

كتب عماد مرمل في الجمهورية: 

انطوت زيارة وفد «حزب الله» لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على دلالات سياسية لافتة، وسط ارتفاع نبرة الداعين إلى تسليم سلاحه في الداخل والخارج، فيما يبدو أنّ علاقة الحزب مع رئيس الحكومة نواف سلام تنحو في اتجاه مزيد من التصدّع والترهل.

تعمّد «حزب الله» في ذكرى العيد الخامس والعشرين للمقاومة والتحرير زيارة رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، حرصاً منه على تكريس البعد الرسمي والوطني للمناسبة، وعلى تثبيت جوهرها الذي يجمع المقاومة والتحرير، بعدما أستشعر أنّ هناك من يحاول تهميشها او اختزالها بالتحرير من دون الإشارة إلى دور المقاومة.

وأمام هذا التحوير والاجتزاء للمناسبة، يتساءل أحد مسؤولي «الحزب»: «كيف صُنع التحرير في 25 أيار 2000؟ هل نام اللبنانيون واستفاقوا على العدو منسحباً بإرادته من الجنوب والبقاع الغربي؟ أم أنّ المقاومة هي التي فرضت عليه الاندحار بعد 18 عاماً من العمليات والتضحيات؟ وبالتالي، كيف يستقيم بالنسبة إلى البعض تغييب المقاومة عن عيد التحرير؟».

وعُلم أنّه كان من المفترض أن يلتقي ممثلو «الحزب» أيضاً رئيس الحكومة نواف سلام في إطار تثبيت هذا المعنى لذكرى 25 أيار، وذلك على رغم من التباعد السياسي بينهما، لكن توجّه سلام إلى دولة الإمارات للمشاركة في مؤتمر المنتدى الإعلامي حال دون ذلك.

ومن غير المستبعد أن تتكرّر محاولة ترتيب لقاء بين الجانبين عقب عودة رئيس الحكومة إلى بيروت، وإن تكن مواقفه من دبي حول رفض ثنائية السلاح والقرار قد هدّدت بتبخّر «ما بقي من ودّ يحاول الحزب المحافظة عليه»، وفق تصريح رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد من قصر بعبدا، في معرض تفاديه التعليق على كلام آخر لسلام حول انتهاء زمن تصدير الثورة الإسلامية في إيران.

وبهذا المعنى، يبدو «حزب الله» وكأنّه يسعى إلى عدم قطع الخيط الرفيع الذي لا يزال يربطه بسلام، مع انّ المؤشرات توحي بأنّ هذا الخيط قد لا يتحمّل ضغط الحمولة الزائدة التي تُلقى عليه جراء خلافهما الآخذ في الاتساع.

وإذا كانت زيارة وفد «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب رعد لعين التينة هي أشبه بالانتقال من غرفة الى أخرى ضمن البيت الواحد، في اعتبار الرئيس بري شريكاً في المقاومة والتحرير وليس مجرد متلقٍ للتهنئة بالعيد، فإنّ اللقاء مع الرئيس عون اكتسب أهمية خاصة، ربطاً بمواقفه المتوازنة في ظل الضغوط التي يتعّرض لها، وانطلاقاً من خصوصية موقع رئاسة الجمهورية وما تمثله من وزن سياسي ومعنوي.

ومن الواضح أنّ «الحزب» يستند في انفتاحه على رئيس الجمهورية إلى أمرين: الاول هو انّه شريك أصيل في انتخاب عون، ما يستدعي، وفق مقاربته، ان يكون شريكاً في العهد لا مستهدَفاً. والثاني يتمثل في وجود رصيد من التجربة الإيجابية مع عون خلال توليه قيادة الجيش. بينما فُرض سلام كأمر واقع على «الحزب» الذي لم يسمّه لرئاسة الحكومة أثناء الاستشارات النيابية الملزمة، إضافة إلى أنّه لا توجد أي معرفة مسبقة يمكن أن تسهّل التواصل المتبادل.

وتفيد المعلومات، أنّ اجتماع عون مع وفد «الحزب» كان ممتازاً، خصوصاً انّه كّرس تفاهمهما على أولوية الإنسحاب الإسرائيلي من الأجزاء الجنوبية المحتلة وإطلاق الأسرى اللبنانيين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية ومنع الانتهاكات للسيادة اللبنانية.

وقد أبلغ عون إلى ضيوفه، انّه أكّد أمام وفد أميركي زاره اخيراً، أنّ «حزب الله» متعاون جداً في منطقة جنوب الليطاني، واكثر مما يظن اي أحد، بشهادة قوات «اليونيفيل» نفسها.

واشتكى وفد «الحزب» من عدم مبادرة الحكومة حتى الآن إلى اتخاذ اي إجراءات إدارية ولوجستية تمهّد لبدء إعادة الإعمار، وهي إجراءات إلزامية لا بدّ منها بمعزل عن التعقيدات التي لا تزال تحوط بمسألة تأمين التمويل، «إذ حتى حكومة فؤاد السنيورة لجأت فور انتهاء حرب تموز 2006 إلى إجراء مسح للأضرار وتقدير قيمة التعويض عن كل وحدة سكنية تضرّرت، توطئة لإطلاق ورشة إعادة الإعمار، وهذا ما لم تفعله بعد حكومة سلام»، فأكّد رئيس الجمهورية انّه سيتابع شخصياً هذا الملف مع الحكومة ورئيسها.

وبناءً على «زبدة» اجتماع بعبدا، يلفت القريبون من «الحزب» إلى انّه حريص على نجاح العهد واستقرار البلد، مع ما يتطلبه ذلك من تعاون وتفاعل مع رئيس الجمهورية تحت سقف تحرير الأرض وحماية السيادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى