العراق يجدّد استعداده لدعم إعادة الإعمار

جاء في الأخبار:
في زيارة تحمل طابعاً سياسياً بامتياز، حلّ الرئيس جوزيف عون ضيفاً على بغداد في خطوة تهدف إلى احتواء توترات سابقة وتجديد جسور التواصل بين البلدين، بعدما أثارت تصريحات عون بشأن الحشد الشعبي سابقاً حفيظة الأوساط العراقية وتسبّبت بفتور دبلوماسي.
وجدّد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أمام عون التزام العراق بسيادة لبنان واستقراره، رافضاً أي تدخلات تمسّ هذا «الركن العربي المهم»، فيما ثمّن عون المساعدات التي قدّمها العراق للبنان، مؤكداً أن العراقيين لطالما كانوا سنداً حقيقياً لبلاده في الأزمات.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، وصف السوداني المحادثات بـ«المثمرة»، موضحاً أن البحث تناول فرص التعاون في مجالات الطاقة والاتصالات والتبادل التجاري وأهمية دعم القطاع الخاص وتوسيع التكامل الاقتصادي. وقالت مصادر مطّلعة إن «الأجواء كانت إيجابية وأبدى العراق استعداده للمساعدة في إعادة الإعمار، إمّا من خلال مساعدات نقدية ومالية أو من خلال تسلّم مقاطع جغرافية من قرى الجنوب»، كما أكّد استكمال الجهود المتعلقة بموضوع الأسرى.
والتقى عون نظيره العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، وشدّدا على «متانة العلاقات التاريخية» بين البلدين، وضرورة الدفع باتجاه تهدئة الأوضاع في المنطقة عبر الحوار والتعاون. وجدّدا دعمهما للحقوق الفلسطينية المشروعة، وأهمية الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها.
وكشفت مصادر مطّلعة أن مساعي عون للقاء المرجع الشيعي السيد علي السيستاني لم تحقق غايتها، وأثمرت عن اتصال هاتفي مع نجل السيستاني، السيد محمد رضا السيستاني، للاطمئنان على صحة المرجع وتمنّي الشفاء له، مع وعد بلقاء لاحق في حال توفّرت الظروف المناسبة.
ورغم السحابة التي خيّمت على العلاقات لفترة وجيزة، يبدو أن زيارة عون لبغداد وضعت أسساً جديدة لتجاوز الخلافات السابقة، والعودة إلى سياسة الانفتاح والتعاون بين بلدين يجمعهما تاريخ طويل من العلاقات السياسية والدبلوماسية، والمصالح المشتركة.