لبنان

مفاجآت إيرانية تنتظر الأميركيين: هذا ما في جعبة طهران

كتب حسن حيدر في الأخبار: 

في عام 2012، كانت إيران تمتلك 11 ألف صاروخ بمديات مختلفة، موجّهة إلى داخل الكيان الصهيوني، وهو العدد الذي خُصّص لتوجيه ضربات صاروخية، مضافةً إليه عشرات آلاف الصواريخ الأخرى. لاحقاً، عكفت القوات المسلحة الإيرانية على زيادة عدد المصانع الخاصة بإنتاج الصواريخ، عبر خطَّي إنتاج يعملان على مدار الساعة: الأول في مصانع وزارة الدفاع، والثاني في مصانع القوات الجوفضائية التابعة لـ«الحرس الثوري». على أن الأبحاث العلمية ومواكبة إيران للتطوّر التقني أسهمتا بشكل كبير في تطوير نوعية هذه الصواريخ، التي بات مداها يصل إلى 2500 كلم، في وقت جرى فيه العمل على تحويل تلك القدرات إلى صواريخ نقطوية بهامش خطأ لا يتجاوز سبعة أمتار، وفي أبعد تقدير يصل إلى خمسين متراً.

وهكذا، جهّزت القيادة الإيرانية، التي تعي جدّية التهديدات بالحرب، نفسها دفاعياً، لمواجهة مخاطر الحرب الأميركية، وركّزت على إنتاج صواريخ تُتيح الدخول في حرب مع الولايات المتحدة وضرب قواعدها واستنزافها في المنطقة. أما «حصّة» إسرائيل من هذه الصواريخ، فقد جرى إعدادها وتجهيزها لحرب طويلة الأمد، قادرة على ضرب عمق الكيان ولفترات متباعدة. كما أخذت القوات الصاروخية في «الحرس الثوري» مسألة المخزون على محمل الجدّ، فأنشأت «مدناً صاروخية» للتخزين على امتداد الأراضي الإيرانية، واضعة في الاعتبار احتمال الدخول في مواجهة طويلة.

وعملت أيضاً على رفع القدرة التدميرية للصواريخ، عبر تزويدها برؤوس حربية تصل زنتها إلى طنين، إضافة إلى تخفيف المواد المستخدمة في هياكل الصواريخ، والاعتماد على الفايبر كاربون، ما يمنحها ميزة حمولة رؤوس متفجّرة أكبر وأبعد مدى، فضلاً عن إمكانات التمويه على الرادارات.

كذلك، استلزم تطوّر المدى والدقّة العمل على تطوير الرؤوس الحربية، التي زُوّدت بجنيحات تُتيح لها تصحيح مسارها بعيداً من التشويش الإلكتروني، وتضييق هامش الخطأ إلى الحدّ الأدنى. وإلى جانب ما تقدّم، عملت إيران على تحويل غالبية صواريخها من الوقود السائل إلى الوقود الصلب، والوقود الصلب «المركّب»، ما يوفّر ميزة في التخزين والتحضير السريع للإطلاق من المنصّات الثابتة والمتحرّكة، فوق الأرض وتحتها، ويُعزّز الثبات في التحليق والدقّة في الإصابة.

لكنّ هذا التطوّر الصاروخي لم يكن كافياً. ولذلك، عمدت إيران إلى تصنيع صواريخ قادرة على المناورة، أو ما يُعرف بـ«الفرط صوتية»، إضافة إلى صواريخ «كروز» بعيدة المدى، وطرازات مختلفة من المُسيّرات القادرة على بلوغ مدى 2000 كلم. والجدير ذكره، هنا، أن الصواريخ الفرط صوتية الجديدة من طرازي «فتّاح» و«فتّاح 2»، مَهمّتها الأساسية استهداف منظومات الدفاع الجوي، لفتح الطريق أمام الصواريخ البالستية نحو أهدافها من دون اعتراض، ما يوفّر نسبة إصابة عالية بعدد أقل من الصواريخ.

وإذا كانت الصواريخ البعيدة المدى قد استحوذت على الاهتمام، فإن الصواريخ البالستية المتوسّطة المدى من طراز «فاتح» أرض – أرض، وطراز «هرمز» أرض – بحر بمدى 300 كلم، لا تزال عنصراً أساسياً وتهديداً حقيقياً للقوات الأميركية، بفضل انتشارها الكبير في جنوب البلاد، وعلى امتداد الشواطئ الإيرانية، وقدرتها على استهداف القطع البحرية والشريط البحري الغربي للخليج، انطلاقاً من شطّ العرب وصولاً إلى مضيق هرمز وبحر عُمان.

وهذا ما يشكّل تهديداً جدّياً للقواعد الأميركية المتمركزة برّاً وبحراً في المنطقة. والجدير ذكره، هنا، أن الجهد الحربي الإسرائيلي يتركّز على المنشآت النووية والقواعد الصاروخية في غرب إيران ووسطها، في حين لم تُمسّ البنية الصاروخية والبحرية في جنوب البلاد، ما يوحي بأن كيان العدو يعتبر تلك المناطق ضمن دائرة الاشتباك الإيراني – الأميركي المحتمل، بما يحصر مهمات الجيش الإسرائيلي العملانية في غرب إيران والعاصمة طهران بشكل أساسي.

وفيما المدى الصاروخي المُعلن في إيران هو 2000 كلم، تشير التقديرات إلى امتلاك إيران صواريخ بمدى يصل إلى 4000 كلم، لم يُعلَن عنها تجنّباً لإثارة مخاوف الدول الأوروبية. وفي ما يلي عرض سريع لأبرز الصواريخ الإيرانية:

1. الصواريخ الفرط صوتية (Hypersonic):

* «فتاح»: يُعد أول صاروخ إيراني فرط صوتي. يبلغ مداه 1400 كلم وسرعته تراوِح بين 13 و15 ماخ (1ماخ =1235كلم/ س، أي ما يعادل نحو 17000 كلم/ساعة). أما رأسه الحربي فقادرٌ على المناورة بعد الخروج من الغلاف الجوي، ما يتيح له اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي.
* «فتاح 2»: جيل جديد من الصواريخ الفرط صوتية.
* «خيبر شكن»: بطول 10.5 أمتار ووزن 4.5 أطنان، يعمل بوقود سائل شديد التفاعل (hypergolic). ينفصل رأسه الحربي الذي يبلغ وزنه 1500 كلغ بعد الخروج من الغلاف الجوي، ويضمن توجيهه خارج الغلاف الجوي لضمان دقة أكبر، ويبلغ مداه حوالي 1400 كلم.

2. الصواريخ البالستية المتوسطة المدى (MRBM):

* «سجّيل»: يعمل بالوقود الصلب، وقادر على تدمير أهداف على مدى 2000 كلم.
* «سجّيل-2»: هو نسخة محسّنة من «سجّيل» بزمن إطلاق أقل وسرعة تشغيل أعلى، ودقة أكبر تصل إلى أقل من 50 متراً مع إضافة جنیحات توجيه للرأس الحربي.
* «شهاب 3»: أحد أشهر الصواريخ الإيرانية التي تعمل بالوقود السائل ويبلغ مداها حوالي 2000 كلم. وقد شكّل نواة لتطوير العديد من الصواريخ الإيرانية اللاحقة.
* «عماد»: مداه 2000 كلم، ونظراً إلى ارتفاعه الشديد فوق الغلاف الجوي وسرعته التي تزيد عن 12 ماخ عند العودة إلى الغلاف، يَصعب اعتراضه من الدفاع الجوي.
* «قدر»: بمديات مختلفة (1700 إلى 2000 كلم) ويعمل بالوقود السائل.
* «خرمشهر 4» (خيبر): يعمل بمحرّك أكثر تطوراً ووقود شديد التفاعل. ويبلغ مداه 2000 كلم، وذو رأس حربي بوزن 1500 كلم، وتم تقليل وقت الإعداد لإطلاقه إلى 12 دقيقة.
3. الصواريخ البالستية القصيرة المدى (SRBM):
* «شهاب 1 و2»: نماذج هندسة عكسية ومطوّرة لصواريخ «سكود» بمدى حوالي 300 و 500 كلم.
* عائلة «فاتح» (فاتح 110، ذو الفقار، دزفول): تمتاز بدقتها العالية في الإصابة.
* «حاج قاسم»: سُمّي هذا الصاروخ الذي يزن 7 أطنان تكريماً للشهيد قاسم سليماني، وتبلغ سرعته القصوى 12 ماخ، ومداه يراوِح بين 1400 و1800 كلم، فيما دقة إصابته أقل من 10 أمتار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى